|
مازن المنصور ينثر موسيقاه في فضاءات العواصم
بقلم: هادي الحسيني
الفنان العراقي مازن المنصور المقيم في العاصمة النرويجية اوسلو منذ عدة سنوات ،هو من المبدعيين الذين ضحوا بكل ما يملكون من اجل عشقه للموسيقى فمنذ نعومة اظافره وهو صبي في بداية حياته كان يحلم ان يكون ذات شأن في الموسيقى ، ولهذا ظل ومازال وفياً ومخلصاً للحن الذي يطلقه من اوتار كيتاره بطريقة مشابه تماما لعشقه لوطنه العراق .. ومنذ ان ولد في مدينته الناصرية حيث الحضارات الاولى وحيث كلكامش وانكيدو والملاحم التاريخية التي مهدت وعلمت الانسانية منذ الاف السنوات ، انه الفنان المخلص بكل ما تعني كلمة اخلاص من معاني كثيرة وكبيرة / للعراق الوطن والناس ، وللموسيقى العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص ، وقد كانت رحلته طويلة وشائكة على مدى العقود الماضية الا ان صبره وتمسكه بالمباديء والقيم الانسانية اهلته لان يكون موسيقيا ذات صفات خاصة ، وكلنا نعلم بان الموسيقى هي غذاء الروح وهي الوحيدة التي تستطيع ان تعبر عن الحزن والفرح في ذات الوقت بطريقة مهذبة الامر الذي يجعل من الروح البشرية ان تستقبل تلك النغمات المنبعثة من اوتار العود او الكمان او بعض الالات الموسيقية الاخرى ، وهي تكون في نشوى عالية ومن شأنها ان تهدأ من تلك الروح وتجعل منها اكثر حيوية واكثر نشوة واكثر استمتاع بجمال الحياة والتي لم نحصد منها سوى الحروب والويلات التي عصفت بوطننا وشعبنا العراقي منذ تسلم النظام الصدامي المجرم السلطة في العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود ، وما انتهى بهم الامر على يد قوات التحالف ، فقد كان حدثا كبيرا وهائلا ، وبهذا السقوط المروع للنظام الذي صادر كل ابداعات الموسيقيين العراقيين وحاول بطريقة او باخرى تجييرها لصالح همجية النظام في حروبه وكوارثه التي استمر لسنوات طويلة .. فبعد ان غادر وطنه العراق الفنان المبدع مازن المنصور على أثر دعوة فنية وجهت له من قبل ادارة مهرجان جرش الذي يقام سنوياً في المملكة الاردنية الهاشمية ، وهذا الفنان العاشق للموسيقى منذ نعومة أضافره قد رفض ايفاده للمشاركة في مهرجان جرش في العام 1996 من قبل وكيل وزارة الثقافة انذاك في عهد النظام المقبور المدعو نوري المرسومي ، وعلناً فقد تمت مساومته في اخذ الرشوة منه عنوة والا سترفض دعوته ، كما ترفض دعوات الاخرين من الادباء والفنانين العراقيين حين تتم دعوتهم الى مهرجانات الشعر والموسيقى ، الا ان الصدفة قد لعبت دورها في خروج الفنان وافلاته من القبضة الحديدة التي كانت متدلية على رقاب جميع الفنانين والادباء العراقيين ، وكانت سذاجة وجهل اعوان النظام انذاك قد مهدت الطريق للعديد من الاسماء المبدعة داخل العراق بان تخرج بعد ان تضحك على ذقونهم بطريقة او باخرى ، وما ان وصل الى العاصمة الاردنية عمّان هذا الفنان اشترك في المهرجان الذي كان مدعو اليه ، فيما قدم لوحات موسيقية غاية في الابداع والجودة عّرف من خلالها على حضارة العراق الموسيقية والتي هي المنبع والنهر الكبير الذي تغرف منه الموسيقى العربية عبر تقاسيم المقامات العراقية والتي يمتد تاريخها الى قرون من الزمان .. لقد شارك الفنان مازن المنصور في العديد من المهرجانات العربية والعالمية ونال العديد من الجوائز منها التقديرية ومنها المادية وعلى اوسمة فنية .. وفي العاصمة النرويجية اوسلو حيث يقيم الفنان مازن المنصور منذ سنوات قد اقام العديد من الحفلات الموسيقية وكان خير ممثلا وسفيرا للموسيقى العراقية ، كذلك قد اقام حفلات في اسبانيا والدول الاسكندنافية مثل السويد والدنمارك والعديد من الدول الاوربية وكان في جميعها مبدعا حقيقيا يجوب العواصم العالمية مقدما موسيقى لافته انتباه الجمهور سواء كان الجمهور عربيا ام اوربيا .. والفنان مازن المنصور من مواليد الناصرية درس الموسيقى وعمل كمدرس لها في احدى المعاهد الموسيقية وهو عازف كيتار من الطراز الاول ، بدأ حياته الفنية منذ عام 1974 وبدأت نشاطاته مع الفرقة الموسيقية للنشاط المدرسي في مديرية تربية محافظة ذي قار .. وقد بدأ دراسته الاكاديمية للموسيقى في العاصمة العراقية بغداد ، وهو عضو نقابة الموسيقيين العراقيين كذلك بعد وصوله الى الاردن واشتراكه في مهرجان جرش عمل في التدريس في احدى المعاهد الموسيقية داخل العاصمة الاردنية عمّان ومحافظة اربد التي تقع في شمال الاردن من اجل توفير لقمة الاستثنائية والرقابة الشديدة التي كانت تحيط بالفنان العراقي من قبل نظام القتلة المقبورين ..
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |