|
مسيرة موت صامته
د. لميس كاظم دخلت افواج قوات وزارة الداخلية الباسلة وخرجت من المدائن وهي تعتقد انها حررت المدينة بدون سفك اي قطرة من دماء العراقيين ، وهي اول مأثرة يجترحها افواج الحرس الوطني، إذ اصر والح وزير الداخلية بان قوات الأقتحام لمدينة المدائن هي قوات عراقية صرفة ولم تشترك معها اي قوات اجنبية سوى الحماية الجوية، وقد حرروها فعلا من العرب المجوس بدون اي مقاومة، نعم انكم محررون ايها الأشاوس ولم تسل قطرة دم في ارض كنعان الطاهرة لكن الذي ظهر ماهو اقبح واشنع من تحريركم للمدائن وكان الأفضل لو انكم لم تحرروها. جريمة يندى لها الجبين ويخجل منها كل الشرفاء. اهذا هو الأنتصار التأريخي لوزارة الداخلية والحكومة العراقية الغارقة في عسل الحقائب الوزارية. قبيل ظهور اثار الجريمة اكدت وزارة الداخلية والحكومة وهيئة علماء السنة انها فتنة طائفية مفبركة يراد بها اثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة المتأخون في المدائن منذ عدة قرون. لكن بعد ان ظهرت اثار الجريمة البشعة صمت الكل، واسدل الستار على هذا الأنتصار التأريخي ولم تظهر اي بوادر للفتنة الطائفية، ولم تحرك تلك الوزارة والحكومة اي ساكن وكأن ال 57 جثة هي ليست جثث لابناء العراق الشرفاء، وانما جثث لمخلوقات اخرى . احداث مشكلة المدائن التي حلت سلميا ظهرت نتائجها بعد يوم واحد فقط: جثث الأبرياء على سطح الماء في نهر دجلة لتعلن عن بدء مشروع تنظيم مسيرة موت تضامنية متناغمة مع تصريحاتهم. جثث برئية طافت على سطح نهر دجلة، ولولا الحاجز الحديدي الذي منعها من الأستمرار لواصلت المسيرة وهي صامتة الى شط العرب ولاتعرف هل ستدفن ام ستترك للقروش البحرية. جثث قدمت ارواحها نذرا لهيئة علماء المسلمين والمرجعية الشيعية والوقف السني والبيت الشيعي لتقول لهم عذرا ايها الوطنيـــــــــــــــــــــون الطائفيون. جثث طافت مدن العراق الممتدة على طول نهر دجلة لتقدم نفسها قربانا لهولاء الساسة العراقيين الشجعان الذين ابتكرو احدث اساليب الدفاع عن شعوبهم بطريقة الصمت الذي يحقق لهم افضل واغنى الحقائب الوزارية. جثث رفضت الاحزاب العراقية الفائزة تقاسمها مع احزاب عرب السنة لانها ستخسر هم مقاعدهم البرلمانية القادمة. جثث اسكت جميع الساكنين في قصورهم الرئاسية في المنطقة الخضراء وهم في ذروة خصامهم على تقسيم الكعكة العراقية، اوقفوا مشاجراتهم ليسمعوا اصوات قوافل الشهداء الأبرار تندم وتتأسف على انتخابهم. جثث اطفئت حياتها لتنير درب الأحزاب العراقية الوطنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــية التي صمتت. جثث سَيّست في نهر دجلة نذرا للخضر ليتستنجدوا به في حل مشاكل العراق التي باتت مستعصية حلها على كل رجالات السياسة العظام. جثث لم تجد من ارض العراق مقابرا لها بل وجدت انهارا تغتسل عار القادة وستتفيض من دمها لتغرق كل الذي يشاركون في ذبح العراق. جثث تتظاهر علنا في بغداد وتمر على اعضاء الجمعية الوطنية لتقول لهم صباح الخير ايها المدافعون عن حقوق الأحياء والأموات من الشعب العراقي. جثث خسئت ارواحها ان تكون جسرا يعبر عليها دجالوا الكلمات المنمقة وتجار السياسة. جثث مرت بابناء العراق لتفضح كل الفائزين وتدعوا ان ينتخبوا تجار الوطنية في المرة القادمة. جثث سافرت الى الرمادي لتحضر عرس دم اخوتها ال 19 من الحرس الوطني السنة الذين ذبحوا في الملعب الرياضي بسكين طائفية والى مدينة الشعلة لتحضر صلات الجمعة على ارواح الشيعة. جثث طافت مدن العرق لتبشرهم ان ان دجلة والفرات وشط العرب اصبحو مقابر عائمة للعراقيين. جثث طائفية استنكفت من اهل طائفتها الذين يذبحون اهل ملتهم ليتحاصصو دمائهم. جثث صرخت عاليا بكل العراق ثكلتكم امهاتكم ايها الأحرار وانتم تتقاسمون العراق ونحن نذبح امامكم.
25/4/2005
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |