مركز القناة ونقابة الصحفيين الصحفيين فرع النجف الاشرف يُقيمون ندوة
حول العراق والإعلام العربي
بنت الرافدين / النجف الاشرف:
أقام مركز القناة للتنمية الإعلامية وبالتعاون مع نقابة الصحفيين
العراقيين فرع النجف الأشرف ندوته الثقافية الفكرية الثانية الثانية بعنوان
(العراق والإعلام العربي) وعلى قاعة النقابة ألقى خلالها نُخبة من الباحثين
والمختصين بالشأن الإعلامي مُحضراتهم تضمنت قراءات لواقع وطبيعة التفاعل
الإعلامي العربي مع القضية العراقية ومشروع العراق الجديد .
وقدم للندوة التي أقيمت على قاعة نقابة الصحفيين العراقيين في النجف الأشرف
الأستاذ حيدر الزركاني مُدير مركز المرايا للدراسات والإعلام شاكراً الحضور
على تفاعلهم مع هذا الموضوع الحيوي الذي يحتاج إلى قراءات واعية من أجل
إيجاد آلية تفاعل حضاري صحيح بين الإعلام العربي والعراقيين .
فيما بدأ الأستاذ عبد الرزاق السلطاني نقيب الصحفيين العراقيين فرع النجف
الأشرف مُحاضرتهُ والتي كانت بعنوان( قراءة في واقع الإعلام العربي ) أكّد
فيها على ضرورة أن تكون الصحافة مُنتمية إلى أمتها لا أن تروّج إلى نظرية
المؤامرة لأن العرب أنفسهم هم من ضحايا المؤامرة وفي إستعراض سريع لما
تشتهر به الشعوب في العالم قال السلطاني أن العرب يشتهرون بإستهلاك الكلام
واللغة بلا مُنازع وهو ما إنعكس على واقع الحوارات ( العقيمة ) في
الفضائيات العربية وكأنها في مُسابقة مع الزمن لنيل البطولة في مُسابقة
الكلام حتى الموت . وأضاف : إن أفضل وسيلة لمواجهة الإرهاب هي عدم التركيز
على من يُمارسون الإرهاب السياسي أو المسلح لأن هؤلاء يريدون أن نموت
جميعاً لا لشيء سوى لتسجيل مواقفهم الإستعراضية .
بعدها ألقى الأستاذ صالح الحلو رئيس رابطة الصحفيين والإعلاميين العراقيين
في الفرات الأوسط مُحاضرته بعنوان ( الإعلام العربي والعراق ) أوضح فيها
على أن الإعلام العربي وللأسف الشديد حاول التركيز فقط على الجوانب السلبية
في حياة الشعب العراقي بعد سقوط النظام السابق فأخذ يتحدث فقط عن المفخخات
والأزمات الإقتصادية وتردّي الخدمات والقتل والنهب والسلب متجاهلاً أي جانب
إيجابي مُشرق في حياة الشعب العراقي بعد هذا التغيير الكبير الذي حدث لهُم
بعد نيسان 2003م حتى أننا شهدنا منابر التكفيرفي جميع أنحاء العالم وهي
توجه الشباب العربي ضد مسيرة العراق الجديد وتحشد الجهود والطاقات لإفشال
هذه التجربة الديموقراطية مؤكّداً على أن أسباب ومُبررات هذه الهجمة على
العراق كثيرة جداً منها أن العراق يملك من الطاقات والكفاءات فيما لو توفرت
لها الفرصة المناسبة للعمل لتفوقت على جميع الدول العربية وهو ما يُقلق هذه
الدول بشكل أو آخر . وأكّد الأستاذ الحلو في كلمته على أهمية الإرتقاء
بالإعلام العراقي من خلال توحيد المؤسسات الإعلامية تحت مظلة ( عراقية )
واحدة تأخذ على عاتقها رسم سياسة تهتم بإصلاح الواقع العراقي الجديد والأخذ
بيده نحو التقدم مُحذراً من تشرذم الجهود والطاقات الموجودة رغم كثرتها
عدداً .
ثُم ألقى الأستاذ أحمد رضا المؤمن مُمثل مركز القناة للتنمية الإعلامية في
النجف الأشرف مُحاضرة بعنوان ( قراءة في مكامن الخلل في طبيعة التفاعُل
الإعلامي العربي مع قضيّة العراق الجديد ) تحدث فيها عن مواطن الخلل في
الإعلام العربي والعراقي مؤكداً فيها على الإزدواجية التي الخطيرة التي
يُعاني منها الإعلام العربي بفعل الدوافع السياسية والطائفية وجهل المواطن
العربي بحقيقة الشعب العراقي ومُكوناته المتآلفة ، فيما حذّر الأستاذ
المؤمن من خطورة ما أسماه بـ( عُقدة الإتهام ) التي يُعاني منها الإعلام
العراقي المؤمن بمشروع العراق الجديد مؤكداً أن واقع العراق الجديد يسمح
للإعلامي العراقي لأن يكون في موقع ( المهاجم ) وليس ( المدافع ) بعد أن
نجح مشروع العراق الجديد نجاحاً كبيراً في تحقيق نموذج مثالي بالقياس مع
واقع الدول العربية من حيث حرية التعبير والآليات الديموقراطية في تداول
الحكم الذي تحدد معالمه صناديق الإقتراع .
وفي الختام أكّد مدير الندوة الأستاذ حيدر الزركاني على أهمية الإلتفات إلى
واقع الرواية العراقية التي تعاني من إهمال إلى درجة جعلت بعض الفضائيات
تعتمد على روايات هابطة لا تعكس بأي شكل من الأشكال حقيقة وطبيعة الشعب
العراقي التوّاق للحرية والتغيير والإصلاح .
الندوة حضرها العشرات من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف والمجلات النجفية
والعراقية البارزة بالإضافة إلى رؤساء ومُمثلي مكاتب المراجع الدينية
والأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية والنسوية ، فيما تخللت الندوة العديد
من المداخلات والنقاشات المهمة من قبل الحضور بخصوص موضوع الندوة مؤكدين
على ضرورة إعادة النظر في قراءة قدرة الإعلام العراقي على الإنطلاق من موقع
قوي يُمكنه إستيعاب المتلقي العربي وإيجاد صورة مُشرقة حقيقية عن العراق
الجديد وما تحقق فيه من إيجابيات بالإضافة إلى الجوانب الإنسانية المشرقة
في حياة الشعب العراق المتآلف.