|
الله يرحم أيامك صدام
حيدر الحسناوي
بهذه الجملة يجيبك أغلب من تسألهم عن الوضع الحالي للعراق، ولاندري هل هو حنين لأيام الإضطهاد أم مجرد جملة عابرة يحاول ناطقها إخراج مابداخله من كبت وحرقة ومرارة بسبب الأوضاع الهزيلة التي تعصف بالمجتمع العراقي ، فربة البيت تترحم على أيام الطاغية بسبب كيس الحليب ذو الربع كيلو غرام وشوية التمنات والشكرات التي فقدت من البطاقة التموينية مع فقدان الأمن والأمان والعامل أو العاطل عن العمل ربما يعزو سبب الترحم هو كيلو طماطا والموظف يبكي على أيام صدام لقلة نومه بعد عناء الدوام مروراً بالإزدحامات والفوضى التي تعم الشارع ناهيك عن الهدايا المقدمة من قبل (سرايا المجاهدين) والتي هي عبارة عن عبوات ناسفة وسيارات مفخخة إنتهاءاً بأزمة الكهرباء القديمة الجديدة والتي أصبحت مجرد التفكير بها ( عملية إرهابية) يحاسب عليها( القانون الأعمى)ولربما يحكم عليك بالمؤبد( وهي المدة التي لم نسمع الحكم بها على المجرمين القتلة) بعد أن تكرمت وزارة الكهرباء بتقديم مكافأة للشعب العراقي وهي علارة عن (18) ساعة يومياً والطامة الكبرى أن الحكومة باتت هي الأخرى تشجع على عملية الترحم هذه بسبب إقدامها وإصرارها على إجبار العراقيين للترحم، فمن خلال عجز هذه الحكومة لتقديم أبسط مقومات الراحة للمواطن فلانظام بالشارع ولا تبليط شوارع ولا دعم المواطن مادياً أو حتى معنوياً ولا معالجة للبطالة التي فاقت أرقامها عدد العاملين أضعافاً بعد أن تنعم البعثيين وأبنائهم في دوائر الدولة الحساسة والمهمة وأبناء الشهداء في الطوابير مصطفون بعد أن باعوا أثاث بيوتهم وحتى ملابسهم التي يرتدونها لكي يوفروا مبالغ التعيينات المطلوبة منهم وبدون فائدة . إذاً الحكومة هي المسؤول الوحيد عن هذا الترحم للإهمال الذي ذكرناه. على الحكومة القادمة الإنتباه إلى هذه القضايا المهمة والملحة وأن لاتدع لأحد فرصة الترحم على أيام المقابر الجماعية وسجون الأمن والمخابرات والإستخبارات وووووو وكل أنواع الظلم والإضظهاد وعليها أيضاً أن تخلق فرص العمل وتوفير الخدمات الأساسية الخدمية للشعب العراقي وتنظيف مؤسسات الدولة من الخونة والعملاء والبعثيين والمهم والأهم أن تجعل الشعب يرفع شعار الله لايجيب أيامك صدام.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |