قرارات و توصيات ورشة عمل الصحفيين العراقيين في هولندا

(الصحافة في العراق الجديد و الإستفادة من تجربة الأوروبيين ، الصحافة الهولندية مثالاً)

فينوس فائق

هولندا

 أنهت ورشة عمل الصحفيين العراقيين في هولندا أعمالها التي إستمرت على مدى يومين متتاليين 21 و 22 من كانون الثاني الحالي حضرها عدد من الصحفيين و المحاضرين العراقيين المقيمين في هولندا و الهولنديين و أيضاً من العراقيين المقيمين خارج هولندا مثل ألمانيا و أمريكا.

و قد خرج المشاركون في ورشة العمل بعدة توصيات من أهمها :

1.    ترسيخ الصحافة الإستقصائية التي تبحث عن الحقيقة و تصل إليها ، و مطالبة الحكومة بإستخدام الوسائل الإعلامية لبث الثقافة الوطنية ، مع مراعاة ضرورة الحيادية و الإستقلالية في الإعلام ، و ضرورة تحمل مسؤولية تشخيص الظواهر السلبية و الإيجابية ، إضافة إلى التأكيد على الحرية في تناول القضايا المحلية و مراعاة المصلحة العامة في تناول تقارير الإعلام و خاصة الأمنية منها.

2.    إقامة ورشات عمل منتظمة حول آلية التغطية الإعلامية للأحداث و خصوصاً الأمنية منها ، و أيضاً ورشات عمل بحضور و مشاركة مسؤولين من الإعلام الحزبي و أيضاً مسؤولين من الإعلام الخاص ، بهدف مد جسور التعاون بين الجانبين.

3.    التأكيد على المنافسة و الإستقلال و الحرية و تشجيع النقد و النقد الذاتي ، و التأكيد على أهمية إعطاء الصحفي مساحة أوسع للتعبير الحر شرط التقيّد بأصول و أعراف الصحافة الرصينة و مراعاة قوانين الصحافة.

4.    تعزيز صحافة الرأي و المعلومة من دون إهمال صحافة المتعة و الترفيه.

5.    تشجيع التلاقح الإعلامي بين الشرق و الغرب و ذلك من خلال إقامة دورات تطوير للصحفيين للشباب العاملين في المجالات الصحفية في العراق وتهيئة سبل التعاون و التنسيق عن طريق الصحفيين العراقيين المقيمين في الخارج.

6.    تشجيع رجال الأعمال و أصحاب رؤوس الأموال لإستثمار أموالهم في مشاريع صحفية و إعلامية طموحة تخدم بالأساس التوجهات الديمقراطية في العراق الجديد.

7.    تأمين الحماية بموجب القانون من أي تدخل من قبل السلطة التنفيذية في البلاد في قضايا لا تتعلق بالوضع الأمني ، و من جهة أخرى السماح للسلطة المسؤولة عن البث في البلاد بالتحكم بما ينشر للمحافظة على الأمن بموجب القانون. و إلغاء بعض القوانين التي تجيز تغريم أو إنزال العقوبة على الصحفي بتهمة التشهير ، مثل قانون رقم 11 لسنة 1969.

8.    تشكيل صندوق خاص من قبل الحكومة العراقية لتمويل الصحافة الحرة و الإعلاميين و تشجيعها.

9.    المطالبة بإستحداث مؤسسات إعلامية شبه حكومية تكون لها صلاحيات واسعة بحيث تؤمن التواصل بين الصحفي و أجهزة الدولة. و مطالبة الحكومة بتشريع قوانين خاصة بالصحفيين تضمن حقوقهم ، و أن تثبت مبدأ إستقلالية الإعلام و حريته و ألا يتعرض إلى اي نوع من الضغوطات من قبل الحكومة وتحت أية ذريعة كانت.

جدير بالذكر أن ورشة العمل التي إستمرت أعمالها على مدى يومين 21 و 22 يناير/كانون الثاني كان الهدف من إقامتها هو مناقشة سبل تطوير الواقع الصحفي في العراق بمساعدة الصحفيين المقيمين خارج العراق و ذلك بالإستفادة من تجربتهم الصحفية و المهنية خارج العراق ، و الإستفادة من تجربة الأوروبيين في المجال و التجربة الهولندية على إعتبار أننا في هولندا . و قد أتاح المركز الثقافي الكوردي في دنهاخ فرصة للمشاركين و الحضور لمناقشة مختلف الأمور التي لها علاقة بإدخال النظام الديمقراطي في كل المجالات الحيوية في العراق و بالأخص المجال الصحفي لما لهذا المجال من أهمية بالغة في الحياة السياسية و الثقافية في البلد خصوصاً بعد سقوط النظام الدكتاتوري و إنفتاح الآفاق أمام المثقف العراقي و الإعلامي منهم خصوصاً بشكل واسع للتعبير.

و مناقشة سبل النهوض بالواقع الصحفي الحالي في العراق و آفاقه المستقبلية في ضوء الواقع الراهن و إحتمالات التطورات السياسية في المشهد العراقي و التداعيات المرتبطة به.

شارك بإلقاء المحاضرات كل من السادة:

إسماعيل زاير رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد في بغداد.

موريس شوحيط ، باحث عضو في معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام في واشنطن.

نزار جاف ، صحفي كوردي ، نائب رئيس تحرير جريدة "peyam-Kurd" في ألمانيا.

فاضل رشاد ، صحفي عراقي.

إلدرت مولدر ، صحفي هولندي ، جريدة تراو الهولندية.

سردار عبدالكريم ، صحفي كوردي مقيم في هولندا.

عدنان حسين أحمد ، صحفي عراقي ، جريدة الزمان.

و قد ركز المحاضرون و الحضور أثناء المناقشات التي جرت فيما بعد على أهمية إيجاد أفضل السبل لتطوير الواقع الصحفي في العراق بمساعدة الصحفيين المقيمين خارج العراق و ذلك بالإستفادة من تجربتهم الصحفية و المهنية خارج العراق ، و الإستفادة من تجربة الأوروبيين في المجال و التجربة الهولندية على إعتبار أننا في هولندا .

تم إفتتاح اليوم الأول السبت 21 يناير/كانون الثاني من ورشة العمل من قبل الصحفية و الشاعرة فينوس فائق مديرة و منظمة النشاط و نائبة مدير المركز الثقافي الكوردي في دنهاخ ، و ألقت كلمة في إفتتاح ورشة العمل و الهدف من إقامة النشاط ، هذا و قد القى السيد سيامند بنا سفير العراق في المملكة الهولندية كلمة في مستهل اليوم الأول أشار فيها إلى أنه شخصياً أحد الصحفيين الذين طالما يدعوا إلى حرية الصحافة في العراق و أنه الآن و بإعتباره سفيراً لجمهورية العراق في هولندا لن يتوانى في تقديم أية مساعدة أو عون من أجل تحقيق هذا الهدف ، و تطرق إلى أهمية أن تكون هناك صحافة رصينة و تعتمد الصدق و تتحلى بالمسؤولية التامة في نقل الخبر بدون رتوش أو بدون أية مبالغات مفتعلة أي أن تكون هناك صحافة حيادية و حرة بمعنى الكلمة.

و قد أبدى سعادته إستعاده ليكون أحد أعضاء ورشة العمل و التعاون من أجل تحقيق الأهداف التي من أجلها تمت إقامة ورشة العمل ، و بهذا الصدد أعلن عن إستعداد السفارة العراقية في هولندا تقديم كل أنواع الدعم للصحفيين العراقيين المقيمين في هولندا و عن طريقهم مد جسور التواصل بينهم و بين الصحفيين داخل العراق.

و قد حضر محاضرات و مناقشات اليوم الأول عدد كبير من المثقفين و الصحفيين و المتابعين من العراقيين المقيمين في هولندا ، و شارك الجميع في المناقشات و تبادل الآراء بحماس و جدية ، مما أثمر الكثير من الآراء و الإستنتاجات التي كان من المفيد إعتمادها في بحوث اليوم الثاني..

المحاضرون المشاركون في اليوم الأول كانوا :

إسماعيل زاير رئيس تحرير جريدة (الصباح الجديد) الذي تطرق في محاضرته إلى أحدث التغييرات في المجال الصحفي في العراق ، و التي ألقى خلالها الضوء على أن الحقل الصحفي في العراق شهد تطوراً ملموساً بعد سقوط النظام الدكتاتوري و بدء عملية تحرر العراق ، و من جانب آخر أشار إلى أنه و منذ تحرير العراق إستشهد 67 صحفي في العراق و هذا العدد يساوي 50% من إجمالي عدد الصحفيين الذين إستشهدوا في العالم أجمع ، و قد تطرق ايضاً إلى أهم المشاكل و الصعوبات التي يعاني منها الصحفي في العراق على مدار الساعة ، و تنبأ في حديثه إلى أن غالبية الصحف الحرة و المستقلة ستواجه العام القادم الكثير من المشاكل و المعوقات منها مشاكل مادية ، فيما إذا لم يتخذ مجلس النواب العراق خطوات جدية لمساندتهم و دعمهم ضماناً لإستمرار الصحافة الحرة التي تخدم حرية الرأي و التعبير.

بعد ذلك ألقى الصحفي الهولندي محاضرة تأريخية عن ظهور الصحافة الهولندية و أشار في سياق حديثه عن تجاربه الشخصية ، و أشار إلى أنه و قبل نصف قرن مالآن كانت الصحف في هولندا مرتبطة إرتباطاً كاملاً بالأحزاب و الكنيسة ، تماماً كما يحدث الآن في العراق ، لذلك رأى أن هذه الظاهرة الموجودة من إرتباط المجال الصحفي بالأحزاب هي طبيعية ، و هي ستزول مع الزمن بسعي و جهود الأشخاص و الصحفيين أنفسهم و الداعين إلى الحرية للوصول إلى أفضل النتائج لخدمة الصحافة الحرة.

الكاتب الناقد و الصحفي نزار جاف نائب رئيس تحرير جريدة peyama-kurd التي تصدر باللغة الكوردية و بثلاث لهجات سورانية و كرمانجية و زازاكية و بنوعين من حروف الطباعة هي العربية و اللاتينية ، تطرق في محاضرته إلى حركة الصحافة الكوردية خصوصاً بعد التحرر منذ 16 عاماً و التي أشار فيها إلى أنها تجربة ناجحة رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة منذ إنتفاضة الشعب الكوردي في مارت 1991 إلى اليوم الحاضر ، و هي تجربة ناجحة ليس على صعيد كوردستان و العراق فقط و إنما على صعيد المنطقة أيضاً.

موريس شوحيت الباحث العضو في مهعد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام ، و الذي يعتبر من المتابعين الجيدين لحركة الإعلام و الصحافة ليس في العراق و إنما في منطقة الشرق الأوسط أشار في محاضرته إلى أن المجال الصحفي شهد تطوراً ملحوظاً بعد سقوط النظام الدكتاتوري و أن الصحفيين و حتى المواطن البسيط بإمكانه التعبير أكثر من ذي قبل عن آرائه و توجهاته في وسائل الإعلام .

و في اليوم الثاني من ورشة العمل جرى إفتتاح الجلسة من قبل الصحفية فينوس فائق مع ذكر لمحة سريعة عن ملخص ما تمت مناقاشته اليوم الأول و بعدها تم تقديم البحوث من قبل المحاضرين على التوالي:

الصحفي العراقي فاضل رشاد في صحيفة الحياة قدماً محاضرة مقتضبة حول وضع الصحفيين العراقيين الراهن في ظل التوترات الأمنية و السياسية التي تشهدها الساحة العراقية و التي لها علاقة مباشرة على المجال الصحفي ، و قد شدد في محاضرته على أن سبب كل هذا يكمن في أن الصحفي العراقي لا يمتلك الحرية التامة في الممارسة الصحفية و عدم وجود صحافة حرة في العراق و الذي يعود سببه بالتالي إلى تدخل الجهات السياسية و الحزبية في عمل الصحفيين ، إضافة إلى عدم توفر الإمكانات المالية أو التمويل الحكومي البعيد عن التوجه الحزبي أو البعيد عن حالة التحزب ، و سيطرة الأحزاب على الساحة الإعلامية و عدم وجود صحافة حكومية محايدة أو مستقلة.

فيمابعد قدم السيد عدنان حسين الصحفي في جريدة الزمان و مراسل جريدة الصباح الجديد في هولندا ، قدم بحثاً أكاديمياً عن العمل الصحفي و أنواع الصحافة و صنفها على النحو التالي:

الصحافة الإستقصائية ، صحافة المعلومة ، صحافة الرأي، الصحافة الخبرية ، و صحافة المتعة و الترفيه.

و قد أكد على ضرورة وجود صحافة حرة في العراق الجديد ، تلك الصحافة التي لا تخشى شيء في نقل الخبر بصدق و دون رتوش أو تهويل ، و متابعة الحدث بحرية و صياغة الخبر بحيادية و بعيداًُ عن المشاعر و الإنفعالات إلى أن يصل إلى الحقيقة.

بعده تناول الصحفي الكوردي سردار عبدالكريم بحثاً حول تجربته الصحفية و أشار في مستهل البحث إلى العوامل التي كانت السبب في أن تتطور الصحافة في كوردستان إلى حد ما بالمقارنة مع مناطق و دول أخرى ، و عرض من خلال حديثه أهم المزايا الإيجابية و السلبية للصحافة الحزبية..

و بعد ذلك جرى فتح باب المناقشات و تبادل الآراء بين المحاضرين و الحضور بكل حرية و جرت طرح الكثير من القضايا و المسائل المهمة و التي لها تأثير مباشر على تغيير مسار الحركة الصحفية في العراق نحو الأفضل.

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com