مجرد باقة ورد!

 

 

سليم رسول

Srh113@yahoo.com

 

ربما أحشر أنفي فيما يعتقد بعض أنه لايهمني وليس من شأني، وربما يسبب لي ذلك بعض الأرق الوظيفي، ولكن ربما أيضاً يشفع لي في تناول ما سأتناوله الآن الواقع المر الذي نعيشه وما قرره السيد رئيس الوزراء من أن (الإعلام يجب أن يكون للحقيقة) فقط، وعلى ضوء ذلك سأكتب وسأضع إصبعاً على (دنبلة) فليعذرني من لايروقه كلامي.

 سمعت - وسماعي هذه الأيام كثير جداً- سمعت من بعض الموظفين القائمين على مشتريات إحدى الوزارات، أنّ السيد الوزير أمر بصرف مبلغ مليونا دينار من أجل شراء باقات ورد كهديا لنظرائه الوزراء الجدد، بالتأكيد هذا جزء من الأتكيت الحكومي والعلاقات العامة، ولكن هل يسمح مجلس الوزراء لنا أن نجري (حساب عرب) على هذا الأتكيت لنعرف كم سيكلف ميزانية الدولة؟!

إذا حسبنا كل المناصب بدأ من رئيس الجمهورية وإنتهاء الى آخر وزارة يكون المجموع لدينا أربعون منصباً فإذا كانت باقة الورد الواحدة وفي أدنى سعر لها تكلف خمسين ألف دينار، يعني أن كل منصب سينفق مليوني دينار ، وبجمع المبالغ سنحصل على الرقم ثمانين مليوناً فقط (باقات ورد)! فإذا توسعنا ونظرنا الى خارج المناصب العليا، أي إلى الدوائر الأصغر، نجد مثلاً أن المدير العام في الدائرة الفلانية إشترى نصف الصفحة الأولى في أربع أو خمس صحف عراقية من أجل توصيل تهانيه الى صاحب المنصب الفلاني، وإذا عرفنا أن أقل سعر  في هكذا إعلان يكلف ليوم واحد فقط سبعمائة وخمسين ألفاً، وإذا ضربنا الرقم في خمس، نحصل على الرقم ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسين ألفاً، طبعا تنفق هذه من ميزانية الدوائر الحكومية، وللقاريء الكريم تصور ضخامة المبالغ التي أنفقت خلال شهر تقريباً على الأتكيت فقط!.

مع العلم أني أقر لكم بأني ضعيف جداً بالحساب، ولكن هل يمكن لنا أن نتلفت الى واقعنا ونوليه الاهمية على غيره من الامور الثانوية؟! هل لي أن أتسائل لو أن هذه المبالغ جمعت وأنفقت على تصليح الحفر و(الطسات) التي تعاني منها شوارع العاصمة والمحافظات أو أقمنا فيها بعض المشاريع الصغيرة ذات النفع العام أليس ذلك اجدى  وانفع حيث المواطن مايزال يحلم بشيء إسمه الماء الصالح للشرب غير المتقطع، وتراوده كوابيس كهربائية ويحلم بصحة مجانية ومراكز طبية في كل المناطق وصولاً الى القرى والأرياف، أليس ذلك أنفع من باقة ورد لاتمكث في أحسن الحالات سوى يوم واحد بعدها تذهب إما الى المزابل أو يشفق عليها بعض الخدم ليأخذها الى بيته ويحلم ان يصير في يوم من الأيام وزيراً!

لست أريد ان أفسد لذة المنصب أو لذة المهمة الجديدة ولكن ياسادتي نحن في وضع حرج جداً، وأنتم في حكومة إستثنائية عليها من المهام الجسام الكثير فمتى تبدأون العمل لنشترك معكم في بناء البلد.

 

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com