ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM
لا يختلف اثنان من شرفاء العراق من أي فئة انتميا بأن
البعث طاعون أصاب جسد المجتمع العراقي منذ العام
1968. ولا يتباين فكران في قبول حقيقة أن حزب البعث
حزب متآمر، تآمر على العراق حكومة وشعبا حيث قدم الحزب
مصالح مرتزقته على مصالح فئات الشعب والذي بذل الغالي
والنفيس من خلال مشاركته مرغما في المعارك الهوجاء
لهذا الحزب العفن ضد خصومه داخليا وخارجيا..
إن حزب البعث الذي قامت مملكته على جماجم العراقيين
الشرفاء طيلة العقود الماضية كان دوما بمثابة أداة
إجرامية بيد عصابة منحرفة من قوادي مناطق سيئة الصيت
في بغداد وقرية العوجة للوثوب على السلطة والهيمنة على
رقاب الناس وذلك في غفلة من الزمن.. فهؤلاء البعثيين
الأشقياء قاموا في عام 1968 المشؤوم بانقلاب عسكري
دموي بالتنسيق الكامل والشامل مع المخابرات المركزية
الأمريكية سيطروا خلالها على الحكم في العراق فحكموا
الشعب بيد من نار وحديد. وفي عام 1970 بدأ البعثيون
تصفيات دموية لرفاق الأمس في الحزب الخائن فاغتالوا
حردان التكريتي رمياً بالرصاص في الكويت وكان من كبار
المسؤولين في حزب البعث آنذاك ولم تشفع له عضويته في
الحزب ولا صلة القربى من رأس الهرم الديكتاتوري. وفي
عام 1971 اغتيل أيضا فؤاد الركابي وكان من قادة حزب
البعث ومن الرفاق الموثقين. بعدها أي في عام 1973 اعدم
ناظم كزار مع خمسة وثلاثين بعثيا آخر على أيدي عصابات
الغدر والخيانة في حزب البعث العربي الذي يحلو لمؤسسه
أن يسميه بالاشتراكي بقيادة الغادر صدام حسين!!.
وفي عام 1974 أطلق حزب البعث المجرم شرارة حرب الشمال
مع الأكراد، والتي انتهت إلى أن يوقع رأس النظام
البعثي الحاكم اتفاقية الجزائر عام 1975 حيث وافق
النظام العفلقي على تقسيم شط العرب بينه وبين إيران
راضخا لنظام الشاه الأمريكي حتى النخاع.
واستمرارا لجرائم حزب البعث ضد الشعب العراقي المضطهد
ارتكب حزب البعث في عام 1974 جريمة اعدم الكوكبة
الأولى من شهداء الحركة الإسلامية في العراق عارف
البصري وأصحابه النجباء. ثم توالت الحملات الدموية ضد
أبناء الحركة الإسلامية والوطنيين الأحرار من الأحزاب
السياسية التي قارعت نظام حزب البعث المجرم. وفي عام
1979 اقدم حزب البعث وعلى رأسه الطاغية صدام بإعدام
مجموعة من قيادة الحزب وارتكاب تصفية جماعية في
القيادة من بينهم محمد محجوب ومحمد عياش وعدنان حسين
وعدنان الحمداني.
وفي عام 1980 بادر نظام البعث الأرعن بارتكاب جريمة
نكراء هزت الضمير الإسلامي والعالمي حيث أعدم المفكر
الإسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت
الهدى. هذه الجريمة التي أبهرت العالم وبينت للشعب
العراقي مدى همجية أولاد اللقطاء من البعثيين الذين
يحكمون العراق.
وفي عام 1980 شن النظام البعثي الغادر حملة كبيرة
لتهجير وتسفير وطرد ما يقارب 500 ألف عراقي إلى إيران
في ظروف كانت أشبه بظروف جرائم التطهير العرقي
والإبادة، فقد سجن واحتجز عشرات الآلاف من أبناء هؤلاء
العراقيين فيما قام بإرعاب وتهجير مئات الآلاف من
أسرهم إلى إيران بشكل وحشي. بعدها شن حزب البعث بقيادة
صدام حسين في أيلول عام 1980 الحرب على إيران بأوامر
أمريكية وكانت إيران للتو قد خرجت من ثورة شعبية أطاحت
بديكتاتور أمريكي على شاكلة رئيس نظام حزب البعث في
العراق.
وإمعانا في خدمة المخططات الأمريكية وأوامر البيت
الأبيض من قبل نظام البعث الهمجي في بغداد وصل مبعوث
الحكومة الأمريكية (دونالد رامسفيلد) وزير الدفاع
حالياً، في مهمة خاصة الى بغداد عام 1982 – 1984 ليعلن
مساندة الولايات المتحدة الأمريكية العلنية والصريحة
للنظام العفلقي في العراق في مواجهة حربه ضد إيران.
وفي 15 ديسمبر عام 1986، كشفت صحيفة الواشنطن بوست ان
السي. آي.ايه هي التي ساعدت وأعانت نظام صدام البعثي
على تصنيع غاز الخردل، والأسلحة الكيماوية لاستخدامها
في الحرب ضد إيران وكانت هذه رسالة قوية موجهة إلى
الإيرانيين أن يوقفوا الحرب مع صدام وإلا استخدم صدام
الأسلحة الكيماوية ضدهم وبغطاء أمريكي. وفي عام 1986
ارتكب نظام البعث الصدامي جريمة نكراء أضافها إلى سجله
القذر وشن عمليات الأنفال ضد المدنيين الأكراد حيث قتل
فيها ما يقارب (180) ألف في المناطق الكردية. وفي عام
1988، قصف الرجل الثاني في حزب البعث العاهر علي
الكيمياوي بأوامر من اللقيط صدام مدينة حلبجة بغاز
الخردل، وبالأسلحة الكيماوية، وقتل ما يقارب خمسة آلاف
من المدنيين الأبرياء.
واستمرار لتاريخ حزب البعث الأسود اغتال النظام في عام
1988 مجموعة من المعارضين السياسيين له في مختلف
العواصم العالمية والعربية وكان على رأسهم السيد مهدي
الحكيم في الخرطوم أحد قادة التحرك الإسلامي في
العراق.
وفي 2 (آب) 1990 أمر أمين سر القيادتين القطرية
والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي صدام حسين!!!
بغزو البلد العربي الكويت واحتلاله بالكامل ونهب
ثرواته وقتل شعبه وتدمير ممتلكاته. ولم يتورع حزب
البعث من تكرار جرائمه بل أوغل فيها مما حدا
بالأمريكان أن يشنوا هجوما كاسحا على جيش صدام وحزب
البعث في عام 1991، سميت بعملية عاصفة الصحراء حيث
أنهكت النظام وأشعلت شرارة انتفاضة شعبان المجيدة ضد
كل ما ارتبط بحزب البعث ونظام التكارتة الأنجاس في 14
محافظة من محافظات العراق الأشم. ورضخ الملعون صدام
وحزب البعث مرة أخرى لأوامر أسياده وحلفاءه الأمريكان
بالانكفاء وأعطت أمريكا الضوء الأخضر له بقمع
الانتفاضة حيث استخدم كافة أسلحته لإبادة الشعب
العراقي الذي وقع بين المطرقة الأمريكية والسندان
النظام البعثي الجائر.
وفي عام 1999 اغتال النظام العفلقي المارق الشهيد آية
الله السيد محمد صادق الصدر مع اثنين من أبناءه لدى
عودته من مسجد الكوفة الى بيته في مدينة النجف الأشرف
وقد تلطخت أيدي النظام البعثي مرة أخرى بدماء علماء
العراق الزكية. واستمر القمع البعثي الصدامي للشعب
بأبشع صورها الدموية حتى سقط نظام الطاغية وحزبه
القميء في يوم 9 نيسان 2003 المجيد حيث فر قائد الأمة
العربية البعثي إلى جحر يتبول فيه ويتغوط ولا يخرج منه
خشية الظهور لأسياده الأمريكان وهرب معه جميع قيادات
حزب البعث العربي الاشتراكي!!! من وزراء وقادة وأمراء
من ساحة المواجهة والمعركة، وهو فرار مخز من ساحة حرب
طالما زج فيه المجرم صدام خيرة أبناء العراق ليكونوا
وقودا لمغامراته الرعناء وهو هروب ملطخ بالعار أمام
العدو حيث كان البعثيون الجبناء يعدمون الآلاف الذين
اتهموا بالفرار من محرقة قادسية صدام المشؤومة.
هذه كانت محطات مظلمة سوداء دموية في تاريخ حزب البعث
الذي استولى على العراق وثرواته كمال سائب منذ عقود
ولم يزل يمارس هذا الحزب أبشع الجرائم ضد الشعب
العراقي منذ أن هرب البعثيون بقيادة جرذ العوجة إلى
جحر في أنفاق الأرض.. إن الجبناء يسعون اليوم من أجل
العودة إلى سدة الحكم وما نراه اليوم من جرائم
البعثيين الأنجاس في الشارع العراقي ومحاولات أيتامهم
وفلولهم الذين ارتدوا لباس الوطنية والدين كالبعثي
الكريه مشعان الجبوري والرفيق مثنى حارث الضاري ما هي
إلا إيذان بعودة الغَدَرَة المكرة إلى الساحة
السياسية.. فهل سيظل أبناء الشعب العراقي الغيارى
مكتوفي الأيدي أمام محاولات هؤلاء الشرذمة للعودة للعب
مسرحية الضحية والجلاد وقد كنا انتهينا توا منها ومنذ
عامين ونيف؟؟؟