كلمتين وبس (12) الالوسي  و الجعفري

الفأر يصارع الاســد

 

 

احمد عبد العال الصكبان

ahmed@sakban.info

 

 

لاأدري لماذا تذكرت وانا اتصفح الجرائد هذا الاسبوع وبعد قراءه تصريح الرفيق الالوسي (مثال) والتي جاء فيها الفقرات التاليه:

 

"احذر الدكتور ابراهيم الجعفري والاخوة الذين انتخبوا اما ان يكونو قادرين علي تشكيل حكومة قادرة علي مكافحة الارهاب والقضاء على الفساد الاداري وحماية الحدود والمصلحة العراقية او ان يذهبوا من اين اتوا"

 

 "ابراهيم الجعفري لا يعلم اين البداية ولا اين النهاية"

 

 "القانون الجنائي العراقي يوجه تهمة العماله والتجسس والخيانة لمن يستلم مبالغ من دولة اجنبية".

 

لن اخوض في رد على الرفيق البعثي السابق مثال الالوسي ربيب فتات موائد القياده القوميه والمتسكع السياسي الطريد من حزب المؤتمر الوطني فانا ياسادتي من كارهي التوافه ...ولكن تصريحه هذا ذكرني بموقف ضريف حدث امامي قبل عام في كندا ففي

ساعه الذروة بمونتريال وعند إحدى الإشارات المروريةرأيت منظرا طريفا وغريبا لمتسول في الثلاثينات من عمره يستوقف فتاة تحاول قطع الطريق والعبور إلى الجهة الأخرى من الشارع. كانت الفتاة متسولة هي الأخرى ولكن تسولها كان من نوع آخر يعود تاريخه إلى أقدم المهن في التاريخ وكانت (مؤهلاتها) واضحة وكأنه ينبغي على (المومس) التقيد (بيونيفورم / زي موحد) ولم يكن ثمة داع لأن تبرز الفتاة للآخرين بطاقة هوية أو بزنس كارد فالماكياج الفائض والابتسامة المتدلية والمشي بغنج ودلال وبطء الذي لا يتناغم مع إيقاع حركة المرور السريع لم تكن كلها بحاجة إلى تعريف.
(المتسول) الذي كان يحمل ورقة كرتونية مهترئة كتب عليها

 

Ayez le cancer rechercher le médicament, le travail et la bière

(مصاب بالسرطان أبحث عن علاج..بحاجة إلى عمل وبيرة!!!)

 

 لم يثقل على (عابرة الطريق) بالمطالب ولم يتسول منها أكثر من قبلة أخذها على استحياء على مرأى من الجميع وهي لم تبخل عليه بذلك دون مقابل و(تبرعت) له بقبلة شهية كانت أشبه بإعلان (معجون أسنان) شاهدناه في فاصل مروري.
أسقط المتسول الورقة من يده...ولحق بالفتاة بخطوات مترنحة من تأثير القبلة السريعة والمدوية التي لطعتها (فتاة الطريق) على خده وشفتيه.

الطريف في الأمر، أنه وبعد هذا المشهد الغرامي وبعد العناق الشهي على إشارة المرور ورغم إهمال المتسول لوظيفته الأصلية وتكاسله عن تأدية واجبه وتقاعسه أثناء ساعات العمل الرسمي ورغم تأخر (فتاة الطريق) عن زبائنها من الطبقة الكادحة إلا أننا كلنا استمتعنا بمشاهدة منظر المتسول  وفتاة الطريق...وعلى غير عادة الكنديين وجدت معظم السائقين يلوحون بأيديهم للمتسول كي يسارع ليأخذ نصيبه وتطايرت الدولارات من شبابيك السيارات...وتساءلت هل هذا الذي قبضه الهوملس كان أجرا لهذا المشهد الغرامي..أم أنها مشاركة وجدانية وتعاطف مع متسول مريض بالسرطان يودع الشارع بقبلة سرقها من عاهرة .

فتاة طريق ومتسول ومتفرجون سذج ينتظرون الضوء الأخضر...وهذا هو بالضبط ما يحتاجه بعض المتسيسين العراقيين متسول يجيد طرق أبواب السفارات والقنصليات ويستجدي لقمة العيش على حساب الشعب والمبادئ ...وعاهرة تملء فراغ الزمن الساقط بكثير من اللغو وقليل من الصدق - هل رأيتم عاهرة صادقة حتى في مشاعرها ؟ - وفي بعض الحالات يكون المتسول هو نفسه العاهرة وعندها فقط يتحول العمل السياسي إلى "فراش خيانة"...وتنام السياسه في حضن الآخرين كل حسب ميزانيته..
تبا للسياسه في هذا الزمن السافل... وتبا للزمن الذي جعل من الرفيق الالوسي سياسيا في بلادي يطالب ويحذر شرفاء العراق ياله من زمن عاهر هذا الزمن الذي نعيشه.

 

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com