لاحظت كغيري من المتابعين لجلسات الجمعية الوطنية ومناقشاتها حول مواد النظام الداخلي ان العديد من النواب يساهمون بطريقة ايجابية لانجاز هذه المهملة الضرورية لسير عمل الجمعية وحل الخلافات داخلها.  ولو ان الجمعية استشارت  بمجالس نيابية انتخبت بطرقة ديمقراطية ودستورية,  سليمة السيرة. والاستفادة من تجربتها ومحتوى نظامها الداخلي لقللنا  من زمن المناقشات وجرت الاستفادة من الوقت الحساس الذي تمر به البلاد.

إلا ان ما يثير العجب واحيانا يثير الاستفزاز حتى درجة رفع ضغط الدم عند الكثير من المواطنين المتابعين بالطبع للحوار داخل المجلس هو طريقة ومفردات الكلمات والجمل التي يستخدمها نفر قليل من النواب. حيث احاول انا بكل جهد فكري متابعة المفردات للوصول الى فهم لما يريد ان يقوله هذا النائب. الا انني اخرج ببعض الاستنتاجات لاقنع نفسي على الاقل حتى لا اسبب  مشاكل داخلي ذاتية من ضغط دم او ارتفاع سكري او غيرها. ومن هذه الاستنتاجات, هو اما ان النائب لا يعرف بالضبط ما يريد قوله ولكنه لا يسمح لنفسه ان يهمش من خلال جلوسه بلا كلام طوال جلسة كاملة بدون ان يطل على الناس الذين يعرفونه بالشخص او الاسم. واما انه يعرف ما يريد ان يقول ولكنه يجد انه من اللازم على الناس أنفسهم ان يرتفعوا الى مستوى المصطلحات الحوزوية او الفلسفية او كلام المناطقة والزنادقة على اختلافهم. واما انه يعرف انه يفهم  ما يقول ولكن لا يريدنا نحن ان ندرك مباشرة قصده,  وننتظر من ياتي في اليوم التالي من صحفين وغيرهم لكي يفلسفوا لنا الحكم والنفائس الواردة في كلامه, ولهذا يتوجب علينا ان نستبشر بولادة فلته سياسية في مرحلة جديدة ونطمئن على مستقبل هذه الامة.

يا سادة تكلموا مثل الاخرين حتى يحترمكم الاخرون. فمهمتنا ان نعرف ما يدور حتى نقيّم اعمالكم بطريقة سليمة ولا نغبن حق احد.

كاظم جواد السماوي