خرازي يتهم سوريا ضمنا بدعم الارهاب في العراق

صاحب مهدي الطاهر / هولندا

keesbees@hotmail.com

لا يمكن ان يسقط ولو سهوا عن نظراوبال اي متتبع لاحداث الشرق الاوسط  درجة التنسيق والتخطيط الوثيق ومنذ زمن بعيد بين ايران وسوريا في مختلف القضايا الشرق اوسطية خاصة المتعلق منها بمحاولة ايجاد نوع من البروز والتميز في المنطقة بما ينسجم تماما مع رؤى واطروحات وطموحات هذين النظامين حيث يرتبط المفهوم الايراني بدوافع دينية وايدولوجية متخلفة فيما يرتبط المفهوم السوري بدوافع قومية غذاؤها الاساسي الدكتاتورية والسلطة القاهرة التي تحكم بقوة النار والحديد.ان العلاقات الايرانية السورية ترسخت بعد انتصار الثورة الايرانية عام 1979 وكان موقف الحكومة السورية من الحرب الايرانية العراقية العنصر الاهم في بناءها وترسيخها حيث وقف النظام السوري بشكل ثابت مع ايران ودعمها بكل ما يستطيع للحؤول دون ترجيح كفة الطرف العراقي على الطرف الاخر لاحبا بايران بل كرها وبغضا للتوام الاخر من البعث السوري في العراق والذي يريد احداهما ان يلغي وجود الاخر ويبسط سيطرته على القطرين العراقي والسوري معا وان من اهم هذه المواقف المميزة هو قرار الحكومة السورية باغلاق خط تصدير النفط العراقي عبر البحر المتوسط الذي يمر خلال الاراضي السورية بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب مما اثارفزع كبير في اوساط المجتمع العراقي بسبب التداعيات الخطيرة التي افرزها هذا القرارعلى الواقع المعيشي للفرد العراقي ،كذلك استطاعت سوريا ان تكون نقطة عبور حيوية لاعادت تصدير السلاح المهرب الى ايران ضمن قنوات ووسائل مختلفة.ان هذه العلاقات بقيت قوية ومتما سكة رغم كل المتغيرات والمراحل الصعبة التي مرت بها طيلة عقود من الزمن وسؤال المطروح لماذا ؟ ان الانظمة الدكتاتورية تقع على اشكالها كالعصافير وهذا هو مغزى هذه العلاقات وحيويتها، فما ان اعلنت ايران الاسلامية انها اسست دولة تقوم على انقاض حكم ملكي غربي الميول حتى شد لها الرحال من كل فج عميق دكتاتوري فنعق من هناك  كيم ايل سونغ في اقصى القارة الاسيوية الذي اختطف كوريا الشمالية الديمقراطية وجاوبه من الطرف الاخر للعالم فيدل كاسترو قائد كوبا الشعبية الاشتراكية وانشد معهما حافظ الاسد من وسط الكرة الارضية الذي يرفع شعار وحدة وحرية واشتراكية ،مباركين ومهنئين بالمولود الجديد ،فما الذي يربط ياترى سوريا العربية البعثية الدكتاتورية بكوريا الشمالية الدكتاتورية البعيدة والفقيرة التي تصر الفضائية السورية على تسميتها بكوريا الديمقراطية تعففا وتخلقا وتادبا غير الدكتاتورية؟وما هو الرابط بين سوريا الدكتاتورية وكوبا الدكتاتورية الفقيرة والمنحطة التي تصر الفضائية السورية على تسمية قائدها كاستروا بقائد الثورة الكوبية تملقا وتذللا غير الدكتاتورية؟ وماذا يربط سوريا الدكتاتورية بايران الاسلامية الدكتاتورية(خامنئي الرئيس الحقيقي والقائد الفعلي لايران الغير منتخب الى ان ياخذ الله بروحه او ان تذهب الجمهورية كلها فيذهب الجميع معها)  حيث تصر الفضائية السورية على تسميتها بالجمهورية الاسلامية الايرانية فما موقع الاسلام من اجندة النظام البعثي الحاكم في سوريا حيث وسائل اعلامها المبتذلة شاهد على ما اقول، غير الدكتاتورية ؟.ان اعتقاد البعض ان النظامين السوري والايراني سيذهبان الى ابعد الحدود في علاقاتهما وسيتحملان معا مسؤولية ما تفرزه الاحداث القادمة في اليسر والعسر فهو واهم وعلى خطا كبير ، فعندما يواجهان تحديا حقيقيا يربك استراتيجيتهما المعلنة ويحصرهما في الزاوية الضيقة حيث ساعة الحقيقة  فاما البقاء واما اللابقاء فسوف تتقطع الوشائج وتتفكك الاواصر بينهما وسيعلن احدهما تخليه عن الاخر ،وهذا ما بدا يتضح حيث وضع وزير خارجية ايران مؤخرا اللبنة الاولى في هذه الطريق عندما صرح من  بغداد اثناء زيارته الى العراق وفي خضم رده على سؤال حول دعم ايران للارهاب الذي يعصف بالعراق حين قال.. ان ايران لا تدعم الارهاب في العراق وان اكبر دليل على هذا هو الاستقرارالذي تنعم به المدن العراقية المحاذية لايران...ان هذا التصريح بحد ذاته هو اقرار مباشر من قبل ايران بان هناك دور سوري في عدم الاستقرار في العراق لان المدن العراقية المحاذية او القريبة من الحدود السورية هي وحدها التي ينشط فيها الارهاب،فالجميع يعرف ان بؤرالارهاب تنطلق من مدينتي الانبار والموصل اللتان يرتبطان بحدود طويلة مع الجارة سوريا فيما تعتبر مدينة تكريت مدينة امنة ومستقرةعلى الرغم من انها مسقط راس صدام والمصدرالاول لازلام النظام البائد وتقطنها اغلبية سنية وتشترك مع مدينتي الموصل والانبار بكثير من الصفات والمميزات الاخرى الا في واحدة وهي بعدها عن الحدود السورية  وهذا ما جعلها كما يبدو بعيدة عن الارهاب والارهابيين الذين يتسللون من سوريا الى الاراضي العراقية جالبين معهم الدمار والخراب الى المدن العراقية.

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com