|
بإختصار : ما رضه بجزه, يرضه بجزه وخروف
كاظم جواد السماوي
بعد كل هذا الوقت الطويل الذي مر على يوم الانتخابات يأتي بعض الكتاب على صفحات الانترنيت للاشادة بالجماهير الزاحفة ويشيد بشجاعتها لمواجهة التهديد . ثم يعرعج على النتائج فيصفها بالمزيفة من خلال الظروف التي رافقتها والتي لا اعرفها انا بالطبع فهي بالتاكيد في ذهن امثال هؤلاء المساكين الذين لا يستطيعون قراءة الواقع السياسي بصورة واعية وبعيدا عن الاحلام الحمراء والزرقاء والصفراء. هم يحملون ظنون مسبقة عن غيرهم ويريدون ان يطوعوا هذه الظنون ليلوا عنق العملية السياسية كي تحقق نتائج هم راغبوها. والمشكل يكون اكثر فداحة حينما يكون الكاتب قد مارس لعبة السياسية, وينبغي عليه ان يعرف المتغيرات المتواصلة على الارض. فالبكاء على الاطلال امر غير مجدي في السياسة, ومكانه الشعر ونفث الاحاسيس على الورق الاصفر. السياسة تتطلب في اهم حاجاتها قبول مكونات الواقع نظريا والشروع برسم اسس تغييره باتجاه يراه المذهب السياسي واهدافه. هؤلاء الاصدقاء استفزهم المستوى العالي من المد الديني, وخاصة الشيعي بين الناس الشيعة طبعا, وانعكاس ذلك على النتائج الانتخابية, وكذلك أستماع الناس الى المرجعية في توجيهاتها وخاصة مرجعية السيد السيستاني. فأحس الأصدقاء هؤلاء بنار المارد الذي خرج من قمقم الامة ليزعزع كل التاريخ الذي حاولوا صبغه بعناية الحالمين, ويضعوا عليه لمسات رشيقة. واطيح بكل الكتب المستوردة والمجلات والجرائد المزوقة والفنتاسيا السياسية والفكرية. عليهم ان يتعلموا نعمة الشكر التي تزيد النعم. فاذا كان التيار الديني المؤمن بالعملية الديمقراطية والاكثر اهتماما حتى من غيره في الحرص عليها والتاسيس لها في وطن تجذرت فيه الفردية. اذا كان هذا التيار الايجابي لا يعجب الاصدقاء ماذا تقولون ايها الاصدقاء حينما تهيمن الحركة الوهابية والسلفية كوجه اخر للفكر المشوه دينيا على مناحي الحياة العراقية؟ لنتذكر مثلا قريب زمانيا, نموذجا واحدا. نعم مثل واحد يكفي لذوي العقول المنفتحة على الواقع, رغم ان الامثله كثيرة , ما جرى في المدائن وما انجبه مسجد (الدرعية), والتسمية لها دلالة تفوق الوصف. فالدرعية يا سادة منطلق الحركة الوهابية التي انتجت كل هذا الكم المهول من الارهاب والقتل والخراب على المستوى العالمي, وحتى في الجغرافية التي انجبتها. وهي تجد الان في العراق مرتعا خصبا بعد انحسار امكانيات نشاطها الميداني في اماكن اخرى. في الوقت الذي تشعر فيه هذه الحركة ان لديها مخزونا هائلا من المستعدين للذهاب بلا تردد للجحيم, كي يحيف بمن لا يوافقونهم الرأي ويحكمون عليهم بالتكفير, وما ادراك ما التكفير, فاليوم صار عندهم حتى من لهم صلة بالمذهب هم ضمن دائرة التكفير. ولديهم ايضا يا أصدقاء مخزون هائل من المال المسروق والمغتصب والحرام فهم لا يخسروا من جيوبهم شيئا في التمويل لعمليات القتل والخراب . ولديهم كذلك ايادي مستخفيه تسهل لهم الاستقواء اليوم بغباء مفرط. وسوف يعرف اصحابها ان هؤلاء التكفيرين لا يعظوا الايادي التي تساعدهم بل ويقطعوا رؤوس اصحابها وقت التمكن. هذه القطعان رحلت الى مشارف مياه الرافدين. خاصة وهي شاعرة بان هزيمتها التاريخية في العراق قبل عقود من الزمان تتطلب منها رد الاعتبار الان. نعم عندها يا" أصدقاء " لن تندموا وحسب بل وتقولوا .... ياريتنا بقينا على الجزه أحسن من الجزه وخروف
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |