بإختصار : رهانات خاسرة على الزمان والمكان

كاظم جواد السماوي

kadhimjawad@bredband.net

في الطريق من العمل الى البيت, أحسست ان صديقي الجالس الى جانبي غاضبا وهو يقرأ عن مسلسل الدم الجاري في شوارع بغداد, وهذا الدخان الذي يزيد الاماكن قتامة على قتامة المشهد العبثي للقتلة. وراح يتساءل بحرقة.. تصور ان لو هذا يحدث في اكثر الديمقراطيات عراقة, هل ترى ان الديمقراطيين المفاخرين بتاريخ ديقراطيتهم يتحركون في الواقع من منطلق تلطيف الاجواء وتهدئة الخواطر, ودون اللجوء الى وسائل عنف تكون اكثر صرامة حتى من عنف القتلة والمجرمين المسعورين والمستشرين؟

بالطبع لا.قلت. ولكن ما العمل برايك يا صديقي؟ فقال بطريقة توحي بانه صار فعلا مسؤولا عن الملف الامني. لا احد يتوهم بان الغرباء عددهم محدود ومقدور عليهم, ولكن الاهم دود العث الموجود في جسد هذا الوطن. القتلة الذين صارت صفة القتل تلازمهم حتى اصبحوا لا يحسنون غيرها. هؤلاء الذين عشعشت في رؤوسهم افكار غبية سابقة, بان الناس طالما كانوا عبيدا في السابق بسبب سياسة الخوف المتواصل فلن يستطيعوا التخلص من قيدهم, عقدة الخوف . وبما الامور تاخذ بالقهر, اذ هناك فقها غبيا لا يزال موجود في بعض القصاصات الصفراء المزروعة في بيوت الشياطين ينثره الجهلة والمغرضون. فبالامكان اعادة الطيور ضعيفة الاجنحة الى اقفاصها بسهولة

 هؤلاء المعتوهين رهينة التشوه الفكري والاخلاقي والنفسي يدورون في فلك الحلم السادي. لهذا فهم يواصلون محاولات التنغيص اليومي الممارس في كل مكان, في الشارع والجامع, في اماكن الدراسة ولقمة العيش. ناسين او متناسين تجارب الامم والشعوب الاخرى. او ربما يحسبون ان هؤلاء من طينة اخرى خلقت لعبوديتهم

  يا قتلة العصور الحجرية ان الناس اليوم يتفهمون ويقارنون دائما صعوبة الحياة الحالية( مع الامل بتحسينها ), يقارنون ذلك بحياة العبودية الحقيقية ايام سلاطين بني مجيد الموغلين بفكر مالكي العبيد الرومان القدامى

ولن يزيد الناس سوء سلوك القتلة الا اصرارا على الطيران في سماء الحرية, وان حجم كتلة تراكم الكراهية من قبل الناس تجاهكم, يتزايد مع تراكم الفعل الخسيس الذي تماريسونه صباح مساء. وهم يفضلون الموت في الحرية على الحياة بالاستعباد. اذن انتم  تراهنون على مكان خاطئ, ودائرة الزمن تغيرت حركتها. ولم تعد فرص العودة الى ايام سبارطة ممكنة الان

كل هذا مفهموم عندي ولكن ماذا تعمل لو ... ؟ قاطعني بجدية المتالم المنفعل قائلا

بكل بساطة لو كنت مسؤولا لما ترددت ان افعل ما يفعله الديمقراطيون حفاظا على حياتهم الديمقراطية من شرور العابثين. فالهدف الاساسي يبقى حماية الابرياء, الطيبين الذين يضعون مسؤولية سلامتهم وحياتهم بايدي ممثليهم. اما القتلة فهم اعداء الحياة والحرية. يكرهون الحياة ويحتقرون الحرية. لهذا ينبغي تحجيم وجودهم الاجتماعي الى الدرجة التي ينبغي معه شلهم سياسيا واجتماعيا وقانونيا. ماذا تقصد من شلهم؟

وضعهم في محاجر جماعية " هم اشبه باوبئة خطرة" ومع هذا يتطلب توفير وسائل حياة انسانية  لهم, رغم انهم لا يستحقونها, المهم ان يكونوا بعيدا عن التواجد بين الناس الابرياء. اذ ان استمرار بقاءهم في الوقت الحالي طلقاء, يعني مزيدا من الضحايا بين الابرياء. وليكن شعار حكومتنا ومجلسنا الوطني ( الحرية لمن يؤمن بحق الاخرين بالحياة والحجز الالزامي لبقايا الصداميين ) ثم يجري مع الوقت التدقيق فيهم خاصة, بعد عمليات بناء مؤسسات امنية مؤهلة, وضبط الاوضاع الصغيرة في البلاد

اما اهليهم فينبغي توفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم, فهم مواطنون عاديون ينبغي رعاية الدولة لهم وتوفير فرص اللقاء بذويهم بحرية وبدون عراقيل

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com