|
ستوكهولم .. إقامة أمسية شعرية إحتفالية
محمد الكحط / ستوكهولم في جلسة خيم فيها ملكوت الشعر على الأمسية التي أقامها نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 وهو الذي عودنا على الإحتفال والإحتفاء مع نتاج المبدعين العراقيين ، أستمع فيها الجمهور إلى الشاعرين نجم خطاوي الذي صدرت له مجموعته الشعرية الجديدة الثالثة ( تحليق فوق الثلج) عن دار النشر- فيشون ميديا- السويدية 2006، والى الشاعر إبراهيم عبد الملك الذي صدرت له مؤخراً مجموعته الشعرية الثالثة ( عابراً وحده..شعرٌ وما يشبهه)، قدمهما الشاعر جاسم ولائي بكلماتٍ رقيقة، مرحباً ومعرفاً بهما وبشعرهما، حيث أبتدأ بتقديم الشاعر نجم خطاوي مشيرا إلى ما كتبه عنه وعن مجموعته الشعرية الأخيرة، الشاعر والكاتب السويدي بينكت بيرغ، الذي كتبَ قائلاً، ( السكون والصمت والوحشة في مناطق مقاطعة فيرملاند السويدية نقرأها بوضوح في هذهِ المجموعة، الجبال هنا تذكر الشاعر في كل مرة بجبالِ وطنهِ، هناك حيث كان نصيراً في جبالِ كردستان العراق، والثلج هنا يوقد النار في ذاكرته ويعيده لطفولتهِ الجميلة في مدينته العراقية الكوت..). بعدها قدم خطاوي شيئاً من ذاكرته عن شعره وبعض قصائد المجموعة الجديدة وأخرى غيرها، حيث عالمه الجديد الخاص مستوحياً من طفولته صوراً لتلك الجذور التي عاشها ومن تلك الأرض الأولى التي ألفها، فكانت المزاوجة الجميلة، ولكن للغربة آثارها العميقة، فها هو ينقلُ لنا الصور الشعرية بسرعةٍ خاطفه وكأننا نستمع إلى شعرٍ مترجم من لغة أوربية، إذ بان التأثر بالنمط السويدي للشعر المعاصر على كتابات نجم، رغم طغيان روح الوطن على مضمون كتاباته، فها هو يحلق فوق نخيل العراق ويتذكر العيد في الوطن، ومع لهو الطفولة حيث يحلق عالياً (مع دواليب الهوى صاعداً نازلاً في المراجيح)، وهنا في السويد يحلق فوق الثلج في لجة الغربة اللعينة. بعدها تحدث الشاعر الولائي عن الشاعر إبراهيم عبد الملك إذ قدمه قائلاً، ( إبراهيم عبد الملك من جديد وهديله الشعري النبيل في مجموعته الجديدة" عابراً وحده ..شعر وما يشبهه" الصادرة أوائل تشرين الثاني / نوفمبر 2006، عن دار الفارابي ببيروت. الشعر يضم ستاً وعشرين قصيدة، أما ما يشبه الشعر فهي مجموعة من الأفكار الحائرة في نصوص وضعها الشاعر في الصفحات الأخيرة من مجموعته الأخيرة تحت عنوان "بعيداً عني..قريباً من العين". نقرأُ منها" ما الذي يجب إلا ينتهي؟ المغامرة أم المعرفة؟ أم الطريق.".... "المرأة التي أتخيلها الآن أكثرُ ألفة- رغم ما أرى فيها فظاظة- من تلك التي أتمرى فيها عادة". بقدر ما يحسّ القارئ بخشونة جارحة وعناد مرتجف في كل فكرة دونها في نصوصه التي أتفقنا على أن لا نسميها شعراً بل أفكارا كانت قد تكدست في ذاكرته اليومية، أفرغها في نصوص خام قصيرة، وضعها كما هي دون تهذيب في قالب بدائي حتى بدا عمرانها أشبه بسقائف صغيرة على جانبي النهر الشعري مشيّدة من طين غير مفخور. إذن هي قريبة من الشعر وليست شعراً. نقول: بقدر ما بدت تلك الأفكار خشنة، بدت قصائد الشاعر هادئة خفيفة تلمس الحاسة القارئة لمساً أشبه بطبقة الهواء الشفيفة الساخنة المحيطة بشفتي حسناء وأصابعها. تلك الحرارة الصائدة المعطرة بعبير بشرتها. هل للشعر بشرة يمكن أن نلمسها، تلمسنا؟ هل ثمة عبير ما لبشرة القصيدة؟ كأن عبد الملك بخشونة أفكاره نثراً، أراد أن ينظف مسكن الشعر في عقله ووجدانه وبين أصابعه ويملأه بهواء جديد ويعيد تأثيثه، ليغري القصيدة لتخرج مرتاحة هادئة متأنية لا تتيح للمتلقي إلا انتباهة تفر مع هروب الكلمة وبقاء الفكرة. هذه القصيدة التي تلمس ولا تحفر، لا تحدث سوى حفيف ناعم للستارة تنقل العين إلى النافذة وما وراءها من عالم الشاعر المفعم بالمعاناة والأصدقاء. هي قصيدة التأمل والنظرة غير المتعبة. والبناء القوي في تماسكه، البسيط في تكوينه، الخالي من النتوءات والشوائب.)- ثم ألقى الشاعر إبراهيم عبد الملك العديد من قصائده ومقاطع مما أسماه ما يشبه الشعر، مبتدأً بقصيدةٍ جميلة جديدة من خارج المجموعة هيّ (مَرّتْ بِدربي)، نالت إعجاب الحضور، وبدفئه المعهود أسترسل ينشد قصائده الرومانسية، حلقنا نحن الحضور مع عوالمه الساحرة. بعدها شكر الولائي الشاعر كريم ناصر على إهدائه نسخا من مجموعته الشعرية الجديدة للنادي وهي ( أرخبيل الحدائق – الصادرة عن دار أزمنة في الأردن في آيار 2006) ،وتحدث عن الشاعر الذي تمنى أن يكون حاضراً بين جمهور النادي ليقدم إبداعاته وقصائده لهم مستقبلا، وقرأ نيابةً عنه بعض قصائد المجموعة، كما تحدث عن الشاعر كريم ناصر، صديقه الشاعر نجم خطاوي معرفاً الحضور بتأريخه الإبداعي وبشعره وأستذكر ما كتبه عنه الناقد المعروف ياسين النصير. وفسح المجال للحضور بحوارٍ مع الشاعرين تناول العديد من قضايا الشأن الإبداعي وتجلياته والرؤى التأمليه له، كما تناولت المناقشات الشعر الغنائي وشعر أو أناشيد وأغاني الأطفال وغير ذلك. كانت أمسية جميلة أختتمت بتقديم الزهور للمحتفى بهم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |