الشهيد الصدر تحدي حضاري معاصر .. بيان للمجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق

 

 مضت فترة 26 عاما على شهادة المرجع الكبير الامام محمد باقر الصدر وأخته العلوية البارة بنت الهدى على يد النظام المقبور في العراق, ومنذ ذلك الحين لم تتوقف مسيرة الشهداء والضحايا الأبرياء وحالة التهجير والتشريد في العراق.

ماكنة الموت الطائفية التكفيرية والصدامية الحاقدة لاتزال تحصد المئات تلو المئات من أتباع ومحبي اهل البيت, ليس هذا فحسب بل اتخذت فنا جديدا من العنف الطائفي وذلك بتهديم المساجد ودور العبادة والمراقد المقدسة, هذا اللون من الأرهاب المصدر الى العراق والذي أنسجم مع الفكر العدواني الصدامي وبورك ودعم من قبل فئات ودول لها مصالح اقليمية فئوية في العراق.

ذكرى أستشهاد الامام الصدر هي ذكرى عزيزة على كل انسان مسلم حر وعلى كل مفكر ومثقف في العالم, والجريمة التي قام بها النظام المقبور في العراق لم تكن بحق أنسان عادي بل هي جريمة بحق العلم والفكر والقيم الأنسانية والأخلاقية , ناهيك انها جريمة بحق الشعب العراقي بشكل خاص والعالم الأسلامي بشكل عام ذلك لأن الشهيد الصدر كان عطاءا ثريا في كل الميادين الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والدين, اضافة الى قيادته للشعب العراقي بعد توليه المرجعية .

الشهيد الصدر كان ملتقى لكل قطاعات وتنوعات الشعب العراقي والعالم الأسلامي بل والعالمي أيضا, فكل جانب فيه يكشف عن عبقريته والتي برزت بسن مبكر من عمره الشريف, لم تكن لأسرته العرقية في العلم والنسب والمكانة الأجتماعية رصيدا له بل كان هو الرصيد الأكبر لهذه الأسرة المجاهدة والتي يعود امتدادها الى الامام الكبير عبد الحسين شرف الدين العاملي وعززت مكانته الحوزة العلمية في النجف الأشرف وأعطتها بعدا عالميا.

اما جانبه الرسالي فهو يعتبر مفجر الثورة الأسلامية في العراق, فأعطى للعمل الأسلامي بعدا جديدا وتمكن بعبقريته الفذة ان ينقل الآمة بقطاعاتها المختلفة والمتفرقة الى مراحل متقدمة في المواجهة السياسية , فبعد ان قضى شطرا من حياته في تسليح الامة بالعلم والمعرفة أكمل شطره الثاني في العمل التنظيمي والحركي منتهيا الى القيادة بتوليه المرجعية, فكان امتدادا حقيقيا لمرجعية الامام الكبير محسن الحكيم(قدس سره) من هذا المنطلق ممكن القول بحق ان الشهيد الصدر كان تحدي حضاري معاصر أظهر خلال أطروحاته الفكرية عظمة الدين الأسلامي وفلسفته ورسالته بأسلوب حضاري متطور.

حمل هموم شعبه وهموم المرجعية وما ألت اليه الامة الأسلامية من ضربات موجعة من قبل النظام العفلقي فتصدى للنظام بقوة مما ادى الى اعتقاله مرتين , وعندما لم يتمكن  النظام المقبور من كسر عزيمة السيد الشهيد وانصاره قام بحملات الأعتقال العشواعي والأعدام والتهجير باسلوب وحشي منقطع النظير , فهنا أرتأى السيد الشهيد ان لغة الحوار لم تعد تنفع تجاه غطرسة وظلم النظام فقرر السير على نهج  سيرة جده الحسين(ع) وذلك بتقديم نفسه الزكية ودمه الطاهر في محراب العقيدة ليكون مشعلا وضاءا على مر العصور ينير درب السائرين على طريق الحرية والخلاص.

فتحية للشهيد الصدر الاول في ذكراه وتحية للشيهد الصدر الثاني وتحية الى شهيد المحراب اية الله محمد باقر الحكيم  والى كافة شهداء العراق الذين عبدوا بارواحهم الطاهرة طريق الحرية والخلاص . 

المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق / مكتب النمسا

sciri.austria@chello.at

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com