|
بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء
بقلم : د. لميس كاظم lamiskadhum@hotmail.com كان خطاب الدكتورابراهيم الجعفري بعد القسم الحكومي ،مؤثرا وينم عن كفائة فائفة في اختيار الجمل ومناشدة العقل العراقي لاستمالته وكسب وده مما يجعله يسبح في فضاء واسع وواعد بالمستقبل. بطاقات الحب التي وزعها د. الجعفري كانت مثيرة وذات انحياز واضح للفكر الذي ينتمي له وللشهداء الأسلاميين والأكراد الذين سقطوا في مقارعة الصنم وهو محق فهم يستحقون التثمين. الأ ان الخطاب يتسم بصفة الدولة وليس رئيس حزب الدعوة لذلك كان من الأجدى ان يمر ويستذكركل الشهداء العراق الذين سقطو في مقارعة الصنم بنفس القدر لان الشهداء لايخضعون للمحاصصة الطائفية ولايجوز ان يمجد شهيد دون الأخر . مع كل الأحترام والتقديرلشهداء الوطن في حلبجة والأنفال والأنتفاضة الشعبانية، لكن قبل هذا التأريخ سقط عشرات الألأف من الشهداء الأبرار من الكرد والعرب وباقي الأقليات من ابناء العراق من اقصى الجنوب الىاعلى جبال كردستان. هؤلاء الأبطال الذين صمدوا في غياهب المعتقلات وتعرضو لابشع انواع التعذيب ودفنوا في مقابر جماعية لكن الحرب العراقية الأيرانية اسقطتهم في اوزارها وضاع ذكراهم في اتون الحرب، فالأحزاب التي قارعت الدكتاتورية في الثمانيات من القرن الماضي معروفة وشهدائها ايضا معروفين وهم حاضرون في ضمير الشعب ولازال البحث جاري عن جثثهم المفقودة . فهولاء يفترض ان لايغيبوا عن التثمين في خطابات الحكومة. كانت بطاقة حب شفافة تنبعث من في خطاب الجعفري الى المراة المسلمة االتي غيبها الصنم ، وكان على د. الجعفري ان يعرج في خطابه ايضا على بقية نساء العراق . هؤلاء النسوة البطلات اللواتي عملن في ظروف العمل السري واجترحن بطولات من الصمود بوجه الصنم، امثال الشهيدات عائدة ياسين ( ام علي) من البصرة و رجاء احمد من بعقوبة واقبال فالح الصفار من بغداد وشذى البراك من بغداد ورسمية جبر(ام لينا) معلمة من كربلاء وفوزية محمد هادي (ام سعد) من ديوانية وغيرهن من مئات العراقيات التي يتكحل حدود العراق بدمائهن اللواتي اعتقلن وغيبن وتعرضن لابشع صورالأرهاب ولحد الأن لم يعثر بعض الجثث ، افلا يستحقن بطاقة تهنئة يادولة رئيس الوزارء، ام ان بطاقات الحب بات طائفية ومفاضلة شهيدة دون الأخرى، فمالذي يميزنا عن الصنم؟ من ضمن بطاقة حب التي لم يبعثها د. الجعفيري بل واسقطها عمدا ، هي بطاقة حب ةتقدير الى فقراء العراق من كسبة وحرفين وعاطلين عن العمل وعمال وفلاحين الذين يشكلون السواد الأعظم من الشعب العراقي وهم اكثر الشرائح والطبقات الأجتماعية تضررا، وقد مورس بحقهم ظلم وتعسف واضح قبل وبعد سقوط الصنم . فهولاء لايمتلكون اللباقة السياسية الكافية ولا يعرفون كيفية استغلال الفرص ليصبحوا ابطال في كل الأزمنة السياسية، بل هم اناس بسطاء شرفاء حملوا هموم الوطن والمواطنة مع ارواحهم، متعرضون لكل انواع الأبادة المنظمة، بالوقت الذي، هم اكثر الناس استحقاقا للتمثيل في