اعلام الأرهاب = ارهاب ألأعلام

المهندس صارم الفيلي

 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 بعد فترة وجيزة من سقوط النظام أستبشر العراقيون خيرا بالكم الهائل من الصحف والقنوات الفضائية المختلفة التي بدأت تنتشر في الساحة الأعلامية العراقية بلا قيود من اي نوع منهية بذلك عقود من تكميم الأفواه وتوجيةأحادي للخطاب السياسي الذي كرس مفهوم القائد الضرورة في أذهان  البسطاء .
عمل أفراد في ماكنة صدام الدعائية لسنوات طويلة وتقلدوا من المناصب أرفعها  لخبرتهم الطويلة في الكذب والنفاق وبث السموم .
طائفية وشوفينية هؤلاء جعلتهم مخلصين للنظام رغم سقوطة , فأخذوا في أنشاء قنوات  أعلامية ممولة من أموال الشعب المسروقة ومن دول أقليمية لايروق لها بروز الأغلبية المهمشة في مقدمة الواجهة السياسية في العراق الجديد . أنحرفت هذة الوسائل عن غاية الأعلام الأساسية ,
وهي ايصال الحقيقة للناس وتبادل الرأي والحوار كي تلعب في النهاية دورا أيجابيا في تشكيل قناعات الناس  وفكرهم ومواقفهم على خلفية أعتماد الصدق والحرية والأنفتاح على العقل , بدلا عن ذلك قامت بالنيل من  الحريات السياسية التي ظهرت بعد سقوط الصنم , مختزلة نشاط الأحزاب بالسعي لأقتناص المغانم , متناسية  ان الجزء الأكبر من سلبيات العهد الجديد أستصحبت من عهدهم البائد , دون الأشارة الى تضحييات
العراقيين في مقارعة الدكتاتورية , وبهذا الأسلوب تريد خلق حواجز نفسية بين المواطن والمتصدين للعملية السياسية ,  الأصلاء , لا البعثيين
بنسخهم المختلفة , تمهيدا لعودة الحزب الواحد والقائد الملهم .
أخذت بنهج ذلك الأسلوب البعثي في أستغلال حاجة البعض ومحاولة كسبهم وبث سموم  تتخلل الأطار الأنساني العام للمشهدالمرسوم بدقة وخبث . أعادة بناء منازل مهدمة نتيجة الأحداث  الأخيرة والتركيز الشديد عليها كمحاولة منها بأختزال دمار العراق وجعله مختصرا بفعل الأمريكان , دون الأشارة  لدور البعث في تدمير الآلاف من القرى وتسويتها بالأرض في أنفالاتهم سيئة الصيت , ولا الى تدمير مدن  وقرى الجنوب وتجفيف الأهوار .
وتركيزها سابقا على حالات تعذيب في سجن أبي غريب " مع اعتراضنا على كل تجاوز  لكرامة الأنسان " , وكأن الامريكان قد حولوه لهذا الغرض بعد أن كان مدرسة لحقوق الأنسان في ايام هبل  العوجة دون الأشارة مرة أخرى الى ثرامات ألأستخبارات العسكرية واحواض التيزاب ومختبرات تجارب الأسلحة  المحظورة على السجناء.
أن هذا الأعلام ذكر ايتام صدام بعهدهم الغابر وأيقظ في نفوسهم آمال العودة ,  بعد ان كانوا قد تواروا عن الأنظار خوفا من عقاب الشعب , فلبسوا الجبة وحولوا مقراتهم الحزبيةالى مساجد ضرار ومأوى  لأقرانهم في الجريمة من السلفيين التكفيريين القادميين من وراء الحدود , لينشروا سيارات الموت المفخخة  في احياء العراقيين الشرفاء .
ان التحريض على اعمال القتل ضد الأبرياء بحجة مقاومة الأحتلال اصبحت وسيلة  لعلماء السلفية بأستهداف اتباع مذهب أهل البيت (ع) في مناطقهم المكتظة بالسكان , وحتى ملاحقتهم خارجها  كما حدثت ولمرات متعددة لتجمعات عمال بسطاء كانوا قد قدموا من مناطق الجنوب  التي أفقرت ايام الجرذ للعمل في تكريت وغيرها من مدن السنة لتصبح تهمة التشيع كافية كي تكون عملية قتلهم حلالا وسفك دمائهم مستباحا , بل اصبحت عملية قتلهم مبعث فخر وغبطة لشارعهم الطائفي الشوفيني ولعلماء الوهابية . بينما يحمل العراقيون المفجوعون على أكتافهم المتدلية ضحاياهم كل يوم ويدفنونهم بقلوب محطمة ودامية , نجد هيئة علماء الخطف والتفخيخ يعدون على حبات مسبحتهم تلك الضحايا وبشماتة , معتقدين ان قتل المزيد منهم سيساعدهم في ارجاع ملكهم المفقود , ليتجاوزوا كل الثوابت الوطنية , ومقومات العيش المشترك .
يساعد على ذلك فضائيات ظلامية تنقل بيانات الدجل المحرضة على الأرهاب من فقهاء السلفية " فتاوي العهرالجهادي " برافقها أفلام لطقوس ذبح بدم بارد . وفي خلف الضحايا صور آيات قرأنية كرمزية تخترق الزمن لتصل الى مشاهد قتل على الهوية مختزنة في ذاكرة المستضعفين الجمعية , محاولة منها لأعادة انتاج الخوف في نفوسهم , تمهيدا لبث اليأس من أمكانية الخلاص النهائي من سطوة وبطش حكمهم .
يبرر هذا الأعلام سفك دماء الأبرياء بأنها ردود فعل طبيعية , دماء الشيعة لاتساوي شيئا عندهم بل يسارعون لتصوير مشاهد الفتك بهم كالذي حصل للصيادين الشيعة الأبرياء مؤخرا في ملعب حديثة أمام جمهور حضر ليشهد ذلك الطقس الدموي وسط اهازيج الفرح تباهيا بخصوبة الدم المراق واستمرارا لمراسيم احتفالات أعياد طحن الأجساد الشيعية التي تدير رحى قطبها عفاريت السلفية لأرضاء نهم آلهة الحقد المتوطنة في نفوس تلوثت بالولاء للأمويين , ليدرك ضحايا ذلك المشهد عمليا كيف كان الحسين (ع) حينها وحيدا أمام أسلاف القوم , الا من سياج ايمانه وسطوح عدالتة , أمام غابات الرماح التي كانت تأتي من كل جهه لتملأ جسده الشريف جراحا وطعنا في ظل هستيريا الأفتراس والذبح .
أن هذه الوسائل الأعلامية تستمد سياستها التضليلية من مخزون الدهاء الأموي في طرح الخطاب السياسي, بأن الذي يجري في العراق ماهو الامشروع طائفي مضاد لتهميش البعض تقوده المرجعية الدينية والأحزاب والتنظيمات الشيعية اشارة الى معادلة اشراك كل مكونات الشعب في قيادة العمليةالسياسية , التي من شأنها أن تحطم القاعدة التي قامت عليها عقيدتهم السياسية الأستبدادية ببعدها الطائفي العنصري ذات الأ متدادات الأقليمية , ليكون الواقع العراقي الجديد بنظرهم ثغرة تقوض أركان هيمنتهم التاريخية .
امام الحكومة العراقية مهمة اكمال عملية التحول الديمقراطي وشرطها مجابهة الأرهاب بملاحقة البعثسلفية وعدم اعطائهم فرص لألتقاط الأنفاس ومتابعتهم أينما يهربون كما يفعل مع الجردان المصابة بالطاعون , لأنقاذ الشعب من مساسل الموت غير المنتهي , وحماية الأنسان الذي يخرج الى الشارع عار الصدر الا من الأيمان وحب الحياة ,ومحاربة الأرهاب على الجبهة الأعلامية بالأستفادة من تجارب بعض الدول الأوربية بتجفيف منابعة الداخلية وأغلاق المنابر التي تروج للعنف الأصولي ومراقبة خطب أئمة المساجد ومدى مطابقتة للمعايير الموضوعة وملاحقة القنوات الفضائية المشبوهة قضائيا ومنعها من البث .
 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com