|
مستقبل الخليج الديمقراطي رهن بثورة بنفسجية لنساء الكويت
د.هادي المالكي 2005-05-07
ليست الحقوق السياسية لنساء الكويت، ومن بعدهن نساء الخليج، رهن بموافقة البرلمان الكويتي الذي سيطرت عليه الوهابية المتخلفة التي تريد أن تطبق عين الأوضاع السياسية والاجتماعية التي كانت موجودة قبل ألف وأربعمائة سنة على الأوضاع السياسية والاجتماعية الموجودة بعد ألف وأربعمائة سنة ؛ فهذه استحالة منطقية وعملية ، وهنا يكمن مأزق الوهابية والحركات الأصولية بأجمعها. فهذه الحركات الأصولية هي حركات رجعية بالضرورة وبحكم طبيعتها. فيا نساء الكويت الحرات لقد سيطرت الوهابية المتخلفة على برلمانكن بعد أن اشترت أصوات الناخبين بأموال البترودولار وبعد أن تغاضت حكومتكن المريضة عن هذه الوهابية المتخلفة ربما كنوع من رد الجميل للسعودية التي آوت الحكومة الكويتية يوم لجأت إليها بعد الغزو الصدامي المشئوم. ها قد رأيتن بأعينكن ما فعله البرلمان المسيطر عليه وهابيا تخلفيا بحقوقكن، لم يرفض حقوقكن السياسية الطبيعية والأساسية والتي تستحققنها بحكم إنسانيتكن ووجودكن كبشر نساء، لم يرفضها البرلمان الوهابي وحسب، بل ضرب بها عرض الجدار ومزقها ومزق آمالكن وطموحاتكن المشروعة أيما ممزق. فماذا أنتن فاعلات وها هو برلمانكن تسيطر عليه الوهابية الرجعية التي لا أمل معها في الحصول على حقوقكن التي تستحققنها بالفطرة ؟ وماذا أنتن فاعلات وها هي حكومتكن مريضة كالرجل العثماني المريض ؟ فأميركن يحتضر وولي عهده غائب لن يعود ورئيس الوزراء يلوك الكلمة لوكا برغم كل العلميات الجراحية والتجميلية. فماذا أنتن فاعلات وحال برلمانكن هذا وحال حكومتكن هذا مريضة لا تقوى على مواجهة الوهابية ومضطرة على مجاملتها ومسايرتها في غيها ؟ لا أمل لكن في الانتظار ولن يقر هكذا برلمان حقوقكن ولو حتى بعد العديد من المداولات والجلسات والقراءات وعراكات البرلمانات.ولا أمل لكن في حكومة مريضة ضعيفة لا تقوى على صد الوهابية الجامحة بتخلفها ولجمها من عقالها.لا أمل لكن إلا بثورة سلمية بنفسجية،نعم لا أمل لكن إلا بثورة سلمية بنفسجية. فاخرجن يا نساء الكويت الحرات، اخرجن بحقوقكن السياسية مطالبات، لأصابعكن بحناء البنفسج مخضبات، بحناء الانتخابات ملونات، عجبا والله كل العجب، أخواتكن العراقيات لهن اليوم أعلى نسبة تمثيل في البرلمانات وأكثر من سبع وزيرات، وانتن إلى اليوم من حق التصويت محرومات، فيا أسفي وحسرتي ولهفي عليكن وأنتن إلى هذه الدرجة مظلومات. اخرجن ولتحل لعنتكن على المتخلفين والرجعيين والجبناء. اخرجن معتصمات متظاهرات مسالمات بحقوقكن مطالبات، اخرجن لهذا البرلمان المتخلف رافضات لحله داعيات، اخرجن مطالبات بعزل هذه الحكومة الضعيفة، اخرجن مطالبات بالمجيء بأمير وولي عهد ورئيس وزراء جدد أقوياء أصحاء شباب أحرار شجعان من الأسرة الحاكمة نفسها. وليست هذه المطالب عليكن كثيرات ، فليس الرجال والنساء اللبنانيون بأشجع منكن يوم طالبوا معا بخروج القوات السورية واستقالة الحكومة وعزل رؤساء الأجهزة الأمنية، ومنﱠ الله عليهم بالنصر والظفر فتحقق لهم جميع ما أرادوا بصبرهم وإصرارهم ومؤازرة القوى الكبرى والمجتمع الدولي لهم. اخرجن، فداكن أمي وأبي، اخرجن بثورة بنفسجية برتقالية مسالمات معتصمات للبرلمان مقتحمات.اخرجن وادخلن البرلمان واحشرن أصابعكن البنفسجيات في عيون الوهابيين المتخلفين الرجعيين وللحاهم القملية ناتفات. اخرجن وادخلن البرلمان لتعيدوا الوهابيين إلى الألف وأربعمائة سنة الماضية التي يريدوا أن يعيدوكن إليها. اخرجن متعزيات بأخواتكن في الإنسانية الاوكرانيات اللواتي خرجن في البرد وباتنﱠ تحت الصقيع غير آبهات.لقد هبت رياح الحرية من بغداد واستقبلتها لبنان غربا والاحواز شرقا وعليكن أنتن اليوم أن تستقبلنها جنوبا. اخرجن كأخواتكن العراقيات خرجن لتهديد الإرهاب متحديات. اخرجن لا تخافن ولا تخشن شيئا، مما انتن خائفات ؟ ولستن انتن ولا أراكن خائفات. اخرجن فما على النساء من حرج إن تظاهرن أو كن معتصمات، فلا حبس عليكن ولا تعذيب ولا اعتقالات، وليس من أعرافنا ضرب أو إهانة النساء. اخرجن مسالمات لأناملكن بحناء البنفسج مخضبات، بثورة برتقالية للبرلمان ذاهبات، اخرجن مسالمات فستعدن بإذن الله سالمات غانمات. لا تثريب اليوم على رجالكم فهم اليوم معذورون، إن هم خرجوا فسيعتقلون وفي السجون يزجون. فاليوم هو يومكن والدور اليوم هو دوركن.ورايات الحرية بنواصيكن اليوم معقودات. لا يتمنى الرجل أن يكون امرأة أبدا، ولكني اليوم أتمنى أن أكون معكن لأكون في صفوفكن الأولى أو اشترك معكن فأفوز فوزا عظيما. اخرجن، فداكن أمي وأبي، اخرجن بوسائل الاتصال الحديثة مستعينات، نسقنﱠ من خلالها اجتماعاتكن ومظاهراتكن واعتصاماتكن السلميات. اخرجن اليوم فستكونن منارا لحرية شعوب الخليج بأجمعه غدا، فاخرجن حاملات مشاعل الحرية للخليج. اخرجن أنتن اليوم وصدقنني ستلحق بكم غدا الإماراتيات والقطريات والعمانيات وستشدن بكن أزرهن البحرانيات،وستلحق بكن حتى السعوديات، ولو بعد حين، فهن مسكينات كانت القيود والأصار أشد عليهن وهن أكثركن مظلومات، فهن حتى من قيادة السيارة ممنوعات. فاخرجن، اخرجن، فداكن أمي وأبي، والقوى الكبرى والمجتمع الدولي لخروجكن متطلعون وداعمون.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |