هل سيبادر تيار السيد مقتدى الصدر باجتياح أوكار التكفيريين؟؟

احمد الخفاف

ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM

 

حملت لنا أخبار العراق الجريح اليوم صورا همجية سوداء من الهجمة البربرية الشرسة التي يشنها أسوء خلق الله منذ بزوغ البشرية ضد الشعب العراقي عموما وأبناء الشيعة خصوصا.. فقد حصد السلفيون التكفيريون الهمج اليوم العشرات من الشهداء والجرحى من خلال تفجير أبدانهم النتنة في أشرف خلق الله على ظهر البسيطة.. فهاهم رهط قوم عاد وثمود المجرمين يبطشون بأتباع الأنبياء والمصلحين.. وسيبطش الله بالظالمين بطشته الكبرى ولكن بعد حين.. وصدق من قال.. إن بطش ربك لشديد.. إن الله يمهل ويهمل.

ومن بين أخبار التفجيرات والتقتيل المؤلمة والتي تدمي القلوب وترمي العقول في وادي الذهول وتقذف النفس في قعر بئر الإحباط واليأس خبر نقله للعالم الزميل الأستاذ باسم السعيدي والذي يعكس قلمه بحق نبض الشارع العراقي حيث تزيح كتاباته من داخل العراق الكثير من الإبهام عن حقائق الأمور لمن هو ليس بالداخل.. أقول أن أخبار مدينة الصدر وما ألقيت فيها من كلمات وسجلت من مواقف مشرفة لمتحدثين من تيار السيد مقتدى الصدر حملت لنا اليوم بصيص أمل لتصحيح صورة مبهمة لهذا التيار والذي طالما عانينا منها على مر العامين الماضيين..

 أخبار مدينة الصدر تقول أن السيد فتاح الشيخ أحد أقطاب تيار مقتدى الصدر تحدث اليوم في مجلس الفاتحة الذي أقيم في مدينة الصدر على روح أحد المغدورين في اللطيفية على يد مجرمين متعاونين مع هيئة الضاري والذي يعتبره مع الأسف تيار مقتدى الصدر بأنه تيار وطني غير طائفي!!، المهم تحدث فتاح الشيخ عن جريمة قتل وذبح ثلة من أبناء مدينة الصدر، موضحا بما لا يدع مجالاً للشك بأن الشعب العراقي يلفظ الإرهاب، وهدد السيد فتاح الشيخ بأن الحكومة الجديدة في حال تنصلت عن واجباتها في فرض الأمن واجتثاث الإرهاب فسيكون للتحرك الشعبي دوره الذي سيجتاح المناطق الموبوءة تلك، وحذر فتاح أن الجماهير ستتحرك لتتخلص من الإرهاب بنفسها وتطرده خارج العراق إلى غير رجعة. وذكرت أخبار مدينة الصدر أن الشيخ الدراجي كذلك تحدث في مؤتمر نظمته مكاتب السيد الشهيد في بغداد حمل عنوان تخليص العراق من الإرهاب والإرهابيين.

 إن التوجه الجديد لتيار السيد مقتدى الصدر حول عزمه على مواجهه التكفيريين الذين لم يحفظوا لا إلا ولا ذمة ولا عهدا معهم وإن كان قد تم عبر الواسطة، لهو كفيل بتصحيح مجريات بعض المواقف التي اتخذها التيار إزاء ما يحصل من حرب إبادة طائفية للشيعة على أيدي القتلة الذي بات الجميع يعرف من هم ومن يدعمهم ومن يمدهم بأدوات الاستمرار في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشيعة..

 إننا نثمن الوقفة الشجاعة التي وقفها أبناء تيار مقتدى الصدر اليوم في مدينة الصدر ونسجل تقديرنا لهم ونتأمل منهم الخير الكثير في استتباب الأمن في ربوع عراقنا الخالي من الطاغية صدام وزمرته المجرمة.. إننا نتوقع المزيد من المواقف الصريحة من تيار السيد مقتدى الصدر إزاء القتلة الذين يذبحون العراقيين على الهوية ونطالب أبناءه بالتحرك السريع والتحشد والتجمع ولكن لا في النجف الأشرف والكوفة أو كربلاء للتظاهر وزعزعة الاستقرار هناك..!! بل ندعو للتحشد والتجمع فرادى ومثنى وجماعات والتوجه إلى بؤر القتلة التكفيريين في اللطيفية والإسكندرية والمحمودية واليوسفية والمدائن والحلة وأبي غريب وشارع حيفا وطريق المطار وكل الأوكار التي تأوي عصابات مافيا القتل من التكفيريين وحلفائهم من زناة البعث وأولاد سفاحهم واجتياحها وتطهيرها من مخلفات البعث المجرمة وأوغاد الصحاري العربية الذي لو لا استضافتهم من قبل أشرار البعث وعصابة من المنحرفين العراقيين لما تمكنوا من الفتك بشركائهم في الوطن وقتلهم وذبحهم على ناصية الطرقات والملاعب والشوارع العامة مقابل حفنة من الدنانير..!!

 إننا في الوقت الذي ندعم بقوة دعوة تيار السيد مقتدى الصدر إلى التصدي لبؤر القتل والذبح والإرهاب السلفي البعثي وتهديده بتحرك جماهيري سريع لمواجهة عمليات الذبح اليومية ندعو حكومة السيد الجعفري إلى تمكين هؤلاء الشباب من أداء دورهم الوطني في كنس التكفيريين القتلة من عراقنا الطاهر وتقديم كل سبل الدعم اللازم لهم.. ونخص بالذكر دعم أجهزة الأمن والاستخبارات وعلى رأسها وزارة الداخلية ومؤسساتها ووزيرها السيد بيان جبر وقوات الجيش العراقي وجميع الشرفاء الذين يأبوا أن يكونوا طرائد في أرضهم ووطنهم.

 إن العراقيين يعرفون كيف يطهروا أرضهم ومدنهم وشوارعهم من الأوباش القتلة الملعونين الذين حملوا معهم طاعون الغدر والقتل الجبان إلى أراضينا.. إن السبيل الوحيد لتطهير الأرض من هؤلاء الجراثيم ليس بقصفها من بعيد ولا بالتفاوض معها من قريب، بل باجتياحها اجتياحا كاملا شبرا شبرا وقتل كل من يرفع السلاح بوجه أبناء الشعب.. لنكن واضحين إن التكفيريين جاءوا إلى أرض الرافدين لكي يقتلوا العراقيين ولا مجال للمجاملة والتفاوض في هذا المبدأ من جانبهم.. فالحل الأمثل كما أشرنا في مقالات سابقة وبح صوتنا هو استلام زمام المبادرة وفتح معارك على مصراعيها مع هؤلاء الهمج ومن ثم قتلهم دون سابق إنذار دون محاولة أسرهم أو اعتقالهم.. فالمعركة أصبحت معركة وجود وليست معركة حدود.. فإذا تمكنوا منا لا سمح الله ذللنا وهم الطاغون.. أما إذا ظفرنا بهم، فهم إلى جهنم وبئس المصير ونحن في ديارنا مرفوعون.

 لا نريد أن نصل إلى ذلك اليوم الذي يخيب فيه ظننا بشباب الصدر ولا أن تخيب آمالنا في تلاحمه المصيري مع الشرطة والجيش ومنظمة بدر ومجاهدي الدعوة وأبطال الأهوار وأخوتنا السنة الشرفاء وأعزاءنا الأكراد وإخواننا التركمان وغيرهم من كافة أطياف العراق ضد البعث السلفي وكل من يعمل على ضرب الوحدة الوطنية والتلاحم العراقي الشريف أيا كان ولو كان على شكل هيئة علماء..

وهنا لابد من ملاحظة نذكرها وهي التساؤل عن سبب امتناع موقع "الممهدون" والذي من المفترض بأنه ينطق باسم السيد مقتدى الصدر من نشر تفاصيل مجلس التأبين في مدينة الصدر اليوم والخطابات المهمة التي ألقيت فيها منها كلمة السيد فتاح الشيخ وكذلك الشيخ الدراجي لإيصال هذه المواقف الجديدة للتيار إلى العالم الخارجي.. هل نضع هذا التجاهل لتصريحات أحد أعضاء التيار في خانة الإهمال الإعلامي أم أنها تأتي في سياق نهج الموقع والذي يسّرب أحيانا مقالات للنشر لا تخدم مطلقا وحدة الصف الشيعي؟؟..

  

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com