|
الى الاستاذ جاسم المطير مع التحية
علياء الانصاري جوهر الاختلاف في المنظومة الانسانية تكمن _ برايي _ في النظرة الكونية للحياة، حيث لكل انسان نظرة معينة تجاه الحياة تتباين تبعا لما يحيط به من ظروف وملابسات تاريخية وجفرافية وسياسية وتقترن بمخزوناته الفكرية والعقائدية والبيئة وحتى الوراثية. وربما النظرة الكونية للحياة تتدخل حتى في طبيعة تناول الطعام او الاستلقاء للنوم وتحديد الهوايات. واعتقد ان جمالية الحياة تكمن في هذا الاختلاف والتبياين ولكن... النظرة الكونية التي احملها قد تختلف مع الاخر ولكن هذا لا يدعو الى ان اكون انا الحق وهو الباطل، المشكلة بل دعوني اقول الماساة التي نعيشها اليوم هي ان الكل يعتقد انه حق وان ما سواه باطل، ونعتمد هذا الاعتقاد في تنميط سلوكياتنا وكتابتنا وربما علاقتنا ايضا. واظن ان هذا جزء من خطة الارهاب التي تعمد الى تفخيخ علائقنا الانسانية وروابطنا الاخوية ومنظوماتنا الفكرية قبل ان ان تفخخ اجسادنا. قرات ما كتبه الاستاذ جاسم المطير عن رايه في النائبات الصامتات وعن دعوته لسفور المراة العراقية وله الحق في ابداء رايه الخاص حول هذه القضية كما لغيره الحق في ابداء ارائهم حول هذه القضية وغيرها. واقول ابداء الراي لا فرض الراي. فنحن عندما نطرح ارائنا نقدمها كفرض واقعي لابد من تصديقه ودونه لا واقعيه له ولا مصداقية. وهذا هو المطب الثقافي الذي نعيشه اليوم واتمنى ان لا يقودنا الى الهاوية الحضارية. لذلك اقول ان النظرة الكونية هي التي تحدد سلوكياتنا وكل انفعالاتنا وارائنا واقوالنا وحتى انتماءاتنا الدينية او السياسية او الاجتماعية. واسمح لي يا استاذ جاسم ان اتحدث عن رؤيتي الكونية للحياة لعلك تسمعها مني وتفهم ما اريد قوله واني احترم رؤية الانسان الاخر ونظرته الكونية مهما كانت كما اتمنى ان يحترم نظرتي: رؤيتي الكونية تتخلص في ان الانسان له بعدان مادي ومعنوي، المادي سيندثر بعد حين من الزمن بالموت، اما بعده المعنوي فهو باق خالد ابدي. وهو في رحلته في الحياة يستخدم هذين البعدين لقضاء شؤونه وتدبير اموره والبعد المادي هو الاكثر ظهورا على الساحة وهو من عوامل رقي وتكامل البعد الروحي لذلك انا اعتمد هذا البعد في تنميط سلوكياتي في الحياة حتى ارتقي بالبعد الروحي واجعل منه خالدا خلودا سعيدا. فجسدي هو اداتي في الحياة وانا حرة في التصرف في هذه الاداة، انا لا اعيش حياتي لاستهلك ادواتي انما اعيش حياتي لاستثمر هذه الادوات بما يبقيني خالدة. ولم يكن النمط الذي ارتايته لجسدي عائقا يوما ما عن العلم او الفكر او الثقافة او العمل او التواجد في الشارع او الساحة العملية او العلمية او الاجتماعية او السياسية بل العكس كنت اشعر بهذا النمط المختار نوعا من الحرية التي تدعم حركتي وتعطيني حافزا للتقدم ورفض الخوف والدخول الى كل الميادين بجراة وشجاعة. هذه هي رؤيتي للحياة التي اسست عليها طبيعة اختياري للثوب الذي ارتديه واظن ان هذا من ابسط حقوقي. واظن ان من ابسط حقوق المراة العراقية ان تختار هي ما تريد من نوعية الثوب ونوعية العمل ونوعية الحياة الاجتماعية التي تريد او السياسية ... لنعمل معا حتى نحرر المراة من الخوف القابع في قلبها ... ذلك الخوف الذي احجمها عن ممارسه دورها في الحياة الاجتماعية والسياسية وربما حتى من الاحساس بلذة الحياة. لنعمل معا لتحرير المراة العراقية من الجهل والفقر والاظطهاد بكل اشكاله الاسرية والاجتماعية والسياسية والارهابية ... لنعمل معا لتحرير المراة العراقية من ماضييها الاليم وحاضرها القلق ومستقبلها المجهول... لنعمل معا لتجفيف دمعة المراة العراقية وتضميد جراحاتها وما اكثرها لنصنع لها حياة سعيدة فضلى تختار هي فيها ما تريد. ليس مهما عندي ان تكون المراة العراقية محجبة او لا، المهم عندي ان تكون المراة العراقية سعيدة وان تنهض من علياء القهر المكبوت سنين طويلة الى علياء العلم والرقي والمجد. لماذا نوظف طاقتنا الفكرية وابداعاتنا القلمية وكل ما نملك من ثقافة وعلم واحاسيس بالهم العراقي نوظف كل ذلك بالتطاحن والتناحر بدل ان نوظف ذلك لنفكر كيف نرتقي بالمراة العراقية ونرفع من شانها وناخذ بيدها بعد ان تكالب عليها الداني والقاصي لابادتها. لنفكر ونعمل معا لاجل المراة العراقية فهي تستحق منا الكثير الكثير.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |