الأبيض والأسود
 

زهير كاظم عبود

zouher_abbod@hotmail.com

صواريخ كاتيوشا وقذائف مورتر وهاونات وألغام أرضية ضد الآليات وألغام فردية ضد  الافراد ، وقذائف ار بي جي سفن ، وصواريخ موجهة وقواعد للصواريخ ، ومئات  الأطنان من المتفجرات والعدد الهندسية ذات العلاقة بالجهد الهندسي العسكري  القتالي ، وقنابل ورصاص خارق وحارق وهاونات متعددة الأحجام وقذائف جاهزة لها ،  ورشاشات متنوعة ومسدسات تكفي لسنين عراقية عجاف وطوال .
ولم يزل من يوهمنا ويحاول أن يذر الملح والرماد في العيون بأن من يقاتلون أهل  العراق حفنة من العصابات وشذاذ الافاق . الحقيقة أنهم جيش متسلح بترسانة من الأسلحة والذخائر بالأضافة الى الأمكانيات  المادية الهائلة التي تتمتع بها قياداته التي تترابط بشكل عنكبوتي وكبير ، غير
أن مايجعل المرء ينظر بشيء من الريبة ، ان شعب العراق يواجههم بالدعاء  والتمنيات وبالقبض على عدد ضئيل منهم بين فترة وأخرى . ماتم القبض عليهم منهم لايعدون الاأفراد عرضوا ضمائرهم وأجسادهم وعقولهم للبيع  لشتى أنواع الأسباب ، هؤلاء الأفراد لايشكلون الخطر الذي تشكله قيادة الأرهاب في العراق ،هؤلاء لايشكلون قيمة أو اهمية مقابل الرؤوس التمتخمة بالشر والفجور والتي وظفت ارواحها لسفك دماء العراقيين وأشاعة الخراب في بلد من اجمل بلدان الله ، والأكثر سخرية وحزناً في نفس الوقت أن هذه القيادات تتنقل بين الدول العربية تحتفي بها وتقابلها وتفسح لها بعض الفضائيات المجال لكي تقيء ما يجيش بعقولها من أفكار شريرة تحت غطاء القومية مرة والدين مرات اخرى وبأسم الوطنية في العديد من المرات ، فلم تزل هذه العقول تعتقد ان العراق ضيعة لايمكن ان تفلت من ملكيتها ، وأن شعب العراق لاحق لهم سوى أن يكونوا تحت قياداتها ، وهم يملكون المال والقوة والتأييد العربي والسلاح العسكري وتوفرت لها جميع أشكال الدعم اللوجستي والأعلامي من اجل طلاء أهدافها وشعاراتها بالصبغ الوطني والحرص زعماً على مستقبل الأمة ووحدتها التي أصبحت في خطر التفكيك والتمزق ، وأن أخطار عديدة تحيط بالعراق غير انها الخطر الحقيقي الذي يحيط بالعراق .
شعارات وبراقع ورصاص وصواريخ وأموال وبهائم مفخخة وجاهزة في كل الأوقات ، ومواجهات غير متكافئة وغير متعادلة في كل المقاييس .
ومن الطريف ان يكون القتلة مجهولين على الدوام فيقدمون على أغتيال مسؤولين وعراقيين عاملين وفاعلين ومساهمين في بناء العراق الديمقراطي والفيدرالي من قبل هؤلاء المجهولين ، مثلما يقوم نفس المجهولين بقطع الطرق وخطف النساء والأطفال وجز الرؤوس ، ويقوم المجهولين بالتصدي لسيارات المسؤولين في الدولة العراقية والتعرض لهم وقتل بعضهم ومحاولة قتل بعضهم الاخر في وضح النهار ، غير أننا لم نسمع أن هؤلاء المجهولين تعرضوا لمدير أمن من دوائر صدام ، ولاعنصر من عناصر المخابرات البائد ، ولاعنصر من عناصر الأمن الخاص التابع للطاغية ، لم نسمع أن هؤلاء المجهولين قد خدشوا جدار بيوت بعض قيادات البعث البائد أو تعرضوا لمسؤول في سلطة الدكتاتور ، لقد تركز كل عمل المجهولين على قتل العراقيين .
ودأبت وزارة الداخلية والمتحدث الرسمي بأسم الأمن القومي وغير القومي أن تضع اتهام ارتكاب الفعل برقبة المجهولين ، حتى أن قاتلي الأبرياء في سلمان باك وقاطعي الرؤوس صاروا من المجهولين ، كما أن هذه الاعداد التي نشاهدها في التلفزيون وهي تعيد اعترافاتها الذي سبق وأن ادلت بها أمام قضاة التحقيق كان يقودها مجهول وأنها لاتعرف لماذا تقتل ولماذا تتصدى للعراقيين ؟أين جدية التحقيقات التي تجريها المؤسسات القضائية أو الأمنية لمعرفة رؤوسهم وخيوطهم والدول التي تستمر في أمدادهم بالرعاية والأسناد ؟ أين أسماء ووقائع قياداتهم التي نعرفها ونشير اليها والتي لم يتم القبض عليها بالرغم من كل مايحدثـــه تخريبهم وجرائمهم في العراق ؟
انهم جيش كامل العدة والعدد بينهم من تم استيراده ، وبعضهم من تم ارسالة لينتقل الى الجنة التي حجزوا له مكاناً أكيداً فيها ضمن سفريات سريعة تنقل البلداء والبهائم والسذج من بلداننا العربية التي أشتهرت بهذا النمط من البشر الى العراق . حتى أن بعض من يزعم انه رجل دين ويحق له الأفتاء صار يحرض ويدعو لقتل العراقيين دون ان يخضع لمسائلة أو تحقيق أو تصدي له من رجال الدين الحقيقيين ، وصار بعض  رجال الدين جاهزاً لأصدار الفتوى وفق مايريدها منه السلطان والحاكم ووفق الصيغة التي ترضيه وتتناسب مع مزاجه ومزاج فضائياته ، كما تجمع عدداً من رجال الدين في بلد عربي يصدرون الفتاوى تحث على قتل العراقيين فقط ، ويصدرون فتاوى اخرى تختلف عنها في أراضيهم ، حتى صار القاتل في العراق شهيدا ومقاوماً وبطلاً ، وصار في دول أخرى أرهابياً وقاتلاً ومنحرفاً ، وصار في العراق ضامناً للجنة ، غير انه في دول اخرى وصل الى جهنم وبئس المصير . ولم تزل وزارة الداخلية العراقية تقاتل هذا الجيش بأمكانيات الشرطة البسيطة والمحدودة ، ولم تزل بواكير قواتنا الوطنية المسلحة الفتية تقاتل جيشاً متكامل العدة والعدد تحرسه وترعاه كل دول الجوار بأمكانيات منخورة وفي منتهى البساطة .
لم يزل القتلة يمخرون الشوارع بسياراتهم وأسلحتهم يقتلون وينسحبون بكل بساطة وبكل أطمئنان ، ولم يزل القتلة يذبحون العراقيين وهم يصرخون بصوت أجش لااله الاالله ، ويتبرقعون بأسماء تتبرأ منهم أبداً ، فلم يجدوا سوى أسماء الأنبياء والأولياء والالقاب المقدسة ليرتكبوا جرائمهم تحت غطائها لعلهم يريدون ان يزيدوا من جريمتهم في الأساءة الى دين المحبة والسلام فوق كبائرهم المركبة .أنهم جيش كامل العدة ويملكون مصادر التمويل التي يفتقر اليها المواطن العراقي ، ويملكون الأسلحة الفتاكة والدعم ، ولكم أن تستعموا الى صرخات أهل المدائن وهم
يتوسلون بالحكومة أن تقوم بتسليحهم فهم قادرين على حماية انفسهم من الأرهاب والأرهابيين ، ولكن لاحياة لمن تنادي !!
طالعوا ما أوردته صحيفة أيلاف بصدد أغتيال مسؤول في وزارة الداخلية حيث يقول الخبر :
((وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية - فضل عدم الكشف عن اسمه - ان "ثلاثة  مسلحين مجهولين قتلوا اللواء محسن عبد السادة مساعد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات". واوضح ان "الحادث وقع عند الساعة 8:45 بالتوقيت المحلي (4:45 تغ) في منطقة الدورة جنوب بغداد بالقرب من مسجد حاتم السعدون". واضاف المصدر ان "المهاجمين الثلاثة كانوا يستقلون سيارة من طراز اوبل المانية الصنع عندما فتحوا النار عليه وهو في طريقه الى عمله في الوزارة".
من جهة اخرى اكد المصدر ذاته ان "مسلحين مجهولين قاموا صباح اليوم باغتيال المقدم علاء خليل ابراهيم ضابط جوازات جانب الرصافة من بغداد (شرق بغداد)" من دون اعطاء المزيد من التفاصيل عن ظروف الحادث. وكان العميد جهاد اللعيبي المفتش العام في وزارة الداخلية اصيب بجروح بالغة وقتل اثنان من حراسه الشخصيين الاربعاء. واعلنت مجموعة المتطرف الاردني ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق، مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف اللعيبي. ))وهجوم بالصواريخ من قبل مجهولين وقذائف تتساقط فوق رؤوس الناس وعلى بيوتهم من قبل مجهولين ، وأغتيالات تتم من قبل مجهولين ، وقتلى يتساقطون امام ابواب منازلهم وعلى مشهد من عيون أطفالهم من قبل مجهولين ، وأعضاء في مجلس الحكم والبرلمان العراقي الجديد وفي مؤسسات الدولة يقدم عليها مجهول ، وقتلة مجهولي الهوية و محل الأقامة تعجز القوات الأمريكية والمخابرات المركزية وقواتنا الوطنية وكل الاحزاب العراقية التي عارضت صدام أن تكتشف مكانها ومخابئها ، والمجهول يتربص بكل عراقي يخرج من بيته أو في الطريق الى عمله أو دائرته أو عند عودته أو بعد ان يقف أمام باب المخابز يريد شراء الخبز لآولاده ، او انه يعود من الصلاة فيقتل ويموت بفعل المجهول .
وصار المجهول في الحياة العراقية يوزع البيانات ويقرر الخيانة ويفتي ويعلق القرارات على حيطان بيوت الله ، وصار المجهول يصدر الاوامر فيتم تنفيذها ، وصار المجهول يقود المجموعات المسلحة ويوزع المال ويستورد ويخطط وينتقل بين مدن العراق ، وصار المجهول يلتقي في الجامعة العربية ويحضر المؤتمرات العربية دون ان نكتشف هويته ودون أن يعرف هو نفسه عن أسمه وحقيقته .نحن بحاجة لأن نكون على بينة من نتائج التحقيقات التي تجري مع المتهمين وهل أنها اغلقت لمجهولية الفاعلين ؟ ام انه تم التوصل حقاً الى القيادات المتهمة والمبتلية بدماء العراقيين ليسجلهم التاريخ بكل خسة وأحتقار ؟؟
أين صار من كان يوظف المال والجهد الهندسي والتخطيطات من اجل أيقاع اكبر الخسائر بشعب العراق ؟
نحن بأمس الحاجة لنتصارح ولتقول لنا الحكومة التي ينبغي أن تكون ليس فقط صريحة وأنما حريصة على الدم العراقي والمحنة العراقية عمن يقتل اهل العراق ؟ فلقد بلغ السيل الزبى ، وصارت ارواحنا تسأل عمن يقف الموقف الخسيس والنذل من اهل العراق ؟ وعمن يخون العراق مستغلاً احلك الفترات التي يمر بها ؟نحن بحاجة لأن تكشفوا لنا الأوراق فلم نعد نقتنع أن مجهولين يسفكون الدماء العراقية ؟ ولم نعد نصدق أن المجهول يقوم بالقتل والأغتيال وزرع العبوات الناسفة دون ان نعرفه أو نستطيع تشخيصه ؟ نحن بحاجة لأن نتعرف على الأبيض من الأسود .
وأن نقتنع فعلاً اننا نواجه جيش متمكن من التسليح وتوفر الاموال التي يتم شراء الذمم والضمائر ويتم أستئجار الفضائيات والصحف لأعماء الضمائر وشراء الذمم ،  مع أستمرار تدفق تلك الاموال من طرق مختلفة !! لم نزل ننتظر مواجهة جادة وحقيقية تحفظ الدم العراقي وتجتث الأرهاب وجذور المجرمين المستوردين أو الذين نشرهم الطاغية أو من الذين ينفذون تعليماته في قتل ابناء العراق من الشرطة الوطنية أو تخريب العراق الذي كان قد تمنى في أكثر من مقام أن يتحول الى خراب وموت وبؤس حين يتم سلب السلطة منه ومن عائلته البائدة .
لم نزل نريد ان نعرف الأبيض من الأسود !!
وبدلاً من ظهور الرعاع والمجرمين المأجورين نريد محاكمة قيادات الأرهاب ورؤوس العصابات التي تعيث في ارواح اخوتنا وفي بلادنا خراباً وفساداً .  

 

 

 

      

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com