|
تجمع عراق المستقبل يعقد ندوة فكرية حول اثر الاعلام في التنشئة السياسية
أقام المكتب الإعلامي لتجمع عراق المستقبل اليوم السبت ندوة فكرية تناول فيها الباحث والإعلامي احمد جليل الويس اثر الإعلام في التنشئة السياسية حيث انطلق الباحث من سؤال اعتبره الباحث فرضية البحث وهو إلى أي مدى يمكن للإعلام أن يساهم في ردم الهوة الكبيرة التي عمقتها الأنظمة الدكتاتورية بين الشعب وبين السياسة؟ وما هي الآليات التي يمكن للإعلام بواسطتها أن يساهم في تنشئة سياسية جديدة تقوم ركائزها على أساس المواطنة؟". ولعل من البديهيات والأمور المسلم بها الدور الكبير للإعلام في تنشئة المجتمع خاصة بعد أن أصبح العالم بأسره أسير لحركة التاريخ اللا منطقية من حيث سرعة الحدث وسرعة تبعات الحدث ولهذا تأتي أهمية الإعلام من حاجة الجماهير الملحة- والتي تشكل أحيانا هاجساً لدى البعض- لمعرفة آخر الأحداث والتطورات التي تجري على سطح الكرة الأرضية بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة. واعتبر الباحث أن العلاقة بين الإعلام والوضع السياسي الآن في العراق قائلاً : إن العلاقة الديناميكية بين الإعلام والسلطة علاقة طردية في المجتمعات الديمقراطية حيث نرى في تلك الدول إن الإعلام المعاصر يساهم بدور بارز في تشكيل الرأي العام وصياغة المواقف والميول والاتجاهات بفعل قدرته اللامتناهية في تحديد الاستجابات ونوعية التلقي والتلاعب باختيارات الإنسان ووعيه وخياراته، بل قد نرى الإعلام يتدخل حتى في نظامه القيمي ويؤثر فيه سلباً أو إيجاباً. وأشار الويس إلى أن الفوضى السياسية الحالية أدت ــ وفق هذا المنظور ــ إلى فوضى إعلامية وهذه الإشكالية لن تحل إلا بإصدار قانون يعنى بتنظيم "حرية الصحافة" بما يمكن الإعلام من أن يكون رقيباً على السلطة بشكل جرئ وشفاف وموضوعي. وتطرق الباحث إلى أهمية التخطيط السياسي للإعلام حيث رأى الويس إن القائمين على الإعلام من أفراد ومؤسسات الإعلام عاملاً مهماً في عملية التنشئة الايجابية لابد أن يواكب هذا الإعلام تخطيطاً استراتيجياً ذا صيغ مدروسة، فضلاً عن كون الخطة الإعلامية يتوافر فيها عوامل عديدة تتصف بالشمولية والمرونة والتكامل في ظل الانفتاح الإعلامي الذي شهدناه بعد سقوط النظام المركزي الذي احتكر كل شيء في شخص واحدٍ هو "الديكتاتور"، كذلك ينبغي أن تتناسب هذه الخطة أو هذا التخطيط مع التعدد الثقافي والعرقي والاثني الذي شهده العراق بعد سقوط الديكتاتورية فضلاً عن تناسبه مع قيم وتقاليد واتجاهات المجتمع الفكرية والأيديولوجية من اجل بناء فكر وثقافة مغايرة ، من اجل بناء الفرد بناءً ايجابياً متفاعلاً مع الحدث ومؤثراً في القرار السياسي الذي هو بالتالي لا يخدم جهة ً واحدة ً بقدر ما يخدم الجميع دون استثناء . وفي ختام الندوة عاد الويس للتساؤل مرة أخرى قائلاً: في ظلّ العالم "القرية" هل يمكن لنا أن نؤسس خطاباً إعلامياً يؤثر في ثقافة الفرد وسلوكه العام بصورة ايجابية وسط هذه الحصارت النفسية والعمليات الإرهابية والتكالبات السياسية من اجل وهم يصنعونه في مخيلتهم ثم يصدقونه؟!. . مضيفاً أننا حين تحكمنا أخلاق المهنة، وحين يمكننا أن نتجاهل ذاتنا ونتحرر منها ونضع مسؤولية الوطن نصب اعيننا وفوق كل اعتبار حينها فقط يمكننا أن نؤسس لإعلام حر يكون مرجعية حقيقية لكل ذي حاجة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |