كتّاب ومواقع!

 

سليم رسول

Srh113@yahoo.com

 

أظن إجمالاً أنّ العراقيين هم من أكثر العرب مواقع ألكترونية على شبكة الأنترنت، ومواقعهم خاصة بالسياسة والثقافة فقط لاغير، ويستتبع ذلك أنّ عدد الكتاب العراقيين حسب الظاهر يفوق الدول الأخرى، والمتصفح لتلك المواقع ربما يشعر بالملل من الكم الهائل للكتابات المنشورة التي تتوزع على كل الجهات.

لم أطلع على مواقع عربية لأني لم أجد ماهو على شاكلة المواقع العراقية، وعلى ذلك بنيت ظني الذي ربما وصل الى درجة اليقين.

 ولكن مع هذه الوفرة تبرز ظاهرة لدى الكتاب العراقيين (الإنترنيتيين) جديرة بالملاحظة، فهم في قسمهم الأكبر لايجيدون الوصول الى الوسطية، فتراهم إما الى أقصى اليمين أو الى أقصى الشمال، ولذلك تجد الردود كثيرة جداً من قبل بعضهم البعض.

 ربما يفسر ذلك على أنهم إستفادوا من الحرية المفرطة التي تتسم بها المواقع الألكترونية، فصاحب الموقع ليس له ولا هو يريد أن يمارس سلطة الرقابة المقيتة، وبالتالي يأخذ الكاتب تمام راحته في التعبير عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة لما يعتمل في نفسه.

نجد الإتهامات والشتائم والتحليل الميتافيزيقي والسخرية المقذعة و الإستفزاز ونجد أيضاً الحقيقة ولكن بأثواب شتى كل حسب ما يحب من طرق التفصيل وأيضاً نجد الدراسات والبحوث الرصينة والقيمة.

 غيرأني إستفدت حقيقة، ربما يشاركني فيها الكثير ، وهي أنّ المزاج العراقي من الصعوبة ان تحرز إتجاهه وكيفية موافقته، وكأنّ الكتاب العراقيين في الأنترنت يصرون على أن يعكسوا النفسية العراقية بحذافيرها من خلال ما يكتبون وكيفية كتابتهم وإختياراتهم.

طبعاً لانجد ذلك واضحاً على صفحات الجرائد المحلية لأن مقص الرقيب حاضر بقوة في كل الجرائد العراقية ولست أستثني صحيفة أبداً، ولأنّ كل جريدة تهدف الى مشروع تريد توصيله الى قرائها ولذلك تحرص على نشر ما يتناسب وما تريد، إضافة الى أنّ النشر في الجريدة لايوفر العدد الذي يوفره الأنترنت من القراء في الغالب.

غياب الوسطية والإعتدال عن الطرح في تلك المواقع سمة غالبة، ولايمكن لأحد مهما أوتي من قوة في المحاججة وعلم الكلام ان يقنع كاتباً من الكتاب بخطأ تناوله لموضوعه وخطأ معلوماته، لم أعثر لحد هذه اللحظة على كاتب إعترف لمنتقده بخطأه بل وجدت العكس تماماً حيث يصر كل على رأيه، ومن نعم الأنترنيت أنّ الكتاب بعيدون عن بعضهم وإلاّ لإنتقلت إليهم العادات المنتشرة في الشارع حين يشتد الخلاف!

سمة الحيادية والموضوعية والإعتراف بالخطأ  من السمات المطلوب توفرها بشدة لدى كل كاتب، وحتى يتحقق الهدف المنشود من النشر لابد من الوسطية حتى يكون الموضوع المطروح موضع إحترام من قبل كل الفئات ، حتى لو كان يختلف مع بعض منها، ولكن لموضوعيته وحياديته ووسطيته يحظى بالإحترام.

لذلك علينا جميعاً ككتاب أن نمارس الكتابة هماً ومسؤولية ونشراً للوعي والثقافة.

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com