|
التمثيل السني .... وخلق المطففين المهندس صارم الفيلي sarimrs@hotmail.com
لم
يبادر السنة العرب بأنشاء أي حزب سياسى او تجمع خارج
اطار البعث قبل سقوط جرذ العوجة حيث كانت امتيازاتهم
غير المتكافئة مع الأخرين تضمن لهم مصالحا ,
فكانت الدولة دولتهم بحيث لم تكن عقود الظلم الثلاث
كافية في ايقاظ شعور
المشاركة الوجدانية مع أقرانهم في الوطن من الشيعة
والكورد وهم يتعرضون لجرائم الأبادة الجماعية والتهجير
القسري , بل كان بعضهم ينكر حتى وجودها عن سوء
قصد او جهل, أما الأخرون فوقفوا موقف المتفرج منها أن
لم يكونوا هم أو ذويهم
أدوات البطش والتنكيل الصدامية بحق الأغلبية المسحوقة
, الأمر كله لايعنيهم ما دامت السلطة
باقية في يد المتماثل المذهبي والمناطقي ,حتى
عندما طالت مخالب السلطة بعض السنة
فقد كانت تأخذ أفرادا منهم دون كان بعض السنة يعتبر العراق اٌقطاعا طائفيا لهم بالولادة والوراثة وافرادهم يتحركون فيه في بنسق واحد من التفكير السياسي واللهجة المحلية والتماثل التضاريسي وما ينتج عنه من صفات فكرية وانفعالية متقاربة , متمتعين بشعور زائف بالتفوق على الآخرين أملته ظروف الهيمنة والقمع التي مارسوه تجاههم . سقط هبلهم تحت وطأة مظالمهم غير المتناهية عندها اطلوا برؤوسهم من داخل شرنقتهم الطائفية الشوفينية ليجدوا حولهم عالما مختلفا تماما لايمت لعالمهم بصلة " هو عراق جديد تتمتع كل مكوناته بنفس الحقوق على خلفية المساوات في القيمة الأنسانية " فبدلا ان يتخذوا قرارا تاريخيا وانسانيا أ وعلى الأقل سياسيا حاسما بالقبول بالمعادلة الجديدة العادلة وان يتنفسوا نسائم هواء التعددية والمشاركة مع بقية الطيف في بناء الوطن , ويكتفوا بعقود غابره من التحكم والتسلط واعتبار اغلبية الشعب مواطنين من الدرجة الثانية تحل مصادرة حقوقهم , بدلا عن ذلك بحثوا عن اشخاص يستأنفوا بهم الدور الصدامي ليجدوا ضالتهم بالشاذ الأردني الزرقاوي وصداميين لبسوا جبة رجال الدين وليفتحوا بيوتهم ومدنهم الى المجرمين من بعض دول الجوار الطائفي المتماثل ليحتموا بهم ويزوجوهم بناتهم لينشروا بعد ذلك سيارات الموت المفخخة في مدن الشيعة وفي اوساط حشودهم البشرية ثم يتمتعوا بمشاهد اشلاء الجثث المتناثرة وسط برك من الدماء لتنتج صورا تفوق ببشاعتها جميع مشاهد الخيالات السادية المريضة وتعجز حتى اللغة عن التعبير الكامل والصادق امام تلك المشاهد الهمجية التي تجعل القلب الأنساني ينكمش ألما وصدمة وذهولا ودهشة من انحطاط ووحشية بعض المحسوبين على الأسلام بل على جنس البشر الذين انحدروا الى ماتحت مستوى حيوانات الغابة ليعتبروا القتل حلالا والذبح تسلية والخطف تجارة . السؤال المهم هو هل يستطيع الشيعة ان ينتظروا من هؤلاء مشاركة جدية في بناء الوطن والعمل على بناء مجتمع العدل وحقوق الأنسان والخالي من الجريمة الطائفية والعنصرية , مع الأخذ في الحسبان تاريخ الفكر وممارساته لهؤلاء المنتمين لهذه المدرسة وأقصد بها مدرسة قطع الرؤوس التي ابتدأت من الستة الذين أختيروا لأنتخاب خليفة بشرط ان تقطع رؤوس المعترضين الذين لم يحصلوا على اغلبية أو لم يكونوا في صف شخص محدد من الستة حتى لو كانت الضحية رأس الأمام علي (ع) ؟ . هل ننتظر من الذي اطلق على مقره اسم ابن تيمية الذي يفصح دائما عن كرهه لمذهب أهل البيت ليؤسس لأقصائهم بقوله ( ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء الى ترك بعض المستحبات اذا صارت شعارا لهم " أي الشيعة " فأنه وان لم يكن الترك واجبا لذلك لكن في اظهار ذلك مشابهة لهم , فلا يميز السني من الرافضي , ومصلحة التمييز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم اعظم من مصلحة هذا المستحب ) هل ننتظر منه قبولا للأخر المختلف في الفكر والتوجه على قاعدة الديمقراطية والأنفتاح ؟ هذه البنى الشعورية والاشعورية التي صنعتها قرون من اسلام السلطة وعقود من ممارسة الشمولية والأقصاء المستندة الى اسلام دموي بني على نصوص انتجت الكراهية , وعروبة طائفية وشوفينية واستغراق عميق في ذهنية المؤامرة والأنغلاق واعتماد معايير مشوهة للقيم والتخلق بأخلاق المطففين الذين يكيلون بأكثر من معيار ليصوروا موقف الشيعة بالمطواطئ زورا وبهتانا في حين يغضوا الطرف عن انبطاحية رموزهم السياسية والدينية في الحاضر والماضي , هل يمكن الأمان من أدمغة تلوثت بالولاء لصدام والزرقاوي وعدم التبرئ من يزيد وكل قتلة وسفاحي المسلمين ؟ انهم لم يخرجوا من سجون صدام النفسية والعقلية وبقي القياس على المشوه هو الحاكم والموجه لهم في الفكر والسلوك. فلم يكن الدكتاتور فردا فحسب وانما عقلية ومجموعة قيم دونية مشوهة للحياة , ما زال يتناسل مع القوم حتى في احلامهم فتصبح حركاتهم هي عين حركاته وتفكيرهم هو اعادة صياغة لتفكيره المريض . ان هذا المرض لم يأخذ مأخذه من المتطرفين السلفيين بل شمل ايضا بعض " العلمانيين منهم " بترديدهم مقولة حمقاء بتوزيع صدام الظلم على كل مكونات الشعب متجاوزا الأدلة المادية المتمثلة بمقابر الشيعة والكورد الجماعية التي تخلوا من أثار الأخرين الا مايتعلق بحمل جثث المقتولين وحفر مقابرهم الجماعية . بدلا من أن يعتذروا لذوي الضحايا نجدهم يضعون شروطا وقحة لأيقاف ذبج العراقيين كنزول الأئتلاف عن مبدء اساسي في قانون ادارة الدولة والمتمثل بأجتثاث الفكر الممهد للجريمة المتمثل بالبعث الفاشي , وشرط المصالحة الوطنية التي تعني في مفهومهم الصدامي , مصالحة الضحية مع الجلاد والمذبوح مع السكين , ان يعتذر اصحاب المقابر الجماعية والمهجرون عن المتاعب التي سببوها للجلادين وهم يلاحقون الضحايا ويفرغون منازل الآمنين لنهبها ثم قذف المسنين والنساء والأطفال في حقول الألغام وان يتعهدوا بعدم تكرار هذه الأحاديث وكشف اللوائح السوداء غير المتناهية لعقود بل قرون حكمهم الطائفي الشوفيني القذر .
مقولة باطلة أخرى تتردد على ألسنة السفهاء وهي ان كل
مكونات الشعب كانت متمثلة في
حكومة الطاغية صدام
وبالتالي الكل مسؤولون بنفس المقدار عن " جرائم محتملة
!! " ويعطون أمثلة لجحوش بدرجة
وزراء من الكورد والشيعة ,
متناسين انهم لم يكونوا يمثلون الا أنفسهم الوضيعة
التي تبالغ في اظهار
الولاء والطاعة لهبل وتجعل
من نفسها سوطا لجلاديه وعيونا تتربص بشرفاء قومهم
وطائفتهم كي يتجنبوا تهم بالمقابل ان التخلق بخلق المطففين والوزن بميزانين والكيل بمكيالين ظهر بشكل واضح بأصرارهم على ان يكون تمثيل السنة العرب محصورا بمؤتمرهم وان يقدموا من كانت له مشاركة واضحة في قمع الأنتفاضة الشعبانية ومجازر الأنفال لشغل مناصب وزارية مهمة كالدفاع, كون هؤلاء ممثليهم الحقيقيين , وكأن الصدامية ببطشها وتقتيلها واجرامها مرادفة للسنية متجاوزين ومصادرين لجزء مهم من السنة العرب المسالمين من المتشربين لحضارة المدينة وثقافتها , " ثقافة التعايش في ظل الأختلاف " بعيدا عن الصحراء حيث لا مكان لقيم السلم والتعايش وتقبل الآخر في بيئة يحتقر اهلها كل ما يرتبط للمدنية والحضارة بصلة عندها يكون المختلف بالنسبة اليهم مادة للغزو والقتل والأرهاب والأذلال ليشكل التخوين والتكفير بنى أساسية في الشعور والاشعور عندهم هذا جعلهم منفتحين لشوفينية البعث وديموغاجية التطرف مما يفسر مشاكسة هذه الفئة لأدلة السمع والبصر والوجدان وشواهد لتاريخ القريب , وكيفية الباسهم الباطل لباس الحق , " والعهر الجهادي " لباس " مقاومة شريفة إإ " انها النظرة المشوشة الى الواقع والتعامل معه بالمقلوب , وعقدة لمكابرة التي تمنعهم من التسليم بواقع العراق الجديد , عراق المواطنة والعدالة , هذه الكلمات التي لا تجد لها أثرا في قاموس السلفية المجرمة . ان أمام الحكومة المنتخبة مسؤوليات جسيمة بينها , أظهار الحزم أمام هذه العقلية , حيث ان الأنعطافات الكبيرة على المستوى السياسي والتاريخي تتطلب ذلك , فلم نعلم من تاريخ الشعوب تحولا دون تضحية , وعلى كل الشرفاء تقديم المساعدة في هذا الأتجاه , وان يتخيل الجميع حجم الخسائر البشرية وكمية الدماء التي كانت تراق لو لم يأتي التحول بواسطة القوة االعظمى في العالم , وفي المقابل كم من الدماء الشريفة كانت ستحفظ لو تصدى المسؤولون بقوة لبقايا البعث والسلفية التكفيرية منذ سقوط صنم النظام ولم يظهروا موقفا مهادنا تارة , وتآمريا تارة أخرى كموقف حكومة علاوي في ارجاعه للمجرمين ومحاولته اعادة تأهيل البعث من جديد . ان الأمراض الخطيرة كمرض البعث لاتعالج بالمسكنات المتمثلة بتوافقات وقتية , لاترتقي لمستوى خطرها من جهة , ولا تتناسب مع تضحيات افراد الأحزاب والتنظيمات المتصدية الأن للعملية السياسية , ولا مع شجاعة قادتها الأحياء منهم والشهداء وتاريخهم الشخصي والعائلي , ولا تلبي طموحات الملايين الذين توكلوا على اللة ووضعوا ثقتهم في محلها الصحيح , ليظهروا لقادتهم عزما لا يلين واصرارا غير محدود في الأصطفاف معهم وحولهم ليتجاوز الجميع محنة الحاضر ويصححوا معادلات الماضي القريب والبعيد الظالمة . ان الشعب العراقي يعيش في الوقت الحاضر حربا ضد الأرهاب بوجهه البعثي والسلفي , وان مقدار التنازلات التي يقدمها كل طرف تتناسب عكسيا مع مدى ايمانه بقضيتة واصراره على تحقيق اهدافها , تلك الأهداف التي لايمكن ان تنخفض عن سقف اعتذار البعث للعراقيين على كل جرائم عهدهم الدموي , ولا يأتي هذا الا اذا واجهوا خوفا ولو بسيطا من المقابل وتاريخهم القريب شاهد على ذلك كما حدث لهم في الستينيات من القرن الماضي وكذلك تسليمهم المهين لكل شئ وهروبهم وتواريهم عن الأنظار لحظة سقوط هبلهم , ثم أستأسادهم بعدها عند شعورهم بالأمان من الملاحقة والعقوبة .
ان
موقفا حازما كهذا يعتبر الوسيلة الوحيدة للأبحار
بسفينة الوطن بسلام لترسوا بعدها
عند شواطئ والمحبة والحرية
منقذة شعب العراق بما فيهم احبائنا واصدقاءنا من السنة
العرب المسالمين الذين غيبوا
وخطفت اصواتهم ومواقفهم النبيلة
في اجواء العنف والجريمة البعثية والسلفية .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |