|
طالبوا خرازي باعادت الطائرات العراقية صاحب مهدي الطاهر / هولندا
في زيارة مفاجئة الى العراق هي الاولى من نوعها منذ سقوط نظام صدام البائد ،وطات مؤخرا اقدام وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ارض بغداد كبادرة حسن نية كما يبدو اتجاة حكومة الجعفري الجديدة العهد، وهي تشبه الى حد بعيد في دوافعها الزيارة التي قام بها وزيرالخارجية الايراني السابق علي ولايتي في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات حيث التقى خلالها مع صدام وتبادلا معا اطراف الحديث واتفقا على طي صفحة الماضي الماساوية وبدا صفحة جديدة من العلاقات الجيدة والمتينة المبنية على حسن الجوار والثقة المتبادلة ،وبناءا على هذه البداية من العلاقات الجديدة بعث صدام برسالة تهنئه الى الرئيس الايراني وقتذاك علي اكبر رفسنجاني بمناسبة حلول ذكرى انتصارالثورة الايرانية ورد عليه الرئيس الايراني برسالة اخرى مطرزة باجمل ايات الشكر والامتنان والتقدير ،وبناءا على هذه البداية الجيدة في العلاقات بعث صدام ابان اندلاع حرب الخليج الثانية بعدما شعر بصعوبة الاحداث وتطورها لصالح قوات التحالف الطائرات العراقية الى الحليف الايراني الجديد لظمان سلامتها وكان عددها مائة وثلاثون طائرة مقاتلة وما يربو على ثلاثين طائرة مدنية،ومنذ ذلك الوقت بقيت هذه الطائرات رهن الاحتجاز حيث رفضت السلطات الايرانية مشكورة اعادتها الى نظام صدام.لكن الان وبعدما ذهب ذلك النظام دون رجعة وتقلدت مقاليد الحكم حكومة جديدة منتخبة ديمقراطيا اصبح لزاما على السلطات الايرانية ارجاع هذه الطائرات الى العراق باعتبارها اموال عراقية مجمدة والعراق بامس الحاجة اليها لانعاش اسطوله الجوي المدني لربط العراق بمحيطه الاقليمي ودولي وكذلك حل المعظلة التي يواجهها العراقيون المقيمون في الخارج من السفر من والى العراق بانسيابية وسهولة اكبر، وهذا بدوره سوف يساعد على ادخال العملة الصعبة الى المزانية العراقية بما يساهم في انعاش الاقتصاد العراقي المتهرأ .اما في ما يتعلق بالطائرات الحربية المقاتلة فهي كذلك تعتبر حاجة ماسة جدا للعراق في الوقت الحالي في السيطرة على الوضع الامني الغير طبيعي الذي يمر به الان اذ ستساهم في اعطاء زخم كبير للقوات المسلحة العراقية الجديدة ويجعلها اكثر فعالية ونشاط في مقاومة الارهاب الذي يعصف حاليا بالعراق .ان تبني ايران هذا الموقف سيكون بمثابة مساهمة فعلية لدعم العراق الجديد وحسن نية حيث ستقرن الاقوال بالافعال وستزيد من الثقة المتبادلة بين البلدين اما غير ذلك فهو يعتبر هواء في شبك اعتاد الشعب العراقي على سماع عصفه دون ان يرى منه من نتائج تذكر وبالتالي فهو مدعاة لمزيد من القلق والشك والريبة . ان الحكومة العراقية مطالبة الان واكثر من اي وقت مضى ان تستغل هذه الفرصة لاسماع صوتها العالي للمسؤول الايراني الزائر وان تطرح كل ما يدور في خلجات المواطن العراقي الذي يتطلع الى برالامان والاطمئنان بعد كل الذي حصل له من ارهاب وقتل واجحاف وظلم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |