|
من يؤمن بسيادة القانون عليه أن يفرض الأمن بالقوة دون خوف من احد وداد فاخر / النمسا
كنا ولا زلنا نأمل من الحكومة الوطنية المنتخبة أن تطهر كل الأجهزة الأمنية من القتلة والجواسيس من بقايا النظام الساقط ، وتضرب بيد من حديد على كل دعاة الإرهاب أي كانت مسمياتهم ، أو مكانتهم . فـ ( من امن العقوبة أساء الأدب ) ، لذا فلا مكان في عراق الحرية الجديد لمن يتجاوز على حرية الآخرين ، ويحتل مساجد الدولة كي يحرض ويهدد ويتوعد ، فمن هو حارث الضاري حتى يتملقه البعض ويدعوه بـ( الشيخ الجليل ) ، كما جاء في المقال المنشور باسم ( قاسم حول ) وبعنوان ( رسالة مستعجلة إلى الشيخ حارث الضاري ) ، والمنشور في ( إيلاف ) التي أخذت تثير حفيظة العراقيين في الآونة الأخيرة ، ولماذا الخوف من بضعة إرهابيين مسنودين بكم هائل من ( العرب ) المقيمين بين ظهرانينا. فالجميع يعرف بان هناك دعما لوجستيا وإمدادات وتوفير مآوى يتم للإرهابيين القادمين من خلف الحدود من قبل أولئك العرب الذين يحتلون مناطق مهمة في داخل وطننا . ورغم معرفة البعض بهذا التواجد الخطر يرددون مقولات لا علاقة لها بما يحصل في داخل الوطن ، ويتهجم البعض منهم على الحكومة المنتخبة ويرددون بعض مقولات أعداء العراقيين كما ذكر احدهم وهو متهم أيضا بسرقة موقع لجمعية عراقية بأنه نشر مقالا لكاتب يفتخر انه وضعه في الموقع المسروق كمقال افتتاحي ، وهو نفس ما كتب عنه قبل سنتين ، علما إن المقال المذكور مملوء مغالطة وافتراء على الواقع الحقيقي المعاش في مدينة البصرة التي أنا احد سكنتها ، ولي اتصال وثيق بالأهل والأصدقاء وسبق أن زرتها ولم أجد ما يذكره صاحبنا الكاتب عما كتبه في مقاله الذي يتحدث عن غزو إيراني للبصرة ، تاركا الإرهاب والإرهابيين المبعوثين سلفا من قادة السلفيين في الأردن والسعودية والكويت وقطر ، ليصرف الأنظار حول حدث آخر يتطلب معالجة دبلوماسية ، وتعاون حدودي . وترك الكثير من الكتاب المشكلة الحقيقية ، ولم يعد يتحدث عن الإرهاب الذي انتشر عملائه داخل مفاصل الدولة أيام حكومة أياد علاوي البعثية ، بحيث إن من يريد أن يمر من مثلث الموت في اللطيفية عليه أن يستأجر قوات مسلحة بكاملها ، أو يردد الشهادتين لكي يمر بكل قوة واستقبال حثيث للموت الذي يترصده في مثلث الموت المشهور . بينما يحدث بطريقة متقنة تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي لمناطق معينة من الأراضي العراقية كالمدائن والصويرة والدورة في بغداد ومثلث الموت في اللطيفية والمحمودية والإسكندرية ، وهو أمر في غاية الخطورة إذا لم تنتبه له الحكومة الانتقالية ، وتسارع بتوجيه ضربات ماحقة لقوى الإرهاب في هذه المناطق التي يراد لها أن تكون كانتونات إرهابية مقتصرة على طائفة معينة ، وتثير البلبلة محليا وعالميا في حالة التصدي لها بعد تمركزها ، وهي رسالة موجهة بالذات لوزير الأمن الوطني العراقي . فالجميع في موضع الاتهام بدءا من القوات الأمريكية التي تغازل ( الإرهابي حارث