التمييز العنصري وحقوق الأنسان

( The racial discrimination and the human right )

 

السلام عليكم ... تحية طيبة وبعد ... وكما تعلمون عن الأحداث في الآونة الأخيرة حول موضوع التمييز العنصري ضد العالم الأسلامي ... إن الدنمارك هي الدولة الوحيدة التابعة للهيئة الأوربية التي تتسم بالتمييز العنصري بدرجة عالية مُقارنةً بالدول الأخرى من نفس المجموعة الأوربية ... إن جريدة جيلاند بوست- Jyllands - post الدنماركية والتي أخذت على عاتقها الأستهزاء برسوم الكاريكاتور حول رسم الرسول الأعظم ( ص ) بأنف معقوف على صورة قاتل أو قطاع طرق ... ألخ ... طبعاً هذا الأمر هو مسموح بهِ في دولة الدنمارك ومعظم الدول الأسكندنافية ... ولكن ماذا سوف يحدث لو كان هذا الكاريكاتور ذو الأنف المعقوف يُمثل صورةٌ لليهودي ، مع أننا لو نظرنا وتمعنا عن قُرب لوجدنا أن تلك الصور تُشابه الى حدٍ بعيد ( 90 % ) الصور التي كانت تُستخدم ضد اليهود أبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت ألمانيا  آنذاك تستهزء بصورها الكاريكاتورية على اليهود، وكانت نفس الرسوم مع الأنوف المعقوفة تظهر آنذاك ... ولو حدث في الدنمارك أن كُتبت على تلك الصور كلمة اليهود أو نبيهم بدلاً من الأسلام ونبيهم  فسوف ترى أنَ العالم يقوم ولا يقعد وسوف تُعتبر تلك جريمة بحق اليهود والبشر وضد قوانين حقوق الأنسان الدولية وسوف ترى من أن اليهود بدولتهم الصغيرة سوف تَجُر تلك الجريدة الدنماركية وحتى الحكومة الدنماركية الى تعويضات باهضة وحتى تنتهي الجريدة الى الأغلاق... ولَسَوفَ ترى إن ذلك يَدخُل في إطار الأرهاب والى اللاساميّ أي المُعادي لليهود ( Anti - Semite )  ... ولكن ثُمَ ولكن ... هذا الشيء لم يحدث لأنهُ من المُحتمل إن 2 بليون مُسلم في العالم ليسوا من البشر ولا تشملهم حقوق الأنسان ... هل هذا معقول ؟؟؟!!! ... آهٍ ثُمَ آه ... . 

 إن الذي أريد أن أعترض عليه هو الأستفزاز الذي لو سكتنا عنهُ أو غضينا أبصارنا فَلَسوفَ ينتشر في كل أنحاء العالم ... إن مسألة نشر الرسول الأعظم(ص) هي ليست مسألة ضد القانون الدولي فقط ، بل هي قضيةٌ سياسية أيضاً ... والذي أَبانَ وظهر على حقيقتهُ هو أنهُ رئيس وزراء الدنمارك المُسمى آندرس فوغ راسموسَن ( Anders Fogh Rasmussen ) ، والذي رفض إستقبال أحد عشر سفيراً من الدول الأسلامية المُختلفة ولمراةٍ عديدة إحتجاجاً على تلك الصور الأستفزازية  ، ولقد كان الرفض بكل إزدراء وإحتقار على أساس أنهُ رئيس الحكومة الدنماركية  لا يمتلك الوقت الكافي لأستقبال هؤلاء السفراء من الدول الأسلامية المتعددة... ولكن بعدَ حين وعندما رأى من أنهُ الأقتصاد الدنماركي أخذ يتأثر ، حينذاك وفقط حينذاك إجتمع بمجلس الوزراء وأعرب عن أن الدنمارك دخلت على حافة الأفلاس الأقتصادي ، مِن دون أن يعتذر على أنهُ تلك الصور الكاريكاتورية ذو الأنف المعقوف هي صورٌ تروج للتمييز العنصري وهي صورٌ تَمُسُ أساساً بحقوق الأنسان الدولية ... وطبعاً تلك السياسة التي إتبعها رئيس الوزراء الدنماركي أدت الى التفاقم والى التصعيد السياسي في المنطقة والعالم برمته... وهذا إعترافٌ منهُ بأن الدنمارك ورئيس وزرائها هُم عُنصريين ولا يعترفون بحقوق الأنسان أبداً. 

 أَلَم تَسمعوا بالمقولة التي تقول : شرُ البليةِ ما يُضحك ... وهو أنهُ في دولة السويد وفي إحدى الجرائد اليومية والتي تُسمى إكسبرَسَن Expressen ، وهي طبعاً ليست أفضل مِن سابقتها الدنماركية بما يخص التفرقة العنصرية وحقوق الأنسان،  والعجيبُ هُنا أن تلك الجريدة وبدلاً من أن تنشر وتنتقد موضوع الكاريكاتور، نشرت حوالي أكثر من ثمانية صفحات صور تحت عنوان ( عملية أعتداء أرهابية من قِبَل المتعصبين المُسلمين في السويد )= TERRORATTENTAT AV FANATIKER I SVERIGE ، والأكثر عجباً من ذلك هو أنهُ تلك العمليات الأرهابية لم تحدث ، ولكن على أساس أنها سوف تحدث في المُستقبل ، ولكن متى ؟؟؟ الله هو وحدهُ الذي يعلم بذلك ... ومع ذلك فقد قامت تلك الجريدة اليومية السويدية بنشر مواضيع أستفزازية أكثر فأكثر ... حتى وصل الأمر الى أنها نشرة موضوع مفادهُ هو أنهُ : لماذا لَم يُساند رئيس الوزراء السويدي يوران بَرشون ( Göran Persson ) ، زميلهُ الدنماركي حول مسألة رفض الأخير أستقبال الأحد عشر سفيراً من الدول الأسلامية ... الحقيقةُ أقول إن الأنسان لا يستحي من نفسهِ أبداً ... يعني تريد جريدة أكسبرَسَن السويدية أن تَقول : أُنصُر أخاك ظالِماً أو مظلوماً... .

 ولكن من الفائز هُنا ؟؟؟... الحقيقةُ أقول أنهُ كانت النار هادئة ولكن الذي زاد حطب النار هُم المُتطرفون السياسيون من كِلا الجانبين الشرقي والغربي ... وعاد الأنسان الى طبعهِ الأول المُعادي لأخيه الأنسان ... وبدلاً مِن أَن نقول دائماً : الأنسانُ أخو الأنسان أَحَبَ أَمْ كَرِه ... أخذوا المُتطرفين السياسيين يقولون: الأنسان يَكرهُ أخيه الأنسان ، أَحَبَ ذلِكَ أَم كَرِه ... .

 

بسم الله الرحمن الرحيم:(( ... وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تَفَرقوا ... )) صدق الله العظيم ... وكما نقولُ دائماً وفي الختام سلامٌ لِكُلِ البشر سلام ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

  

عن لجنة العلاقات الخارجية والمتابعة للحزب الديمقراطي الأخضر 

نيابةً عن الأمين العام أخوكم وخادم العراق الجريح 

السيّد الدكتور عبدالكريم الحسني الحجازي 

    

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com