الحكومة والبرلمان لكن ممثليهم ابعدوا من التمثيل في الحكومة الجديدة لان الفقر لاينتمي لطائفة اوقومية. فيادولة رئيس الوزراء هؤلاء هم حماة الوطن الحقيقين وليس ممثلي الطوائف والقوميات ومن يتجاوزهم في المستقبل لن يجد مقاعد برلمانية وحقائب وزارية مستقبلية. كذلك لم يخص د. الجعفري ببطاقة حب، الى طلبة العراق تلك الشريحة الأجتماعية التي هي عماد المستقبل . وهم اليوم ايضا لن يجدو من يدافع عنهم لا في الجمعية الوطنية ولا في الحكومة الجديدة. فبالأمس اعتدى على طلبة كلية الهندسة في البصرة، وفي نفس يوم قسم الحكومة، تم اغتيال احد طلاب كلية الصيدلة في بغداد من قبل قوى كانت قد هددت اي نشاط احتفالي بمناسبة تولي الحكومة الجديدة مهامها، ليعم الرعب بين جموع الطلبة وليضهروا هؤلاء، بقايا نفايات النظام السابق، انهم لازالوا لهم دور في الساحة العراقية. ان حكومة د. الجعفري اسقطت من بطاقته كل الأحزاب التي لم تمثل في الحكومة، لتوكد الطلاق التام مع اليسار العراقي بكل تلاوينه وحرمانهم من المشاركة في الحكومة تحت جنح الممحاصصة الطائفية والكل يعرف ان الذي قارع النظام مع الأحزاب الفائزة هم احزاب وطنية عراقية كالحزب الشيوعي وحركة الوفاق وكتلة المستقلين والملكية وغيرهم وليس عرب السنة الأقليات (مع كل الأحترام والتقدير لهم). فمن من المثير هو ان قوات الاحتلال عندما شرعت في تشكيل مجلس الحكم السابق، استندوا الى المحاصصة السياسية لفعالية دورالأحزاب الوطنية العراقية، بيما للاسف الشديد عندما ارادت الأحزاب العراقية الفائزة تشكيل الحكومة على اساس التوافق اعتمدت على الطائفية في المحاصصة الحكومية . وهو ان دل على شيئ فهو انعكاس طبيعي للحقد الفكري تجاه الأحزاب العلمانية لتضييق وجودهم في المشهد السياسي. ان هذه الرؤية لاتحمل تفائل بمستقبل العراق السياسي فلاتزال عقلية الهيمنة والموامرة ومعادات التنوع الفكري هي التي تسيطر على سلوك الكثير من احزاب السلطة. ان اللوحة السياسية باتت اكثر وضوح وعلى اليسار العراقي بكل تلاوينه توحيد صفوفة للمعركة الأنتخابية القادمة والتخلي عن سياسة حسن النية فأدوات المعركة السياسية تتطلب فهم واقع الخصم وطبيعة نهجه. مسك الختام كان من المفترض بلدولة رئيس الوزراء ان يمثل راي الدولة العراقية والشعب العراقي بكل تلاوينه في حكومتة المشكلة وليس تفضيل فئة على اخرى. هل يعقل ان يمثل ستة الى سبع وزراء من محافظتي كربلاء والنجف وتعدادهم السكاني مجتمعين لايتجاوز المليون وتحرم بعض من المحافضات من التمثيل الحكومة. اننا اما مشهد غاية في الخطورة هو ترسيخ الخطاب والسلوك الطائفي من قبل ممثلي الدولة بشرعية دستورية ونهج ديمقراطي . ان استمر هذا النهج سيسفر عن صراعات طائفية مدنية حادة داخل كل موسسات الدولة والمجتمع مما تهدد العملية الديمقراطية بكاملها. فنحن شبعنا واصابتنا التخمة من الخطاب السياسي المنمق والشفاف ماهو مطلوب هو عدالة دولة القانون.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |