كتاب نقدي جديد عن قباني يفوز بجائزة العنقاء الدولية

 

 سندريلا الشكرجي

 ضمن فعاليات مهرجان العنقاء الذهبية الدولي الرحال للثقافة والفنون والإعلام لعام 2006, ستقام حلقة نقاشية حول شعرية نزار قباني في دمشق والذي كرم من قبل مهرجان العنقاء الذهبية ب(وسام الإبداع الخالد) . وسوف يشارك فيها الناقد العراقي سمير الشيخ بمناسبة فوزه بجائزة العنقاء الذهبية للنقد الأدبي الحديث عن كتابه الموسوم (القصائد المائية ..دراسات اسلوبية في شعر نزار قباني ) ويذكر أن الأستاذ الشيخ متخصص في الأسلوبية الأدبية

  - تخرج في جامعة بغداد / كلية الآداب / قسم اللغة الإنكليزية العام 1975 .

 - عمل مترجما للشركات الأجنبية في العراق مابين 1977_1980 .

 - حصل على شهادة الماجستير في ( الأسلوبية الأدبية ) Literary Stylistics

 من ( جامعة البصرة / كلية التربية ) العام 1997 .

- عمل محاضرا في جامعة البصرة / كلية المعلمين ( ميسان )وجامعة القادسية - كلية التربية ( الكوت ) مابين 1997-2000 .

 - عمل محاضرا في المعاهد الإنكليزية والأمريكية - صنعاء مابين  2000-2002 .

- عمل مدرسا في ( المدرسة الأمريكية ) – صنعاء , 2003.

- يعمل مدرسا في جامعة البصرة / كلية التربية ( ميسان ) .

- ناشط في مجال حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية .

- عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين .

- عضو أتحاد الأدباء والكتاب العرب .

 - عضو جمعية اللسانيات الوظيفية العالمية International Systemic Functional  Linguistics Association ( ISFLA )

- ينشر دراساته النقدية والمترجمة في الصحف والمجلات العراقية والعربية .

- يطبع له:عميقا في الغاب : دراسات أسلوبية في المدونة الشعرية العربية المعاصرة

- وفيما يلي خلاصة لكتابه الفائز بجائزة العنقاء الذهبية للنقد الأدبي

 

 نص موازي

  في أوديسا الأفكار والمفاهيم التي أفرزتها المنظومة المعرفية في القرن العشرين ، يبرز ( النقد الأسلوبي ) كاتجاه يقوم فيه النقد على أساس من العلم. وبقدر ما كان هذا الإتجاه رفضا للانطباعية التي تسيدت الوضع النقدي الأوربي في القرن التاسع عشر ، بقدر ما كان استجابة للتحولات الدرامية التي شهدها الدرس اللساني الحديث ومدى إسهاماته في الدراسات النقدية .فالدرس اللساني قد قدم للنقد الأدبي أساسا جديدا لرصد البنية اللسانية واستنطاق جمالياتها المكنونة . وبالرغم من أن البنية كرسالة لم تعد مثار اهتمام المدارس النقدية ،

وانصراف النظر النقدي عنها حينا إلى القارئ كشريك في العملية الإبداعية ، إلا أن البنية بمستوياتها الشكلية تظل البيانات الأساس للجدل النقدي . تطرح الدراسات الأسلوبية الصورة المفهومية ( للنقد الأسلوبي ) في محاولة لتأصيل هذا الاتجاه . ففي دراسته لأسلوب ( شلي ) الشعري في مرثيته( أدونيس ) يقدم ( تيموثي ر. أوستن ) بعدا تطبيقيا / تنظيريا لهذا الأجراء النقدي . فالنقد الأسلوبي هو دراسة العلاقة المنكبتة في النص الأدبي بين شكله اللساني وشكله الجمالي الكلي .قد يتوحدن التقييم الجمالي في التحليل الأسلوبي بطريقة يسهم فيها الشكل اللساني بذلك التأثير الجمالي الذي يمارسه النص على القارىء . وتحدد المنظورات الأسلوبية لهذا الاتجاه مكونات ثلاثة:تحليل لساني ، وبسط للطبيعة الجمالية للنص ، وفرضية يدعمها نقاش مستفيض ، إذ لابد من علاقة مفترضة بين الشكلين اللساني والجمالي . فالتحليل أو الوصف اللساني يعد ، هنا " ضرورة لأي بيان مقنع حول الشكل الجمالي ، وأن يكون متوافقا معه . فالملاحظات اللسانية ينبغي أن تتوافق والتصور النقدي حول الشبكة اللسانية للنص بمستوياته النحوية والدلالية والصوتية والسياقية . هنا يكمن منزلق الدراسة الأسلوبية التي قد تتحول إلى محض ملاحظات عابرة أن هي أخفقت في رصد تلك العلاقة القارة بين التحليل الأسلوبي والحكم النقدي . هنا ، لابد من النظر في الطريقة أو النظرية التي يتبناها الناقد الأسلوبي في التحليل

اللساني ، كذلك النظر في الوسائل الخاصة التي من شأنها تشذيب التحليل ، وبعبارة أخرى فصل جوانب اللغة في الشبكة النصية .ومن ثم تأتي الخطوة الأساس والتي هي إدماج أو توحدن الشكل اللساني بالتقييم الجمالي الصادر

حول ماهية النص الأدبي . غير أن الدرس اللساني يؤكد أن النقد الأسلوبي لا يلتزم نظرية بعينها كإطار للتحليل ، إذ بوسع الناقد الأسلوبي أن يتبنى أية نظرية تمكنه من تقديم الحقائق اللسانية التي يرغب في مناقشتها . وفي ضوء هذا التصور ، وكما سنرى في دراساتنا للأسلوبية النزارية ، شرعنا بتبني المنظورات الجمالية لحلقة ( بـراغ ) اللسانية في ( الغائية الرمزيـة )،وأساسيات النظرية ( التوليديـة ) في ( الكون الأزرق )،و مبادئ

مدرسة ( لنـدن ) أو ( الفيرثيـة الجديـدة ) في ( الأسلوبية النزارية والمونولوغ الدرامي ) .وهكذا فالتحليل اللساني في ضوء نظرية ما يتيح لنا المضي إلى التقييم النقدي ونحن نعي تلك الآصرة المعقودة بين الشكلين .

 وبهذا المعنى ، فأنه ليس هناك من حكم نقدي يتجاوز لسانيته . النقد الأسلوبي ، وكما يتضح من هذا التجوال العابر ، يقوم على الموضوعية ، شأنه شأن الاتجاهات النقدية الحديثة في فلسفاتها العقلية العلمية , إلا أن هذا الإتجاه يفارق الإتجاهات الأخرى في أنه يهب أرضية للألماعات النفسية والمعرفية ضمن نقا شاته . فالناقد ألبنائي ، على سبيل المثال ، يعتبر الأدب" شكلا فريدا للمعرفة الإنسانية هو أدعى ما يكون إلى الفحص على وفق

مفرداته" . أما الناقد الأسلوبي فهو وأن أتخذ النص نقطة بداية إلا أنه يستدعي تلك الإلماحات السيكولوجية والثقافية الخاصة بجوانب معينة من التحليل اللساني وبذلك يستعيد النص جزءا حارا من طبيعته الإنسانية التي تصادرها الدراسات البنيوية . أذن ، حين يجد الناقد الأسلوبي في محاولة ربط ملاحظاته اللسانية بالشكل الجمالي الكلي للنص ، فأن ملاحظاته هذه تشكل جوهر بيانه حول الطبيعة الجمالية لذلك النص . وبهذا الصدد ، لا يحرم النقد الأسلوبي على الناقد الأخذ بالتحليلات التي يقوم بها النقاد الآخرون ، وحتى من غير الممارسين في حقل الأسلوبيات بل قد يعمد إلى مناقشة الأفكار النقدية الخلافية بقصد دحضها . أن ما يميز الناقد الأسلوبي عن الناقد الأدبي إدراكه لأهمية التحليل اللساني قدر علاقته بالشكل الجمالي . لذا تمثل الفرضية الجانب العلائقي لمجمل النقاش ، إذ بوسع الناقد الأسلوبي أن يدرك قدرته على تحديد جوانب الشكل اللساني وجوانب الحكم الجمالي ورصد تلك العلاقة النقدية المفترضة بين الشكلين على وجه التحديد . في ضوء هذه الآلية ، يقدم كتاب ( القصائد المائيـة ) ممارسة نقدية على مدونة جادة في الشعرية العربية المعاصرة ، هي مدونة الشاعر ( نزار قباني ).

فالأسلوب الشعري النزاري قد شهد انعطافا مثيرة على مستوى التقنية منذ البواكير . يتغاير مفهوم ( الأسلوب ) بتغاير المدارس النقدية التي تتداوله .فالأسلوب الشعري في منظورات ( موكاروفسكي ) تشويه جمالي قصدي للغة التداول اليومي ، والبنية الشعرية أنما تشكل خرقا للمعايير لتشكل لغتها ، ومزية الأسلوب الشعري هي ( الأمامية ) الصورية التي غالبا ما تقوم على التوتر والصراع . هذه المنظورات التي تعتبر الأسلوب ضربا من المغايرة عن المعيار نجد تطبيقا لها في ( الغائية الرمزية ) حيث اللغة النزارية ضرب من الخرق القصدي الجمالي .هذا التنافر الدلالي للسلاسل اللسانية الصحيحة نحويا نجده في ( الكون الأزرق ) ، وهي دراستنا الثانية التي تتأسس على منظورات ( النحو التوليدي ) للعالم اللساني ( جومسكي ) . فالتأويل الصوتي ( الفنولوجي ) ينبثق من البنية السطحية ، فيما ينبثق التأويل الدلالي من البنية العميقة ، وأن هذين المستويين يرتبطان بشبكة من التحويلات داخل النص الشعري . وتتمحور هذه الدراسة حول ( الموازاة الشعرية ) كظاهرة أسلوبية في القصيدة النزارية . وقد يعني( الأسلوب ) شبكة من الانتقاءات أو الاختيارات اللسانية داخل النسيج النصي ، وأن تكرار أنماط اللسانية بعينها يشكل العلامة الفارقة للأسلوب . هذا التصور ترشح عنه منظورات ( هاليـدي ) في ( الألسنية الوظيفية ) حيث ( جملة القول )تعد السمة السائدة في الأسلوب النزاري . وهذا ما ترصده دراستنا الأخيرة ( الأسلوبية النزارية والمونولوغ الدرامي ) .وبهذا يمكن للنظرية ، بشكل عام ، أن تسهم إسهاما فاعلا في أدراكها للعملية الشعرية ، وهي الوسيلة التي بها ومن خلالها يمكن للنقد الأسلوبي الكشف عن جماليات الأسلوب .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com