الوحدة الوطنية ... والأرهاب السلفي والبعثي

المهندس صارم الفيلي

 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 

 في العراق الجديد يجري التأكيد دائما على مصطلح الوحدة الوطنية في وسائل  الأعلام والتصريحات والبرامج السياسية وبشكل مستمر مما يوحي بوجود شكوك حول  مدى تجذر مصداق هذا المصطلح في أرض الواقع العراقي الحالي . الكل ينادي لفظيا  بها , كمناداة الأنظمة العربية سابقا بالوحدة " وتصديق الكثيرين لها " بينما  كانت المؤامرات البينية على مستوى قيادات الدول تحاك على قدم وساق .
الوحدة الوطنية لاتتحقق بواسطة آاليات الفرض الحكومي , ولا ان تنصهر مكونات  الشعب في بوتقة اللامساواة سابقا والأرهاب حاليا , بل ان يقتنع الجميع ان العراق الجديد يقوم على مبدأ المواطنة وخط  شروعها المساواة في القيمة الأنسانية والفرص لكل الوان طيفه , والمشاركة الوجدانية بينها عند تعرض فئة من الفئات لمآسي  كالقتل على الهوية كالتي يتعرض له الشيعة وبشكل منهجي مخطط له لا أن نجد الآخر الطائفي لايرتقي حتى الى مستوى الأدانة اللفظية لتلك الأعمال الأجرامية , بل عمل بعضهم على انكارها أو القاء تبعتها على الأخرين كمحاولة منهم للتغطية على القتلة  الحقيقيين ومساعدتهم على افراغ مواقع الجرائم والأفلات من العقاب والتحضير لجرائم اخرى الغرض منها أدخال الرعب في قلوب الأكثرية المسالمة وبالتالي اليأس من امكانية تصديهم لمسؤولية قرارهم الذي جاهدوا في الوصول اليه عن طريق ادلائهم بأصواتهم في ذلك اليوم الأنتخابي العصيب .
ان استمرار التحالف البعثى السلفي في زرع الخوف والرعب في قلوب الأمنين وسيلة  تمت استدعائها من ماضيهم الأسود , و ما فيه من مشاهد قطع الرؤوس واستباحة المدن المقدسة المختزنة في ذاكر ة  الضحايا والجلادين معا , ومن ممارسات البعث والقومجية للأختيالات السياسية التي مهدت لتساطهم على الشعب المغلوب على  أمره .
أرتدى هؤلاء الثوب الطائفي بدعوى حماية مصالح السنة الذين تعرضوا" للتهميش"  والدفاع عن الوطن الذي استعمروه لعشرات السنين وأذاقوا غالبيته العظمى العذاب والحرمان والتشريد والتقتيل , واصبحوا  بفعل هذا الأرهاب رقما صعبا يذهب الكثيرون الى مساجد ضرارهم لغرض تقديم التنارلات من أجل تحييدهم , متجاوزين لمشاعر  الضحايا من الشيعة المقطعة أوصالهم والمنتهكة أعراضهم من قبل عصابات الموت السلفية والبعثية , ناهيك من تحول المتطرفين من هذه الأقلية الى توفير الغطاء الشرعي والسياسي والأعلامي للأرهاب بالتحرك  الخارجي ضمن حدودالتماثل المذهبى , المتخندق أبتداءا والمتأمر تاريخيا في نفس الأتجاه , لتوضيح ان ماجرى من تحول في العراق يقوض أركان هيمنتهم التاريخية  وحكمهم الجائر بأسم بأسم الشرعية الدينية المستندة الى تخريجات فقهية انتجت من  خلال نصوص موضوعة بأوامر أسلام السلطة , نصوص جعلت من القتل جهادا والتعذيب  شرعا والذبح تسلية , انهم يعتبرون الأسلام بلا دماء شيعية تراق على مذبح غرورهم  الأجوف وحقدهم المقيت , كجسد بلا روح , وشكل بلا مضمون .
ان امتداد فترة تسلطهم لعشرات بل مئات السنين اكسبتهم قناعات راسخة بانهم نواب  اللة على الأرض , انتجت هذه شعورا زائفا بالتفوق حتى عند غير " الأسلاميين " منهم , وهنا استعرض جمل من مقال لأحد القومجيين الطائفيين :
( العراق بدون السنة أو في غيابهم أوتهميشهم ليس عراقا ... هم ايضا قادوا  التحولات وحققوا الأنجازات فيها منذ عشرينيات القرن الماضي , في الوقت الذي كان الأخرون منهمكون أما في اثارة التمرد  والعصيان في أجزاء من العراق , أو مشغولون بالتجارة والأثراء والمشاكسة والعداء للوطن بحجة ان العمل في الدولة حرام , بل  ان أعدادا من الفئة ألأخيرة غيرت شهادات الولاء والجنسية ونسبتها الى دولة مجاورة للتهرب من الخدمة الوطنية العسكرية  والأبتعاد عن صياتة البلاد والدفاع عنها ...
... ولأان السنة العرب عمود البيت العراقي وسادة المشرق العربي فأن التآمر  عليهم لم يتوقف على الأطلاق )
نحن لسنا في معرض الرد على هذه السطور وانما اظهار مدى مشاكسة هذه الفئة لأدلة  السمع والبصر والوجدان وشواهد التاريخ القريب , وكيفية الباسهم النتائج لباس المقدمات , انها النظرة المشوشة  الى الواقع والتعامل معه بالمقلوب , انها عقدة المكابرة التي تمنعهم من التسليم بواقع العراق الجديد , عراق المواطنة والعدالة  , هذه الكلمات التي لا تجد لها أثرا في قاموس الأرهاب السلفي والبعثي .
في الوقت الذي كان البعض يتصور انتقالا سلميا للسلطة ونزولا منهم لنتائج  الأنتخابات وان الأرهاب سوف ينتهي ويقبل الجميع بنتائجها خصوصا عند اصرار  الأغلبية على اشراك جميع مكونات الشعب في العملية السباسية وخصوصا الذين قاطعوا  الأنتخابات وعملوا على افشالها بشتى الوسائل , نجد ان الأرهاب أخذ أبعادا نوعية  جديدة تتمثل بطقوس دماء قرابين الشيعة على مرأى ومسمع حشود من الحيوانات  البشرية تتمتع بهذا المشهد وتتقرب الى شياطين السلفية وتعيد احياء ذكريات "  انتصاراتهم " على الشيعة في أرض العراق , هذه الطائفة التي أدمنت على التضحية  بحقوقها من اجل ألآخر الذي لايرحم أبناءها , ثم تعود في كل مرة لتبكي حالها على  ضياع المال والولد والأرض .
نعم لم يتخلى الشيعة يوما عن ثوابتهم الوطنية وحبهم للبلد بمكوناته المختلفة  وتجسيدهم للمبادئ الأنسانية بكافة مضامينها بينما نجد وضعهم الأمني وسلامة أفرادهم وصل الى مالا يمكن السكوت علية , حيث  لايمكن الأبقاء على نفس السياسة السابقة في التعامل مع المجرمين والتحاور معهم . ان اخضاع مسألة الأرهاب الى  مساومات سياسيةمع القتلة وممثليهم لاتأتي بنتيجة سوى المزيد من القتل على الهوية وأستباحة الدماء والأعراض وتعتبر أجحافا  بحق ملايين المظلومين الذين جعلوا من الأنتخابات أصطفافا ضد الأرهاب والبعث  بنسخته القديمة والجديدة , لا ان تكون جسرا لعبور البعض وتحقيقا لمكاسب شخصية .
أنهم يريدون مكاسب مجانية غير محددة تمنح لهم من قبل الشيعة , الذي بدأ خطابهم  الحاضر يتجاوز الحالة السابقة "التي افرزتها طول فترة المظلومية وما فرضته عليهم من تقمص دور الضحية وعدم  الخروج منها رغم تبدل الظروف والتحدث بضمير جلاديها عارضة عليهم مكاسب مجانية على حساب مصلحة وأمن الذات النوعي " ليرتقي الى مستوى مطالب الجماهير منطلقا من الثقة بأمكانياتها وزخم اصرارها في احداث وتثبيت واقع  جديد يتناسب مع تضحياتها وحقوقها في عراقها التاريخي , وواعية بأن الوضع الأمني المتدهور لا يتحسن بالخطاب  السياسي المجامل المبني على تزويقات لفظية او أستعارات بلاغية لازمة لثقافة الأنشاء , ولا بنظريات سياسية فاشلة  ندفع ثمنا لها آلافا من الضحايا الأبرياء . وانما بقراءة مسؤولة وواعية وشجاعة للحدث السياسي والوقوف بحزم ضد المتجاوزين , وأخذ قرارات جريئة بتقديم المحرضين على الجريمة للعدالة , الخطباء والكتاب الذين يهيجون الدم  الطائفي والشوفيني في قلوب المخاطبين أن الأغلبية المضطهدة تاريخيا ترفض الظلم وحذف الآخر المخالف في الفكر والرؤية , مبدأهم التسامح وخلق مساحات مشتركة للحوار مع من يأخذ بلغته , لامع من أشعل هذا الحريق الملتهب, ويبحث عن ملك مفقود بين أشلاء الضحايا .



 
 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com