بيان صادر عن المنظمة العالمية لمواجهة التطرف حول احداث الاسكندرية

  

بيان صادر عن المنظمة العالمية لمواجهة التطرف – شهود حول الأحداث الطائفية التي جرت في مدينة الإسكندرية ، و التي تلت الاعتداءات التي وقعت على بعض الكنائس القبطية في الإسكندرية يوم الجمعة 14 أبريل 2006
إن منظمة شهود تدين هذه الاعتداءات التي طالت الكنائس وزعزعت أمن المصلين فيها، كما تؤكد على اعتبارها أعمالاً إرهابية ناتجة عن فكرٍ متطرف مُغرِض يستهدف أمن الشعب المصري ووحدته الوطنية.
وشهود إذ تدين هذه الأعمال فإنها تنادي بضرورة التحرك السريع للسيطرة على الوضع الذي يزداد سوءاً و تفاقماً منذ حدوث الاعتداءات والذي تخلله عدد من المواجهات بين المسلمين والمسيحيين وبين المتظاهرين من جهة وأجهزة الأمن من جهة أخرى، الأمر الذي أحدث خسائر بشرية ومادية إضافةً إلى الإخلال بالأمن.
وفي هذا المجال فإن المنظمة العالمية لمواجهة التطرف - شهود تدعو المسئولين على كافة المستويات لبذل كافة الجهود الممكنة لتجاوز هذا المأزق الخطير. إن أحداثا كهذه إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وبسرعة، فإنها قد تصبح بداية لأزمات كبيرة لاتحمد عقباها.
وتعرض المنظمة رؤيتها لتقديم حلول جذرية شاملة لمشكلة التوتر الطائفي في مصر كمايلي:

• ضرورة احتواء الأزمة الحالية من قبل أجهزة الدولة و قنواتها الرسمية، وأن يتضمن ذلك ملاحقة جميع المتورطين في هذه الأعمال، و فتح تحقيقات شفافة تأخذ بعين الاعتبار جدية المسألة وخطورتها وتأثيراتها المستقبلية على تماسك الجبهة الداخلية وعلى الأمن بشكل عام. إن ضرورة خطوة كهذه تأتي من كونها تحاصر الأزمة وتبقيها ضمن نطاق ضيق وتحول دون توسعها وخروجها عن السيطرة.

• ندعو إلى بدء حوار عميق هادف منفتح بين أبناء الطوائف المسيحية والإسلامية في مصر يقوم على أسس الاعتدال و التسامح وقبول الآخر، و نشدد على دور رجال الدين في استثمار مثل هذه اللقاءات الحوارية لتفعيل التسامح ونشر المحبة والسلام بين البشر كقيم دينية اتفقت عليها جميع الديانات السماوية، وبالمقابل نبذ الفتنة والكراهية والعنف. وأن تكون هذه الحوارات ضمن آلية منظمة تتكامل مع أجهزة التعليم والتربية والإعلام ودور العبادة لدى المسلمين والمسيحيين.

•   ندعو جميع الفعاليات الثقافية والإعلامية الناشطة في المجتمع المصري وكذلك المنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في مصر لتبني هذه القضية ضمن برامجها في سبيل التخفيف من حدة الاحتقان الطائفي الذي يرجع تاريخه إلى فترات قديمة لا تتناسب ومعطيات العصر ولا مع القيم الحضارية التي يتعين على الجميع احترامها والحرص عليها.

• نهيب بالمجتمع المصري أن يكون واعياً للمرحلة الحرجة التي يمر بها وأن تعمل أطيافه ومكوناته كافة  على تجاوز هذه الأزمة الخانقة وذلك من خلال نشر ثقافة قبول الآخر بين جميع الطوائف والاعتراف بحق الجميع في الوجود والحقوق المتساوية وأن يكون ذلك طريقاً نحو ردم الفجوة بين الطوائف المختلفة، وقطع الطريق على كل من يعمل على استغلال التوتر الحالي لخدمة أغراضه السياسية  ومصالحه الخاصة.

إن تلك الخطوات إذا ماتم تطبيقها بحرص وحكمة قبل فوات الأوان لجديرة بأن تئد الفتنة في مهدها وتحافظ على وحدة وتماسك الشعب المصري الذي بين أبنائه من الوشائج التي ضمته وجعلته شعبا واحدا على مر التاريخ أكبر بكثير من خلافات يسببها ضيق الأفق وروح التطرف. ونحن في المنظمة العالمية لمواجهة التطرف لنعرب عن إستعدادنا للتعاون في توفير مختلف الوسائل الإستشارية والعملية في سبيل مكافحة الفكر المتطرف بغض النظر عن الجهة التي يبدر عنها. وسنبقى نراقب أوضاع هذه الأزمة بعين الحريص على الأمن والسلم المدنيين.
الدكتور منذر الكوثر
رئيس المنظمة العالمية لمواجهة التطرف - شهود
www.shuhood.org

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com