|
بإختصار: المسامير يجب ان تدق في نعش التفكير الاناني
كاظم جواد السماوي
لقد قرأت اكثر من مقال لكتاب على صفحات الانترنيت تنتقد طريقة تشكيل حكومة الجعفري. انا اعني هنا الكتاب الذين هم محسوبين على صف المؤيدين ( ربما ظاهريا) للعملية الديمقراطية والمشاركين فيها. اذ ان الجبهة الاخرى لا تعنيني هنا ليس لتجاهل وجودها او استبعاد مقدار تأثيرها على الحركة السياسية الانية واللاحقة, ولكن لوضوح رأيها واهدافها مقدما, سواء كانت حكومة يشكلها الجعفري او الشافعي, لهذا فموضوعها اخر غريب عن مقالتي هذه. اذن دعوني يا سادتي اتكلم عن الذين كتبوا مرات ومرات عن نفس الموضوع وبنفس النفس من مدعي اقامة الديمقراطية في العراق وحكم الشعب. وسؤالي.. وطبعا ليس باستغراب او بجهل ( والعياذة بالله من ادعاء معرفة الغيب وما في ضمائر الناس), ولكن ليقولوا هم , لماذا مثل هذا الالحاح؟ هل ان هناك منهجا فكريا وسياسيا خلف مثل هذه الطروحات المتشنجة في الغالب والخجولة احيانا... نعم حسب ظني هناك دوافع انانية بحتة وراء مثل هذه الانتقادات المشبعة بالتشكيك بضعف وطنية غيرهم ممن شاركوا في الوزارة والقوى التي يمثلونها, بل وشمل هذا التشكيك القوى التي تقترب منهم سياسية, اذا لم اقل التي تمثلهم في العملية السياسية, حيث صوتت هذه القوى داخل المجلس الى صالح تأييد الحكومة في تشكيلتها. وهذا يتطلب من الكتبة على لسانهم ان يتركوا هذا التشكيك بالتمثيل الوطني والصراخ بالكلمات المسمومة باتهام المتصدين للنشاط التنفيذي بكونهم صنعوا حكومة ( طائفية الجوهر قومية المظهر ) وان هذه الحكومة تجاهلت مكونات هامة( لم تثبت اهميتها على ارض الواقع رغم مشاركتها في الانتخابات) . ليست هكذا تعطى شهادات الوطنية ياسادة انا بالطبع كتبت مرة عن اهمية ان تنفرد القوة الفائزة بعد فرز النتائج الانتخابية بتشكيل الحكومة, وحسب ظروف القانون الذي يحكم المرحلة. وكما هو معلوم ان قبول الحكومة يتطلب نسبة كبيرة حسب قانون ادارة الدولة المؤقت. وحتى نستطيع ان نجد منافسة حقيقة بين القوى السياسية في البلاد لدى الحكم والمعارضة, مما يوفر فرص افضل للناس للاستفادة من هذه المنافسة ايجابيا في الاداء والنقد . ومن ثم وضع الناس في الاماكن الاكثر ملائمة في المراحل القادمة. فالعملية غير محدودة بزمان الشهور القليلة, انما العملية مستمرة ونامية ومتطورة خاصة بعد وضع الدستور الذي يتطلب تحديد صيغ اكثر وضوحا في ضمان عدم تكرار ووجود المطبات في وجه تشكيل حكومة على اسس ديمقراطية وبعيدا عن ترجي هذا الطرف او ذاك ولان الوضع كما هوالان, صار لزاما ان يتقبله المرئ على مضض. ياتي السؤال لذوي النزعة الانانية والمنفردون بمنح شهادات الوطنية بسبب الخبرات التاريخية كيف ستشكلون انتم الحكومة في ظل هذه الاوضاع السياسية وما افرزتها نتائج الانتخابات في ظل قانون الادارة المؤقتة؟ ولا تنسوا ان تتجنبوا القوى الطائفية الموجودة في المجلس الوطني لانها ( اسوء عقيدة سياسية ) كما هو رأي أغلبكم؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |