منظمة بابل لحقوق الإنسان تجري تحقيقاً حول العوائل المهجرة قسراً

 

 

وجوه لرجال ونساء وأطفال قد هدها التعب والسهر وعيون بكت حتى ابيضت وهي ترى الأب والأخ والزوج والابن وحتى المرأة والطفل يقتلون أما مها وبيوت تحرق وأموال تسلب  تلك الوجوه والعيون هي لأناس قد هجروا قسرا من أوطانهم نعم أوطانهم فبيت المرء هو وطن له ،عوائل تركت كل ممتلكاتها وهربت خوفا من أن يتم تصفيتهم إذا لم يغادروا والتجأ كثير منهم إلى المحافظات المجاورة او مراكز المدن بحثا عن الأمان وسكن قسم منهم في أبنية تابعة للدولة كانت قد تعرضت للقصف سابقا وتركت ومنها بناية فرع الهاشمية سابقا والذي يقع ضمن حدود ناحية الهاشمية/محافظة بابل،35 عائلة يسكنون في هذه الأبنية التي تفتقر لأبسط مقومات السكن فلا أبواب ولا شبابيك  ولاتاسيسات كهربائية أو صحية علاوة على أن اغلبها آيل للسقوط جراء تعرضها لضربات صاروخية أو أعمال سلب ونهب .

لذلك زار فريق خاص من منظمتنا منظمة بابل لحقوق الإنسان تلك العوائل للاطلاع على واقع الحال لهم وتقديم العون والمساعدة تخفيفا لمعاناتهم حيث التقى الفريق عند وصوله إلى موقع سكن تلك العوائل بالسيدة (ب .ع) وهي أم لستة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و2 سنة كانت تسكن أللطيفية قتل زوجها وحرق بيتها وهي ألان تسكن في شبه غرفة من هذه الأبنية وليس لديها معيل سوى ابنها ذو 12 ربيعا والذي يعمل عامل تنظيف في البلدية تقول(ب) (هل يقبل احد من المسؤلين أن يعمل ابنه ذو 12 ربيعا ليعيل عائلة مكونة من سبعة إفراد نحن نسكن هنا منذ أشهر ونعاني من قلة الماء الصالح للشرب ومن عدم صرف مواد البطاقة التموينية وليس لدينا المال لشراء مواد تموينية من الأسواق ولا نملك والكلام لها المال الكافي لعلاج أبنائنا وليس وقد فقدنا كل شي حتى رب آسرتنا)

مواطن أخر هو علي عباس يعتبر نفسه من المحظوظين حيث انه متزوج حديثا ولديه طفل واحد واستطاع أن يرمم قاعة من ضمن الأبنية ترميما بدائيا حيث سقفها بمادة( القصب والبردي) لتحميه من شمس الصيف الحارقة والتي لاانعتقد أنها ستحميه من أمطار ورياح الشتاء ،يقول عباس نحن أكثر من 11 عائلة جميعنا من الأقارب كنا نسكن منطقة أللطيفية وقد تم تهجرينا بالقوة وحرق بيوتنا .ويستمر الأخ عباس بقوله بالرغم من قلة إمكانيات المجلس البلدي في الهاشمية إلا انه كان لنا عونا فقد وفر لنا قسم من مواد البناء البسيطة وكان لعضو المجلس عباس عبدالامير الدور الكبير في مساعدتنا

وأثناء تجوالنا بين تلك الأبنية لفت انتباهنا مكان كان على ما يبدو مراب للآليات وقد قام المواطن محمد فالح باسكن فيه مستخدما خيمة قديمة وجعلها سترا له ولعائلته المتكونة من زوجتين وستة أطفال حيث بادرنا بالقول (لااريد شي سوى توفير فرصة عمل لي لأعيل عائلتي ) كما روى لنا كيفية إصابة عين ولده سعد الله بجسم معدني أثناء تهجيرهم مما أدى إلى فقدان بصره وهو يناشد أصحاب المرؤءة لمعالجته . 

أم علاء هي أم لطفلين فقدت معيلها الوحيد وهو زوجها بتاريخ 4/4 /2003 تقول (سكنا هنا منذ أشهر ولم يقم أي مسئول بزيارتنا والاطلاع على أوضاعنا المأساوية حيث إننا لم نعد نملك من حطام هذه الدنيا شي فحتى أطفالي يعانون منذ فترة من أمراض شتى ولا استطيع معالجتهم ).

كثيرة هي القصص وكثيرة هي الآلام وكثيرة هي احتياجات تلك العوائل والقليل القليل ما يقدم لهم من مساعدات لتخطي هذه الظروف .

حملنا مشاكل واحتياجات تلك العوائل وتوجهنا إلى قطاع الهاشمية   للرعاية الصحية الأولية حيث التقينا با لدكتور وزير حمادي  معاون مدير القطاع وقد استغربنا أن الدكتور لايعلم بسكن تلك العوائل مع إن المسافة بين سكن تلك العوائل والقطاع بضع مئات من الأمتار ،وقد طلبنا من الدكتور وزير تشكيل مفرزة طبية تقوم بزيارة تلك العوائل والاطلاع على حالتهم الصحية المتدهورة وقد وعدنا بطرح هذا الموضوع للجهات العليا لاستحصال الموافقات بذلك وتجدر الإشارة إلى إن السيد معاون مدير القطاع قد شكي من قلة الوقود ولعدم توفر سيارة خاصة لتحركات منت سبي القطاع لقضاء الواجبات المنوطة بهم .ثم اتصلنا بمكتب السيد مدير صحة بابل وأبلغناهم عن معاناة واحتياجات العوائل ووعد السيد مدير المكتب بإيصال تلك المعاناة للسيد مدير صحة بابل المشهود بتعاونه مع منظمات المجتمع المدني

بعدها توجهنا إلى بناية القائمقامية والتي فيها مقر المجلس البلدي حيث التقينا با لسيد يوسف نعمة جعاز  رئيس المجلس ونائبه السيد احمد حسين والعضو عباس عبد الأمير حيث قال نائب رئيس المجلس إن المجلس وبالرغم من الصعوبات وقلة التخصيصات فانه قد بادر بتوفير بعض مواد البناء للعوائل المهجرة وتوزيع بعض المعونات بالتعاون مع الهلال الأحمر كما قام المجلس بشمول تلك العوائل بالكوبونات الخاصة بمادتي النفط والغاز .

ثم حدثنا السيد عباس عبدالامير قائلا(يوجد بين تلك العوائل أرامل وليس لديهن معيل وقد راجعنا مديرية الرعاية ورغم الوعود إلا أنها ولغاية هذه اللحظة لم تشمل اين منهن بالرعاية الاجتماعية متسائلا أليس لهن الأسبقية ) وعند استفسارنا عن وجود عوائل أخرى نازحة ابلغنا السيد رئيس المجلس انه توجد هناك بحدود 60 عائلة نازحة موجودة في الحي العسكري تسكن أكواخ من الطين بنيت على أراضي تابعة للدولة كما توجد عوائل تسكن بغرف بنيت من القصب على أطراف احد الجداول وهي بحدود 40 عائلة

وقد علمنا إن عدد العوائل المهجرة والمسجلين لدى المجلس البلدي في قضاء الهاشمية ولغاية تاريخ 29/6/2006 بلغ 136 عائلة .

 كان لزاما علينا التوجه بعد ذلك لدائرة توزيع كهرباء الهاشمية حيث اشتكت تلك العوائل من انقطاع التيار الكهربائي ولمدة يومين وعند الاستفسار تبين لنا إن المحولة الخاصة بتلك المنطقة قد تعرضت للعطب وتم رفعها لاستبدالها بمحولة أخرى صالحة وان سبب التأخير هو عدم توفر رافعة في الدائرة وتم تخطي هذا العائق بتوفير رافعة من ناحية القاسم ووعدونا إن التيار الكهربائي سيعاد لتلك العوائل خلال 12 ساعة .

 إننا وباسم منظمة بابل لحقوق الإنسان  نهيب بكل أبناء شعبنا العراقي بضرورة التصدي لظاهرة التهجير ألقسري والبعيدة كل البعد عن أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وندعو كافة المنظمات والجمعيات وكافة ناشطي حقوق الإنسان في العالم للوقوف مع أبناء شعبنا ضد من يريد زرع الفتنة والتفرقة بين صفوف هذا الشعب الذي لطالما عاش موحدا منذ قرون .

كما نناشد الحكومة ممثلة بشخص رئيس الوزراء بالالتفات لهذه العوائل وتوفير حياة كريمة لهم ونناشد كل الخيريين من مؤسسات وجمعيات ومنظمات بمد يد العون والمساعدة لانتشال تلك العوائل من هذا الواقع الأليم .

عبدالحي الاسدي

المنسق العام لمنظمة بابل لحقوق الإنسان

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com