منظمة بابل لحقوق الانسان تجري استطلاعاً حول القصص المأساوية على ابناء الرافدين

 

 

كثيرة هي القصص المأساوية  التي مرت وتمر على أبناء بلاد الرافدين وإبطالها على الأغلب من النساء والأطفال والذين لأحول لهم ولا قوة  ولا ذنب لهم بما جرى ويجري

واليوم وبينما كنا نقوم بجولة لجرد العوائل النازحة قسرا لعلنا نفلح عبر اتصالاتنا مع المنظمات الأخرى والجهات ذات العلاقة لجمع المساعدات أو بالأحرى لنستجدي  لهم المساعدات لتكون لهم عونا على جور البشر والزمان صدمنا ونحن نرى قصة مأساوية بطلتها هذه المرة طفلة لم تبلغ من العمر سوى أيام لاتتعدى أصابع اليد الواحدة ولدت وبلتا كيد كانت تمني النفس بأنها ستولد وسط فرحة الأم والأب وزغاريد الأهل والأحبة ولكنها وجدت نفسها وليدة في مكان للأسف هو مرافق صحية في بناية لم تكتمل بعد تابعة للدولة اتخذته أمها مكانا لولادتها

طفلة ولدت ولم تجد حتى حليب في ثدي أمها لتسد رمقها به فقد جف حليب الأم من الجوع والحزن لم نكن بحاجة لاستشارة طبيب حتى نعرف أنها تعاني من الجفاف فجسدها ينطق ويصرخ أين الضمائر الحية وأين القلوب الرحيمة هل جفت ارض الرافدين كما جف جسدي النحيل من أياد كريمة تمتد لإنقاذي و عيونها تصرخ  وتستغيث وكأني بها توجه دعوة لكل عالم دين وكل مسئول في الدولة ولكل عراقي غيور دعوة للنظر إلى صورتها ولثواني فقط فهي تكفي  لكي يعرفوا مقدار ماساتها

تركنا الطفلة وتحولت أنظارنا نحو جسد نحيل ووجه شاحب وبقايا لامرأة حطمتها الأيام تلك هي أم الطفلة التي حدثتنا عيونها التي غارت بين عظام وجهها بسبب سوء التغذية وكثرة البكاء  روت لنا ماساتها ودموعها تتساقط ألما وحزنا لمى وصل بها الحال فقالت

فقدت زوجي بحادث في المحمودية  وأنا حامل ولي طفلة عمرها سنتين تعرضنا بعدها للتهديد بترك منزلنا فأخذت طفلتي الصغيرة والتجأت ناحية الحمزة وأنا وحيدة فلم أجد مكان اسكن فيه سوى مرافق صحية متروكة في هذه البناية حيث وضعت طفلتي الثانية وأنا لااملك حتى مجرد فراش استلقي عليه لولا أن وهب الله لي إحدى نساء المنزل المجاور للبناية فأخذتني ووفرت لي حماما وأعطتني وسادة وفراش ثم نقلوني إلى غرفة أخرى من نفس البناية بعد آن اقتطعوها من عائلة أخرى  وكما ترون فكل ما املك عبارة عن (فراش بسيط وبطانية ووسادة وسلة لنوم الطفلة ) .ثم قالت انظروا إلى طفلتي ذات العامين لولا عطف الجيران عليها لمى وجدت شي أطعمها غير حزن وهم وبكاء من غير دموع لان ينابيع دمعي جفت كما جف صدري من الحليب .

ودعنا إلام المسكينة وطفلتيها والقلب قبل العين بكت عليهم بعد قدمنا لها مساعدة شخصية من فريق المنظمة والتي لاتكفي طعاما ليومين أو ثلاثة ونتساءل ماذا سيحل بهذه العائلة إن لم تجد من يأخذ بيدها لتجتاز هذه الظروف الأليمة وعند وصولنا إلى السيارة المخصصة لنقلنا جاءنا العم أبوعلي والذي عرفنا بنفسه وهو صاحب الدار المقابل للبناية حيث قال لنا أرجوكم لاتطلبو منهم الرحيل من هذه البناية فاين يذهبون فهو كان يظن بأننا من جهة حكومية تريد إخلاء البناية وبعد أن فهم إننا منظمة لحقوق الإنسان اعتذر وطلب منا إن نعين ونساعد العوائل التي تسكن هنا وخاصة الطفلة التي ممكن أن تفقد حياتها إن لم تنقذ   

بعد يومين من اجراء التحقيق قام اعضاء من منظمتنا بعد ان جمعو مساعدات وبجهود فردية لهذه الطفلة وعائلتها ذهبنا اليوم الاثنين لزيارتها فوجدنا ان الطفلة قد فارقت الحياة وتركت امها واختها تصارعان هذه الظروف العصيبة

 ونحن إذ نجدد الدعوة لكل العلماء والقادة ولكل العراقيين لينظروا لصورة الطفلتين وليعلموا أن هناك عشرات بل المئات ويمكن الألوف مثلهما يعانون بسبب الاحتقان الطائفي وبسبب أفكار بعيدة كل البعد عن ديننا وأخلاقنا  فيجب علينا جمعيا العمل والسعي الجاد لقطع دابر هذه الفتنة كحل جذري لأننا إن تماهلنا أو ضعفنا فيمكن إن يكون أطفالنا في يوم مكان هاتين الطفلتين

كما ندعو الأثرياء وأصحاب الفخامة والمعالي وساكني القصور والفلل لكي يتخلوا لهذه العوائل عن ثمن العطور الفرنسية والإفرنجية التي يتعطرون بها مع بدلاتهم الجديدة وليكونوا على ثقة أنهم لو تخلو عن ثمنها فان عطورهم الصناعية سيبدلها لهم الله بعطور ربانية يصنعها لهم من دموع الثكالى واليتامى التي سيمسحونها من عيونهم ومن كل رغيف خبز سيطعمونها لطفل مهجر محروم جائع خائف عطور ستعطر أجسادهم لا بدلاتهم فهل من ملبي لهذه الدعوة يا ترى

نترك لكم القرار ........وللحديث بقية 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com