عرف برلماني

 

 

ردا على مقال د. كامل مراد ( برلمان ام حسينية ) المنشور في موقع ( كتابات ) 30 نيسان

 

د. عامرة البلداوي / باحثة عراقية

amirabald@yahoo.com

جميل ان تنتقد العملية السياسية في العراق لتصحيحها ومنع حيودها عن الحق وابعاد حالات التطرف فيها يمينا او يسارا بأعتبارها فتية ويجري انجازها للمرة الاولى في اكثر البلدان رزوحا تحت حكم الديكتاتوريه وقد اثبتت التجربة على ان ذلك كان لصالح البلد وقد كشفت المراقبة الكثير وساعدت في ايقاف مخططات وعمليات واتجاهات وجماعات  في هذا البلد الذي لم يعرف ابناؤه منذ زمن طويل ماذا تعني الديمقراطية ولم يتعلموا ان التعبير عن الرأي  حق لهم يكفله القانون وقبل ذلك تكفله الاديان السماوية كلها. واذا كان ممارسة التعبير عن الرأي لايضر بالحريات الاخرى للاخرين كأفراد او مجموعات ولايضر بالآداب العامة وما هو متعارف في المجتمعات المعنية ولكل مجتمع آدابه اذ ليس من المعقول ان يتعارف العراقيون على ما هو متعارف عليه في اوربا او امريكا او غيرها من البلدان . وجميل ان تراقب جلسات الجمعية الوطنية وينتقد ادائها وما يطرح فيها ولكن اذا كان النقد ايجابيا وليس الغائيا وموجها ومهيمنا فأذا كان للبرلمانات اعرافا لابد من اتباعها فهل من اعراف البرلمانات ان اتبع اتباع الاعمى ما يمارسه الاخرون وان الغي حريتي وحقوقي في التعبير تحت قبة البرلمان وهي مصانه بالقانون لان ذلك لم يتعارف عليه في البرلمانات الاخرى واذا كانت جلسات الجمعية الوطنية تنتقد لان اعضاء فيها ذكروا ( الصلاة على محمد وال محمد )اكثر من مرة في عدة جلسات وهذا مالم يتعارف عليه في البرلمانات . فأذا كان من اعراف البرلمانات الضرب بالعصي والكراسي والسب والشتم وغير ذلك فليكن من اعراف برلمان العراق افشاء ( الصلاة على محمد وال محمد ) ولكن ما يحصل في كل برلمانات الدنيا بما فيها الصومال متاحا لاغبار عليه بينما ما يحصل في العراق حتى اذا كان من الممدوحات والمستحسنات فهو خارج عن اطار الذوق والعرف البرلماني وانه يثير الحساسية والاشمئزاز وقد يحرك اطرافا اخرى لتمارس حقوقها ولا ادري من منع اي عضو في البرلمان من الادلاء برأيه علنا او اظهار صوته ليسمعه الاخرون؟؟ هذه الصلوات ليست استعراض طقوس ولم تذكر في غير اوانها او محلها فمن المتعارف عليه في البرلمانات اذا تحدث رئيس الوزراء امامهم واذا نجحوا في اتخاذ قرارات واذا .....صفقوا وقوفا او جلوسا هل يستطيع د. كامل ان يقول لي من جعل التصفيق عرفا ليس فيه اساءة لاحد بينما الصلاة على محمد وال محمد واغلب اعضاء الجمعية الوطنية من المسلمين يعد تمسكا على اظهار الطائفية ..ز ما تعودنا قوله وفعله من مخلفات ثقافات الشعوب مستقرا في عقول لاتريد التغيير وتعودت الاتباع والتنفيذ دون مناقشة.... اذا كانت مسيرتنا فتية وتجربتنا غضة فهي بحاجة لمد يد العون ليشتد عودها ويتنامى ويطول فرعها ونقدها بوضع البدائل والحلول والهمس بالاذن دون التشهير والتقاطع والحث على المواقف الجيدة وابرازها دون طمسها وحرق الاخضر مع اليابس ففي هذه الجمعية من هو مستميت لخدمة الناس ومن ترك حياة ناعمة وفيرة واهلا واولادا وعيشا رغيدا ليعيش وسط التفجير والارهاب  ومن بأمكانه ان يراقب الجلسات عبر الفضائيات وينتقد من الامارات او لندن او واشنطن او غيرها ويفسر كما يحلو له فجميل ايضا ان لانضع العصي في عجلة مسيرتهم ونحمل كل امر اكثر مما يحتمل .

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com