|
في هذه الاجواء المشحونة يأتي اختطاف الدجيلي
المهندس الاستشاري/ سلام إبراهيم عطوف كبــة s_i_kubba@yahoo.com
اذاب التقارب العراقي _ السوري منذ عام 1997 والتفاهم المشترك للمصالح الاقتصادية للبلدين لا سيما المصالح الخاصة والأهلية والتجارية والبيزنس ... ثم الزيارات المتبادلة للوفود على اعلى المستويات والمشاركات في الندوات والمؤتمرات الشعبية المنعقدة في دمشق وبغداد ... اذاب الثليج بين النظامين البعثيين رغم بقاء الطرفين على مسلكيهما في تصيد اخطاء ونواقص الطرف الآخر ... وجاء هذا الانعطاف السوري بعد قطيعة نصف قرن تبادل فيها الطرفان الشتائم والاتهامات واحتضن ، كل منهما ، المعارضة السياسية للطرف الآخر .. قدمت سوريا الصمود والكفاح التحرري الوطني الدعم لقوى المعارضة السياسية العراقية في مواجهة دولة البوليس السري والاستخبارات والمخابرات العسكرية والقوات الخاصة وعملت على فضح الذهنية العنصرية الصدّامية ومصادرتها حقوق الإنسان وحقوق القوميات ... واستقبلت مئات الآلاف من العراقيين المهجرين والمطاردين وعوائل الشهداء ، وآوتهم وقدمت لهم المساعدات ... ولا تغيب عن ذاكرة العراقيين طيبة وكرم واصالة الشعب السوري العنيد ، سيدة زينب ومساكن برزة ... لكن الدولة السورية شمولية الطابع ايضا فاختلقت قيادات قطر العراق لحزب البعث المتعاقبة وكانت تعين اعضاء مكتب المنظمات الشعبية العراقية ومكتب شؤون العراق المرتبطين بالقيادة القومية . وهذه الواجهات عملت ومارست نشاطها بالتنسيق المباشر مع الجهات الامنية والسياسية السورية ذات العلاقة، وبالاخص الامن القومي والمخابرات السورية . وعانى العراقيون من التصرفات الصبيانية والقمعية لهذه التشكيلات . بعد سقوط النظام الدموي تعرض العراق إلى جرائم بشعة هي تجسيد لبؤس الفكر القومي الشوفيني السائد في الاتجاهات الشعبوية الجاهلة وغير الناضجة التي تقدم الدعم وتساند هذه الجرائم بحجة مكافحة الاحتلال. والشعب العراقي يحتاج على جهود مضنية ولسنوات طويلة للعمل من أجل غسل هذه الأدمغة المحشوة بالفكر القومي اليميني الرجعي المتعفن. ومن المضني القول أيضاً بأن نسبة قلية من العرب ومن القوى السياسية الديمقراطية تعي كل ما حصل في العراق ضد الشعب العراقي وخصوصاَ ضد الشعب الكردي، إضافة إلى الجرائم البشعة التي ترتكب اليوم على أرض العراق.ومنذ سقوط صدام تحول أعضاء ومؤيدي حزب البعث وأجهزته المختصة بالأمن الداخلي والقومي والقوات الخاصة ...الخ إلى مختلف المواقع.ولا يمكن لهؤلاء أن يواصلوا نشاطهم الخطر لفترة طويلة دون أن ينكشف أمرهم ما لم يحصلوا على الدعم اللوجستي المتنوع عبر الدعم الخارجي المنسق. وقد وجدت أجهزة الإرهاب والأمن العراقية السابقة من سوريا مرتعاً آمنا لها في دمشق وحلب والقامشلي وغيرها من المدن السورية ،وتقوم بتنظيم تسريب الإرهابيين والجواسيس والأسلحة والعتاد والنقود إلى الجماعات والعصابات الإرهابية في العراق بعلم ومعرفة ومساعدة الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية... وبالتحالف مع قيادة قطر العراق . ويبدو أن الحكومة السورية تعتقد بأن مثل هذه الأعمال تساعدها على إشغال القوات الأمريكية في العراق كي تعيق تقدمها واحتلال سوريا وإسقاط النظام القائم كما حصل مع النظام الدموي في العراق. هكذا يعود الفكر القومي المندحر وتعود الصدامية بأنسلال الحية الرقطاء دون أن نشعر بضجة أو ضوضاء .انهم بيننا يملكون المال الذي اقتطعه القائد من افواه الجياع ومن حياة المرضى ، ويمتلكون السلاح وقطع الغيار ومعدات التفخيخ .. بعد ان أمنوا العقاب ... بعد ان شعروا أن احاسيسنا في طريقها للموت ، واننا اختلط حابلنا بنابلنا فلم نعد نتعرف على وجوههم ولانتذكر سكاكين الذبح المعمية التي كانوا بها يذبحوننا ، ولانتذكر أسماؤهم وشكل وجوههم . انهم بيننا أنسلوا بصمت بعد ان كانوا يرتجفون هلعاً في الأيام الأولى من سقوط طاغيتنا . انهم ينافسون الشهداء في راحتهم فيقلقونهم ، ويدنسون قبورهم وبصلافة العاهرة التي تعير الناس بالشرف يتحدون العراقيين. في هذه الاجواء المشحونة يأتي اختطاف الدكتور شاكر الدجيلي داخل الاراضي السورية . فهل تكفي دعوة الحكومة السورية والرئيس بشار الاسد إلى التدخل العاجل ، لإعادة الدجيلي إلى العراق..؟ مالم يصحب ذلك التوضيح الوافي وتقديم الاعتذار الرسمي للحزب الشيوعي العراقي . كرر الرئيس بشار الاسد وعود الإصلاح على مسمع الشعب السوري ووفاءه بها يستلزم غلق الواجهات التي تسئ لسمعة الشقيقة سوريا وللعلاقات مع العراق ، وطرد مرتزقة صدام حسين من الاراضي السورية ، والكف عن لعب دور الصبي المسكين الذي آخر من يعلم بمخططات مخابراته .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |