امام هذا المقدار من التجني على الناس ياتي من يدين ويستنكر. وهناك من يتالم لسقوط ضحايا ابرياء وناس عدم خدمتهم بحد ذاتها جريمة, فما بالك بايذاءهم؟ اشجبوا من تشجبون؟ وألعنوا من تلعنون؟ وانا اقول معكم باعلى صوتي الا لعنة الله على المجرمين...

 وماذا بعد ... هل هذا كل ما يمكن عمله من اجل ايقاف نزيف الدم المتواصل في صفوف أمة  مسكينة في الاولين والاخرين . وهل ان قدر هذه الامة المستكينة لارادات ساسة انانين حملتهم على ظهرها , السوط والحبس والدفن في المقابر الجماعية ثم قطع الرؤوس والتفخيخ  والتفجير في جوامعها وشوارعها وسد الطرقات عليها.

يا ابا موسى الاشعري .. الم تتعلم من  كل هذه السنين التي زادت على الالف وثلثمائة وخمسين سنة؟ الا ترى  كل هذا الكم الهائل من نسخ عمرو بن العاص امامك, لا تراوغ بكلمات الثعالب والضباع  وحسب بل تحد سكاكينها لتنحر حتى أضعف الصغار وترمي بهما الى انهار جارية وبرك اسنة وحافات المياه؟

هي لا تقتل فقط بل تشوه معالم الضحية وتحرم ذويها حتى من التعرف عليها. لقد وصلت تصرفات عمر بن سعد والشمر بن جوشن واتباعهما الى اقسى صنوف السلوك الوحشي. لقد فاق هؤلاء الوحوش في تصرفاتهم المعادية للبشرية حتى اعتى صنوف الضواري في الغابات. ان غلمان ابن زياد من دعاة الجهل يتكلمون عن الرحمة في الدين الذي لا يمثل الا عقائدهم الضالة والمضلة. وهم اقرب الى الخنازير منهم الى الكلاب السائبة في جادات الارض. ينزلون بيوتا يأبى الدين اي دين ان يتقبلها. ويجئرون بكلمات منافقة . ويكدسون هذه البيوت,  التي لم تعد لله  بل, واجزم انها بيوتا للشيطان, يكدسونها بدلا من المؤن التي تسد حاجة الفقراء والمعوزين, وما اكثرهم في هذه الامة, بدلا من ذلك يملؤونها بكل الات الموت والخراب , بعد ان ملؤوها بكل العقول الفارغة والمتعفنة.

اذا بقي ابو موسى الاشعري ينصت لالف ابن عاص وعص. بقيت هذه الامة في التدهور لا مناص.