الضاري ) من تحت لتحت ، وتركته حرا طليقا منذ يوم سقوط نظام سيده صدام حسين حتى يومنا الحاضر ، مرورا بحكومة علاوي ، ووزارة داخلية النقيب التعيسه التي عرفت كيف تترك العراق طعمة للإرهاب والإرهابيين ، ورجال المخابرات من بقية السلف الطالح . ترى هل نعيد إنشاد قصيدة شاعرنا معروف الرصافي ، ونردد عن ( الجمعية الوطنية ) " ملك ودستور ومجلس امة" أم نتوقف عن تكملة عجز البيت يا مجلسنا المنتخب الموقر ؟! . فأين محاكمة الإرهابيين ، ومن سرق أموال الشعب العراقي سابقا وحاضرا ؟؟! . ومتى سيعم الأمن بقعة صغيرة من أرض العراق اسمها اللطيفية ، وهل يعجز على القوات الأمريكية السيطرة على هذه البقعة الصغيرة ؟؟! . وأين دور عشرة فرق عسكرية عراقية كما صرح بذلك وزير الدفاع الجديد ( سعدون الدليمي ) ، بحيث ( يخاف ) رجال الحرس الوطني عن ملاحقة الإرهابيين ، كما ورد في شهادة رجل صفيت عائلته المرافقة له ولجنازة ابن عمه في اللطيفية ، ولماذا لا تتم السيطرة على هذا الجزء الصغير من وطننا الذي أصبح مشاعا للإرهاب والإرهابيين القادمين من خلف الحدود ؟؟! . فمن يؤمن بسيادة القانون عليه أن يفرض القانون بقوة السلاح لا باستمالة هذا الطرف ، ومجاملة ذاك ، فالقتل على الهوية بدا الآن على المكشوف ، وعدم اتخاذ أية إجراءات قانونية يصاحبها عمل عسكري فعال لا يفيد إطلاقا في واد الإرهاب والقضاء عليه . يضاف لكل ذلك القيام بضربات وقائية تأديبية داخل الأراضي السورية من قبل القوات المتعددة الجنسيات لمراكز الإرهاب المعروفة سلفا وفي مواقع تتم رعايتها من قبل مخابرات البعث السوري ، والقيام باعتقال كل الداعين للإرهاب داخل مساجد الضرار العائدة للدولة أساسا ولا يحق لمن يتربع فيها أن يتصرف على هواه ، خاصة وان من يدعو للإرهاب يتقاضى رواتبه من خزينة العراقيين الذين يحرض على قتلهم وبمالهم العام . نتمنى على حكومتنا المنتخبة أن تستند في كل إجراءاتها الوقائية والتأديبية لمراكز الإرهاب في الداخل أن تأخذ في الحسبان الانتخابات المقبلة ودور الشارع العراقي في التصويت لمن يحافظ على حياة وكرامة العراقيين . وترك الحبل على الغارب في وضع مثل الوضع الاستثنائي العراقي الحالي يترك المجال واسعا لانتشار الإرهاب واستشر اسه على العراقيين ، فالجميع من المسئولين على الأمن يعرف من يحرض على الإرهاب ، وما ظهور حارث الضاري على فضائيات العهر العربية، وتهديده بالانتقام إلا استهانة بالقانون ورجاله وبالدولة وقواها الأمنية . وهل كان حارث الضاري أو أي من رجاله المنتشرين كالورم السرطاني في أنحاء وطننا المبتلى بهم يستطيع أيام سلطة البعث أن يتفوه بكلمة خارج نطاق تعليمات وزارة أوقاف العفالقة ؟؟!! . أسئلة كثيرة تحتاج لمن يجيب عليها ، وأول تلك الأجوبة لجم الإرهاب القادم من طرف البعث السوري ، لأن القيام بذلك العمل يظهر للجميع حسن النية الأمريكية ، وقبولهم لمشروعها ( الشرق الأوسط الكبير ) .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |