|
البيان التأسيسي لمؤسسة العراق للتعليم المدني
التعليم المدني هو : التشكيل الثقافي بغرض تكوين الإنسان المشارك في نظام حكم صالح بكل شروطه ومقوماته ، ويعد هذا النوع من التعليم احد القضايا البالغة الأهمية في عصرنا الحاضر لاعتبارات اجتماعية وثقافية واقتصادية عديدة ، وتنبع هذه الأهمية من عدة ظواهر لعل في مقدمتها ضرورات إدارة التغيير في مناخ الحياة العام الأمر الذي يملي حتمية التركيز على بناء قدرات وتنمية مهارات الإنسان الذي يستطيع أن يتعامل بذكاء واقتدار مع كل هذه التحديات كما أن هناك ظواهر أخرى منها حزمة الأزمات المتشابكة التي يعيشها العالم و مفهوم العولمة بكل المخاطر التي يحملها أو الفرص التي يوفرها .وفي الوقت الذي يجب فيه التركيز على استثمار الثورة العلمية التكنولوجية والإسراع بمعدلات التنمية الشاملة والمتواصلة في العراق الجديد الذي يٌبنى على أسس جديدة ، لابد أيضا من تدريب كافة الشرائح العراقية على بذل مجهود عملي لإنجاز التنمية الذاتية والنهضة الوطنية و المشاركة الواعية والسلوك الرشيد كمواطنين لهم حق المشاركة في الانتخابات و الحياة العامة واختيار الحكام والمفاضلة بين السياسات المطروحة ، لأن التنمية والاستثمار و تحسين الإنتاجية وثمار التقدم مهددة في حالة غياب نظام سياسي حر يضمن توسيع المشاركة في صنع القرار وحرية الاختيار الوطني . والتعليم المدني في مفهومه المعاصر بهدف تنمية المجتمع المدني ليس تعليماً حزبياً و إنما يقوم على التعددية الثقافية والاجتماعية ، والتركيز على الوعي المدني وعلاقته بالمنظومة السياسية وكيفية استثمار متبنياته في بناء الإنسان والدولة وشموله على تفاصيل دقيقة ، وهو بمثابة دعوة مفتوحة للمشاركة في الشئون العامة فكراً وقولاً وعملاً بهدف تأمين فرصة الحياة الأفضل . والواقع أن التعليم المدني في المجتمعات المعاصرة يلعب دوراً محورياً في إعداد النخبة السياسية وتأهيل حكام الغد من القيادات والمرؤوسين وتتوقف أبعاد هذا الدور على غاية العملية التعليمية في مختلف المراحل وعلى امتداد سني الدراسة من الطفولة فالصبا حتى الشباب وما بعدها في إطار فلسفة النظام التعليمي . وقد تكون الغاية هي تخريج الموظفين والفنيين وقد تتسع لتكوين وإعداد المواطن الراشد والإنسان الايجابي ، كل ذلك من منطلق أن التعليم الذي نعنيه أوسع بكثير من مفهوم التعليم المدرسي والجامعي ليشمل الثقافة والإعلام والتدريب بكافة أنواعه والصحة و الرعاية والبيئة وحقوق الإنسان وكل صور التنمية البشرية بل والتنمية السياسية التي تشمل تقاليد الحكم والممارسات الدستورية ومستوى المشاركة الشعبية والمساهمة في التنمية . وجدير بالذكر أن التعليم المدني ليس مسؤولية مؤسسات التربية والتعليم كالمدارس و الجامعات والمعاهد وحسب ، بل انه يمتد إلى جميع المؤسسات التي تشارك في التنشئة المدنية للمواطنين مثل المنظمات الأهلية التطوعية في المجتمع المدني وأجهزة الإعلام المختلفة والمحيط الأسري والمراكز الرياضية ومراكز البحث والدراسة والمراكز العلمية غير الرسمية ، من هنا نشأت فكرة تأسيس مؤسسة العراق للتعليم المدني كمؤسسة معنية بالتعليم المدني في العراق .
رئيس اللجنة التحضيرية لمؤسسة العراق للتعليم المدني أياد حسين عامر
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |