غزل الدليمي + عروض الضاري= استئناف عملية تهميش الشيعة

المهندس صارم الفيلي

 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

أثارت زيارة رايس المفاجئة الى العراق وتصريحاتها بخصوص عدم تهميش السنة العرب " الذي يطلق عليهم المستشار الأمني في رئاسة الجمهورية بعرب الوسط متجاوزا  لحقيقة وجود اكثر من أربعة ملايين عربي شيعي في بغداد بشكل رئيسي وكذلك محافظتي ديالى وصلاح الدين " تساؤلات قديمة لأبناء الشيعة بشكل عام وسياسيهم المتصدين لأعباء ومسؤولية ادارة الدولة في هذه المرحلة الحساسة جدا في تاريخ ومستقبل الدولة العراقية , لأنها تأتي في نفس سياق تصريحات رامسفيلد عند زيارتة السابقة وبشكل مفاجئ ايضا , حيث كانت تصب في نفس الأتجاه لكن بالبعد الأمني محاولة منة برفض تطهير أجهزة وزارة النقيب الطائفية الصدامية من العقارب البعثية الخطرة , خصوصا بات من الواضح ان سبب تعطيل العملية السياسية لثلاثة أشهر كان بالدرجة الأساس هو محاولة اشراك السنة العرب في العملية السياسية التي قاطعوها ليهمشوا انفسهم , بل راهنوا على فشلها , وعمل المتطرفين منهم من الصداميين والسلفيين على عرقلتها ومنع قيامها ماديا من خلال العمليات الأرهابية المختلفة بما فيها مهاجمة مراكز التسجيل والأقتراع في المدن الشيعية وفي مقدمتها بغداد وملاحقة واغتيال الموظفين العاملين في مفوضية الأنتخابات , وبعد موافقة القوائم الفائزة في منحهم وزارات متعددة بما فيها الدفاع ومناصب في رئاسة الجمهورية والوزارة ومنصب رئاسة الجمعية الوطنية العراقية .
مما يعزز من مخاوف الشيعة تصريحات رئيس الوقف السني عدنان الدليمي التي فيها رسالة غزل واضحة للجانبالأمريكي بقوله " ان امريكا بدفاعها عن ابناء السنة انما تدافع عن مصالحها في العراق " .
يريد من هذا القول افهام المتلقي بأن وجود الشيعة في الحكم هو تحد لمصالح اميركا في المنطقة , ولو انهم اكتفوابأبعاد صدام عن الحكم مع الأبقاء على الهيمنة السنية عليه لأوقفوا كل عمليات القتل والخطف وعادوا الى ادوارهم وتحالفاتهم السابقة , وهذا يذكرنا بمطالب " مجاهدي الفلوجة " التي شملت ارجاع كل ضباطهم وقادة الحرس الجمهوري والسيطرة على جميع الوزارات الأمنية مقابل ايقاف " الجهاد إإإ " يأتي هذا كله مع استمرارهم ومحيطهم الطائفي بترديد مقولة التهميش على خلفية " تآمر الشيعة مع الأمريكان ضدهم" لقد اعتاد بعض السنة العرب  دائما على رمي الآخرين بكل ماعندهم من تشوهات مبدئية وخلقية وانسانية لتبرير العقلية الجاهلية المنحطة المسيطرة عليهم كلعنة أبدية .
ويأتي في نفس السياق ما أشارت اليه جريدة معاريف الأسرائيلية " ان مثنى الضاري  طلب من مسؤول اسرائيلي عقد صفقة تقوم بموجبه هيئة الضاري التنازل عن جدولة إنسحاب الامريكان مقابل ان تتسلم الهيئة الحصة الاكبر من الحكم في إنتخابات يتم تزويرها نهاية العام الجاري وسوف تحصل إسرائيل كذلك على وعد خطي بأعتراف الهيئة الكامل بإسرائيل وإقامة اقوى العلاقات وفتح الابواب للاقتصاد الاسرائيلي ليستحوذ على إستثمارات ستراتيجية في العراق وذكرت معاريف ان المسؤول الاسرائيلي بدأ من خلال الحكومة الاسرائيلية الاتصال بالولايات المتحدة للتنسيق معها بشأن الاقتراح الذي قدمه مثنى الضاري " .
أراد المتطرفون منهم ارسال رسالة مزدوجة الى حكومة الدكتور الجعفري الوليدة والأدارة الأمريكية بكونهم الرقم الأرهابي الصعب دوما , فكانت النقلة النوعية في العمليات الأرهابية , وتفخيخ السيارات في مناطق الشيعة وبالخصوص بغداد , وارتفاع وتيرة الأختيالات لمنتسبي  أجهزة الدولة من الطائفة الشيعية , ومهاجمة مقرات الشرطة والحرس الوطني , لتكون هذه المذابح هي جزء من صراع سياسي خالص يريد زعزعة الثقة بامكانية قيام دولة جديدة خارج ارادة البعثيين بكون الاطراف الذين تم اقصائهم تاريخيا قادرين على ادراتها , فيعود الامريكان وغيرهم يراجعون امكانية عودة الاوراق القديمه لتعزز من قناعة الجانب الأميركي باحتوائهم السياسي كما قالت رايس لتبدأ من جديد احياء مشروعهم الأنتخابي السابق في ايجاد معادلة انتخابية معينة هم ذكروها قبل الأنتخابات وهي ان تكون القوى التي شكلت الأئتلاف العراقي الموحد معارضة
برلمانية قوية بعد ان تتوافق بقية القوى وتتحد بعد الأنتخابات لتكوين كتلة اغلبية تستطيع تشكيل الحكومة وأن يكون لها تأثيرا كبيرا في كتابة الدستور الدائم , الا ان هذا لم يحصل لعدة اسباب منها حصول قوائم معينة على مقاعد قليلة او معدومه كقائمة الياور والقوائم اليسارية واللبرالية والملكية من جهه ومقاطعة أغلب سكان المنطقة الغربية للأنتخابات .
وهذا واضح من اصرار الأدارة الأمريكية بضرورة اجراء الأنتخابات القادمة في موعدها المحدد " علما بأن علاوي مازال الشخص المفضل عندهم ويعامل لهذه اللحظة على هذا الأساس ويأتي اتصال الرئيس بوش به وطبيعة المواضيع التي أثارها معه كمؤشر واضح لتلك الرغبة " رغم ارتباطها بشرط اعداد الدستور العراقي والتصويت علية , و ضيق الوقت من جهة , وتباين آراء الأطراف المشاركة في العملية السياسية حول نقاط مفصلية , كدرجة دور الأسلام في الدستور , وطبيعة الفدرالية هل هي جغرافية أم قومية أم أدارية وطبيعة الحكم كونه رئاسي ام برلماني وحول النظام الأنتخابي المقترح , هل يعتمد الدائرة الواحدة والتمثيل النسبي كما هو منصوص علية في قانون ادارة الدولة الموقت ؟
او يعتمد نظام المحافظة كدائرة انتخابية ؟ وغيرها من الأمور الشائكة , مع أخد بنظر الأعتبار مسألة رفض الثلثين من مجموع الناخبين لثلاثة محافظات وما ينجم عنه من حل البرلمان والبدء من نقطة الصفر في اجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة أخرى في ضوء نتائجها , والمهم من يضمن حينها عدم اعتراض الثلثين لثلاثة محافظات اخرى , وهكذا , الدوران في حلقة مفرغة لعدة سنوات أخرى إإإإ .
لنفرض حصول هذا السيناريو وهو احتمال قوي , ماهي النتائج ؟
- توقف العملية السياسية وانتهاء حكومة الدكتور الجعفري عمليا .
- خيبة أمل كبيرة لملايين المحرومين الذين جعلوا من الأنتخابات اصطفافا تعبويا لحمل ممثليهم الحقيقيين المتمثلين بالقوى التي قارعت الدكتاتورية لعشرات السنين والمدعومة من المرجعية الدينية العليا , وبتعبير آخر أستحضار وحشد كافة امكانية الأغلبية المهمشة تاريخيا , مع
الأخذ بنظر الأعتبار أكثر من مليون ناخب عراقي شكل الشيعة أغلبيتهم الساحقة قد صوتوا للبعثيين القدامى الجدد في قائمة علاوي لأعتبارات
عديدة , وفي مقدمتها السلبية المتجذرة في نفوس البعض بقبول الواقع رغم قساوته ودمويته والتعايش الصعب معه , لا محاولة تغيره الى واقع
آخر لايعرفونه ولم يتعاملوا سابقا معه , - خطر قيام صداميين وسلفيين بهجمات واسعة داخل المدن الشيعية وفي مقدمتها العاصمة بغداد تمهيدا لأستعادة ملكهم المفقود , وكانت هناك خطط أعدت سابقا ولم تنفذ حينها لوجود الجانب الأميركي الذي راهن على عملية سياسية في ظل المعادلة
السابقة التي لم تتحقق , أما في المستقبل يكون الحال قد تغير وان الفوة العظمى تكون قد أدركت بان استتباب الأمن شرطه الوحيد عودة القتلة الصداميين بنوعهم الطائفي المناطقي المعروف , وللحفاظ على دماء الجنود الأمريكان في ظل التكلفة المادية الهائلة لوجود هذا العدد الضخم منهم .مع حث الأنظمة العربية الطائفية المستمر لهذا التوجه " خوفا من حكم شيعي للعراق يخل بالتوازن الستراتيجي في المنطقة" وكأن الشيعة قد احتلوا اراضي الغير وقاموا بفضاعات كالمقابر الجماعية والتهجيرات وأنفلوا شعوب المنطقة واستخدموا الأسلحةالكيميائية ضدهم واستولوا على السلطة بالبطش وقطع الرؤوس لمئات سنين إإإ " .
وتسأل عن مدى قدرة الصداميين عن أحداث الفعل المؤذي الواسع ؟
الجواب , لايخفى على أحد وجود عشرات الآلاف منهم , الذين تلقوا تدريبا عاليا ولهم خبرة طويلة في أعمال القتل والحروب بانواعها المختلفة , والأبادة الجماعية وشتى الممارسات الوحشية الأخرى , وكان بأستطاعة الأمريكان قلعهم بأنفسهم أو فسح المجال للقوى المناهظة للبعثية منذ ايام مجلس الحكم وحتى الآن بتمكينها استخباراتيا وتسليحيا وسياسيا , لكنها فعلت النقيض من ذلك بالسماح للبعثيين في تولي الملف  الأمني وبقية تداعيات المشهد المأساوي اصبحت معروفة , واعتقد ان السبب وراء ذلك الأحتفاظ بالورقة الصدامية والتلويح بها لكبح جماحالتطلعات المشروعة للأغلبية المضطهدة والحفاظ على توازن معين يخدم مجمل ستراتيجيتها في المنطقة , الشهواني يقدر عددهم بمئتي ألف " ربما كان في ذلك مبالغة كبيرة قصد الشهواني منها ارجاف الشيعة بالخصوص "
انهم قتلة محترفون جاءوا من زمن المجازر والمقابر الجماعية , أدمنوا القيام بعمليات الأختيالات السياسية كوسيلة للقفز الى السلطة وذلك منذ السنين الأولى لظهور فايروسهم المعدي داخل الجسد العراقي . يضاف لذلك تحالفهم مع السلفية الوهابية القائم على قاعدة التماثل بالوحشية واللأرهاب , وتنسيقهم عملية تدفق أرهابيي بعض دول التماثل الطائفي في المنطقة وتقديم أنواع الدعم الوجستي لهم من اخفاء وحركة وتحديد الأحداثيات المكانية والزمانية لأهداف عملياتهم الأرهابية . فضلا عن توفرهم الآن على اسلحة متطورة تتمثل ببنادق آلية وقاذفات متطورة وصواريخ موجه بالليزر قصيرة المدى اميركية وأوروبية المنشأ تنطلق من قواعد متحركة كما حذر خبير عسكري اليوم من غياب التكافؤ بين المسلحين وقوات الامن العراقية من جيش وشرطة وحرس وطني مما يوقع خسائر جسيمة ويهدد بخلل امني شديد الخطورة بحسب تعبير الخبير.
أمام مسلسل الأرهاب المتصاعد وحرب الأبادة من طرف واحد لا يمكن ابدا القبول بالتسامح المزيف وانتظارعودة هؤلاء القتلة والمجرمين لضمائرهم كما يتمنى البعض , فمتى كان للمجرم ضمير؟ .
أوأخضاع مسألة الأرهاب الى مساومات سياسيةمع القتلة وممثليهم فهي ايضا لاتأتي بنتيجة سوى المزيد من القتل على الهوية وأستباحة الدماء والأعراض .

ولا يستطيع الشيعة الأعتماد على القوات الأمريكية في موضوع الحماية كالسابق حيث وقعوا بالجملة ضحايا للعمليات الأرهابية ولأختراقات أمنية في عمق مناطقهم , لوجود أجندة مختلفة لتلك القوات ترتبط بمصالح بعض دول الجوار السنية من جهة ومصلحتها والرغبة بتقليل خسائرها البشرية جهد الأمكان .
اذن لابد للقوى الشيعية تنظيم نفسها تنظيما ليس دفاعيا فقط بل هجوميا لمواجهة  الأرهاب على مستوى المحافظات ابتداءا ببغداد بأعتبارها اكبر المدن الشيعية من حيث السكان والأهمية خصوصا انها محاطة بالكامل تقريبا بحزام طائفي سلفي اقام طقوس ذبح على الهوية في مثلث الموت والمدائن وبعض مناطق بعقوبة والطارمية , واقامة نوع من التوازن على مستوى الرعب كعمل ردعي يفترض ان تمتلكه اغلبية الشعب العراقي ليعلم العدو البعثي والوهابي فداحة الخسائر التي من الممكن ان تترتب على اعماله الأجرامية . أن الأسلام دين العدل يدعو الى محاسبة اعداء الأنسانية ومعاملتهم بالمثل لدرء خطر اهل الحرابة الذين يعيثون في الأرض فسادا , وهو الأسلوب الأوحد للتعامل مع البعثيين ذوي التاريخ الحافل بالجريمة واتخاذ العنف والقتل والغدر والتآمر وسائل للوصول الى الهدف والحكم ليتسلطوا بعدها على رقاب الشعب المغلوب على أمره ويرتكبوا افدح الجرائم بحقه .
وعلى الحكومة المنتخبة مهمة تمكين اغلبية الشعب على جميع الأصعدة لترتفع الى مستوى تحمل هذه المسؤوليةالتاريخية في الأنتقال الى جبهة الفعل والتصدي دفاعا عن النفس والعرض والمال .
هذا كلة يتطلب توفر وقت كاف لأعادة امكانيات الدولة وأجهزتها الأمنية لتتناغم مع مصالح الأغلبية المهمشة وهي مصلحة عموم الشعب العراقي المسالم , لا الأرهابيين , كونها معروفة تاريخيا برفضها الظلم وحذف الآخر المخالف في الفكر والرؤية , مبدأهم التسامح وخلق مساحات مشتركة للحوار مع من يأخذ بلغته , لامع من أشعل هذا الحريق الملتهب ويبحث عن ملك مفقود بين أشلاء الضحايا , ممن يريد انهاء العملية السياسية بأقرب وقت برفض الدستور كما صرح بعضهم لعدم اتاحة الفرصة لتحقيق تلك الستراتيجية .
ومن هنا يكون من المفيد تأجيل العملية الدستورية لستة اشهر لغرض الأعداد الجيد لها من جهة , واستغلال هذا الوقت لتطهير المجتمع من خطر البعثية والوهابية من جهه أخرى .
 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com