بدر وعقدة الخوف لدى الاخرين

جنكيز رشيد

jengezr@yahoo.com
 

منظمة او قوات او فيلق بدر تسميات اطلقت على بدر الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية التي يتراسها عبد العزيز الحكيم وتشكلت منظمة بدر ايام المعارضة العراقية في الثمانينات بعد ان استنفذت الطرق السياسية لمواجهة طغيان الدكتاتور صدام وبعد فشل عدة تشكيلات جهادية وعسكرية من صنع العامل المؤثر والفاعل والذي يمكن ان يوازي او باستطاعته توجيه ضربات الى  القوات الموالية للطاغية صدام ولديها الهدف الواضح والديمومة والايمان الراسخ بقيادتها وبالهدف الذي تصبو اليه أي بعبارة اخرى ...بعوامل نجاحها فكان  ذكر اسم فيلق بدر ايام حكم الطاغية كافيا لان يوصل الى حبل الاعدام بل كان رعبا دائما يهدد مضاجعهم ، وابان الاجتياح الامريكي للعراق وسقوط صنم بغداد انتقلت هذه المخاوف الى الإدارة الامريكية  وقد صرحوا بانهم لن يرضوا بدخول هذه المنظمة الى داخل الأراضي العراقية مع ان مليشيات اخرى كانت قد دخلت مع القوات الأمريكية  فكان القلق الامريكي من هذه الفئة والتي اسست من قبل عوائل الشهداء والمظلومين والمضطهدين والطبقة المسحوقة من الشعب العراقي  وكان دخول منظمة بدر الى العراق كافراد وليس كتشكيلات عسكرية وتحولت من منظمة عسكرية الى منظمة سياسية  وانتهت الصفة العسكرية للمنظمة لكن المخاوف لم تنتهي بل ان المداهمات والاعتقالات قد نالت منها وكانها هي السبب في ماسي الشعب العراقي .

لقد اراد الامريكان تطبيق اجندتهم السياسية في العراق من خلال السيطرة على اصحاب القرار وتجنيدهم بالاقناع والاغواء واستخدام القوة احيانا بل انهم اتبعوا اسلوبا جديدا وهو ان الذي لاتريده امريكا لا تحميه في ظل الهجمات الارهابية الشرسة للارهاب العالمي ولو نظرنا الى القوى السياسية العاملة في الساحة العراقية قد ترى انها قوى سياسية قد تقف عاجزة في مواجهة الارهاب الذي يعتمد العسكرة واستخدام لغة السلاح ولاتفهم غير الضرب يالعصا بل لايمكن الاعتماد على اية مؤسسة عسكرية كون ان النظام البائد قد سخر كل العسكريين لصالح فئة هم البعثيين والطائفيين ممن لايمكن الاعتماد عليهم في قيام دولة ديمقراطية وكثير منهم ممن تلطخت أيديهم بدماء الابرياء فكانت منظمة بدر الخزين الاستراتيجي والفاعل  والعصا التي يمكن الاعتماد عليها كظهير قوي ولعل قوة منظمة بدر قد تضاعفت من خلال الالتفاف الجماهيري حولها وتاييد الجماهير لهم على عكس قوى أخرى كان لها رصيد شعبي واسع خسرته بسبب مواقفها اللامسئولة  وتحولت  عدوى المخاوف من الإدارة الأمريكية إلى هيئة علماء المسلمين والضاري   اذا لابد من القضاء على منظمة بدر؟؟؟؟؟؟

هذه كانت النتيجة ....المؤسسات العسكرية يمكن السيطرة عليها عبر السيطرة على قياداتها ولديهم بدائل والسيطرة على مراكز التمويل واكثرية القوات الحكومية تتبع اوامر من يمولها ونفس الاساليب التي اتبعها دكتاتورهم صدام بل اساليب كل الحكومات التي سبقتها السيطرة على المