مثقفون فنلنديون في ضيافة كاتب عراقي

  

في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، وفي 22 شباط 2007 ، وضمن برنامجها الشهري الثقافي ، اشرفت منظمة (Kiila) ، المنظمة الثقافية للكتاب والفنانين الفنلنديين ، على نشاط ثقافي تميز بالحيوية والتنوع . وضمن تقليد دأبت عليه المنظمة وذلك بزيارة اعضاء في المنظمة وتنظيم نشاطات ثقافية تتعلق بمجال أختصاصهم ، والتعرف على جوانب من اسلوب حياتهم وثقافتهم ونشاطهم . وهكذا تقاطر 19 مثقفا فنلنديا ، من اعضاء المنظمة ، من كتاب وفنانين وصحفيين ، الى دار الكاتب العراقي يوسف ابو الفوز ، الذي كان باستقبالهم مع زوجته السيدة "شادمان علي فتاح ". بعد القيام بواجبات الضيافة ، على الطريقة العراقية ، حيث تعرف الضيوف على اكلات شهية من المطبخ العراقي ، تم عرض الفلم الوثائقي " عند بقايا الذاكرة " وهو من سيناريو واخراج الكاتب يوسف ابو الفوز ، ومدته نصف ساعة ، ومن انتاج القناة الثقافية للتلفزيون الفنلندي خريف العام 2006 ، والفلم يحمل انطباعات الكاتب بشكل انساني خلال زيارته وطنه شتاء 2004 ، من بعد غياب 27 عاما ، وايضا انطباعات زوجته ، ابنة كوردستان ، وهي من شهود وضحايا جريمة قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية ، واستشهد والدها ذلك اليوم ، والتي زارت مدينة حلبجة خلال الزيارة واستذكرت ما حدث . لم يحاول الفلم ان يقدم الانطباعات بنبرة سياسية مباشرة ، حاول ان يقدمها بشكل انساني واحيانا دون تعليق مباشر تاركا للصورة ان تتحدث . ساهم في انجاز الفلم ، الى جانب كاتب السيناريو والمخرج فريق عمل محترف ، من مصورين وفننين واداريين ، واستغرق انجاز الفلم منهم عدة شهور، وجرت له عدة عروض في اماكن مختلفة . ثم قدم الكاتب يوسف ابو الفوز محاضرة تحت عنوان "اضواء على واقع  الثقافة العراقية " ، وتحدث فيها عن التركة الثقيلة للنظام الديكتاتوري المقبور في الجانب السياسي والاجتماعي والثقافي ، والخراب الشامل في الواقع الاجتماعي والسياسي وتأثيره كل ذلك على الواقع الثقافي العراقي . واستعرض الكاتب امثلة عن نشاط المثقفين العراقيين في مواجهة القمع الشوفيني الصدامي ، ومعاناة المثقف العراقي في مواجهة اساليب النظام الديكتاتوري لكم الافواه وتقييد الحريات واجبار الكثيرين على ممالاة خطاب النظام الشوفيني ، والنجاح في شراء ذمم البعض من ارتضوا خدمة النظام الديكتاتوري الصدامي الشوفيني . ثم تطرق الى واقع الثقافة العراقية ما بعد احتلال العراق وسقوط  نظام الديكتاتور المقبور صدام حسين ، ومازق الثقافة العراقية ما بين سياسات قوى الاحتلال وأداء حكومات المحاصصة الطائفية وارتباك الخطاب السياسي والعنف الطائفي المنفلت اللامسؤول والنشاط التخريبي والارهابي ، الذي شل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية . وتطرق الكاتب الى معاناة المثقفين العراقيين المضاعفة كمواطنين عاديين اصحاب عوائل ومسؤوليات اجتماعية ومبدعين مطالبين بتحديد موقف ثقافي وابداعي من كل ما يجري ، واستعرض شهادات العديد من المثقفين العراقيين حول معاناتهم وظروف عملهم . وقدم الكاتب صورا مشرقة لما انتج من نشاطات ابداعية لمبدعين عراقيين رغم واقع العنف وشبح الموت والمنفى والهجرة . وطرح الحاضرين اسئلة شملت موضوع الفلم الوثائقي وموضوع المحاضرة ، اجاب عنها الكاتب وفتحت مجالات عديدة تخص الشان الثقافي ، فيما يخص موقف المثقف العراقي من الاحتلال والارهاب والمقاومة ، وموقف الاسلام السياسي من الثقافة ، وخارطة الساحة السياسية ومواقف كل جهة من النشاط الثقافي . يذكر ان منظمة (Kiila) ، تعتبر واحدة من اعرق المنظمات الثقافية الفنلندية ، وهي تجمع للكتاب والفنانين اليساريين ، تأسست في عام 1936 ، بعد تحالف القيادة السياسية الفنلندية حينها مع الحكومة الالمانية واغلاقها الحدود الثقافية مع اوربا والعالم ، فأستعارت المنظمة اسمها من شقفة الخشب المثلثة الصغيرة ( في اللغة العربية الكلمة المناسبة ربما تكون جُذاذة ) ، التي تتواجد في كل بيت فنلندي لتحافظ على باب البيت مفتوح دائما ، وليعمل اعضاء المنظمة بهذا المعنى وبجد لتعزيز التبادل الثقافي مع كل بلدان اوربا ومع مختلف الثقافات الانسانية. تضم المنظمة حاليا حوالي 400 عضوا من مختلف الانواع الابداعية ، من كتاب نثر وشعراء وفنانين موسيقيين وتشكليين ، الذين تشكل اسماء الكثير منهم الوجه البارز والمشرق للثقافة الفنلندية والانسانية. وفي نيسان 2006 ، في مؤتمر المنظمة الدوري ، انتخب الكاتب العراقي يوسف ابو الفوز لعضوية الهيئة الادارية للمنظمة كاول كاتب من الشرق الاوسط يصل لهذا الموقع.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com