|
الفنان مازن المنصور وتاريخ آلة الكيتار
الفنان مازن المنصور Oslo.Norway
تعتبر آلة الكيتار، التي اخترتُ دراستها، من اقدم الآلات الموسيقية الوتريه التي عرفها الآنسان، فقد جاء ذكر هذه الآلة من تاريخ الفرس والروم، وكثير من أقطار الشرق الأوسط. وكذلك يرجع عندما بدأت التنقيبات الأثرية في آور من قبل علماء الأثار البريطانيين وبالأخص عام 1918 ومابعدها وجدوا في مدفن زوجة ملك اور السومرية مجموعة من العازفين مع 11 كيتار لهذه الفرقة الموسيقية وقد وجدوا ايضا كيتاركبير جدا مكون من 30 وتراً ذهبيا مرتبط بقاعدة من الأحجار الكريمة اللازورد وغيرها وفي البداية راس لثورمنحوت من الأحجار الكريمة وجميعها تعود الى اكثر من 4700سنه اي في عهد السومريين والقيثارة محفوظه الأن في المتحف البريطاني في لندن وهي قيثارة اور تسمى او قيثارة الملكة شبعاد.وعليه فان الحضارات اللاحقه واقصد الرومان والاغريق والحضارة الفارسية قد اخذت معظم العلوم ومنها الموسيقية من حضارة السومريين الراقية والتي سبقتهم بعدة قرون. فقد أ صبحت العلامة المميزة في مضمار الموسيقى الاسبانية مثلا، ومهما طرأ عليها من تغيرات متوالية بمرور الزمن، إلا انها مازالت محتفظة بأصالتها منذ خرجت إلى الوجود، كآلة ذات شعبية لاتضارع، بالنسبة إلى ماكانت عليه في الماضي. وقد طرأت على الكيتار في أوروبا تعديلات بين الحين والحين، منذ ظهر حتى الآن، وكان أشبه مايكون بالظاهرة الفريدة، التي يقبل عليها الملوك والأمراء، ومنهم من انصرف ألى دراستها والعزف عليها، بنفس الاهتمام ا لذي اولته ملكة ا نكلترا (اليزابيث الأولى) لآلة العود. ولاكن التقدم والتطور الحقيقيين اللذين أسهما في لفت الأنظار إلى آلة الكيتار يرجعان إ لى العازفين المهرة الآوائل ا لذين أشركوا الكيتار في الحفلات الموسيقية وقاعات العزف المنفرد، بالإضافة الى الهواة العاديين الذين طوٌروا الآلة وطوٌعوها حتى تلا ئم الموسيقى الفولكلورية الذائعة. ورغم أ ن معظم العازفين الكبار كانوا اسبانيين أو ايطاليين، كانوا يُستقبلون بحفاوة بالغة خارج بلادهم، ويلقون أينما كانوا اهتماماً محلياً ذا خطر عظيم. وإذا أردنا أن نقدم مثالاً جيداً لما نقول، فيجدر بنا أن نذكر (فرناندوسورز) الذي يعتبر واحداً من أعظم المنجزين في الماضي. وقد تدرب موسيقياً في دير (موتسارت)، ووضع تكنيكاً قيماً للعزف على الجيتار، وكتب له بشكل متخصص، بالإضافة إلى الآلات الآخرى. وفي عام 1813 سافر إ لى باريس، حيث حقق شهرة عظيمة وشعبية عريضة، ثم سافر إ لى لندن بعد حين، تحت رعاية الدوق (سوسيكس ) ومن خلال أدائه الجيد جعل من الكيتار آلة مألوفة للجميع. ثم رحل إلى بروسيا وروسيا، حيث استُقبل بما يستحق من حرارة وإعجاب، خاصة في بطرسبورغ التي كانت في ذلك الحين إ حدى العواصم الموسيقية العظمى. وهنالك وضع المارش العسكري لجنازة (نيقولاس الأول)، ثم عاد إلى باريس، وظل بها حتى أدركه الموت عام 1839، تاركاً وراءه ثروة من موسيقى الكيتار ذات المستوى الممتاز، وعدداً من الدراسات والأعمال الهامة الأخرى. وبعد (سورز)، كان أعظم إسهام في تطوير التأليف الموسيقي الخاص بالكيتار، على يد (فرانسيسكو تاريغا) رغم أن هذا الموسيقار عاش أولى سني حياته يقاسي الفقر والحرمان، فقد استطاع بأدائه الجميل أن يتحرر من حياته تلك، فقفز في خطوات موفقة إلى مصاف المشهورين الكبار، واقتحم بفنه وموهبته مسرح الهامبرا في مدريد، ثم سافر إلى فالينسيا وليون، ثم باريس، وهناك استُقبل أدؤاه بما لم يستقبل به أداء فنان من قبل هتافاً وتصفيقاً. وتعتبر مؤلفاته الموسيقية التي كانت تمتاز بالتحرر بداية رائعة للتجديد. فقد استطاع أن يقدم معزوفات ممتزجة، كأنه قد ألحق بكيتاره نوعيات من عزف الكمان والبيانو والأصوات المؤداة بأمهر العازفين في هذا المجال. ومن المؤكد أن كل من استمع إلى مؤلفات (تاريغا) شهد أنه أنتج أنغاماً متكاملة ومنفردة ومتميزة الجمال من خلال كيتاره. وبعد أن تعدد نجاحه في لندن والبرازيل وبرن وروما، عاد إلى موطنه، حيث قصر نشاطه. على التدريس والتأليف. وتعتبر هذه الفترة من فترات حياته أعظم المراحل التي أسهم فيها بقوة مؤثرة في تاريخ الموسيقى. إذ أثبت تلاميذه تفوقهم وامتيازهم كعازفين ومدرسين على السواء لدرجة أن كثيرين من مؤرخي الموسيقى اعتبروه مؤسس المدرسه الحديثه في تكنيك الكيتار. وفي ايامنا هذه لايمكن أن نشاهد حفلاً من حفلات الكيتار إلا ونذكر اسم (أندريه سيجوفيا ) الذي قدٌ م إلى العالم أجمع مايؤهله لأن يوضع في قائمة أعظم العازفين المنفردين الآولين. وقد عاش هذا الفنان في مبكر حياته في باريس منذ عام 1924، وسرعان ماذاعت شهرته وطافت العالم، وقد دفعه نجاحه المنقطع النظير لآن يعمل بدون كلل ليجعل من الكيتار آلة للعزف المنفرد، والعزف الأوركسترالي، وكان يدعو دائماً إلى التأليف للكيتار ويشجعه، فاستفاد من نصائحه صناع وتلاميذ ومدرسو الكيتار على حد سواء، أما في المدن فقد أصبحت حفلاته الموسيقية تُنتظر في شوق زائد، ولهفة بالغة، في المناسبات السنوية وغيرها، ويُقبل عليها عشاق الموسيقى للاستمتاع وإشباع الهواية والبحث عن الإلهام لدى الدارسين ! وبفضل (سيجوفيا) ازدادت أعداد الذين يقبلون على عزف الكيتار بامتياز، بل وزاد الوقت المخصص لعزف الكيتار في الحفلات الموسيقية التي يكون الكيتار عضواً من أعضائها. ويعتبر الكيتار من الآلات المثالية بوصفه آلة مصاحبة، وذلك لأنه يتيح أصواتا ً متضادة تصلح للتوزيع الهارموني. وقد تطور الكيتار في اسبانيا بوجه خاص، بالممارسين أنفسهم، من خلال استخدامه في مصاحبة الأغاني الأندلسية، ومن اشهرهم عازف الكيتار (باكودي لوسيا) بلاشك افضل وأمهر عازف كيتار معروف عالمياً عنده البراعة في العزف والتقنية والتكنيك ولد عام 1947 وهو عازف كيتار ذاتي التعليم بدء العزف وعمره سبعة سنوات وتعلم العزف على الة الكيتار من اخيه الكبير. فكان ذلك سبباً في مضاعفة ذيوعه وانتشاره شعبياً، لما كان يقدمه من الموسيقى الغنية والشيقة، حيث كان في هذه المجالات سيد الآلات المفضلة جميعاً، ثم ظهرت مع هذه الموجة الموسيقى الجديدة والايقاعات والأساليب المستحدثة، التي نمت على أوتار الكيتار. ورغم أن الكيتار قد صمم من حيث الهيكل من أجل استعمالات محددة، فإن الكيتار الاسباني ذا الستةأوتار هو الأكثر تعبيراً وضبطاً في كل اشكاله ويعتبر من أكثر الأنواع تقدماً من حيث البناء والتكنيك.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |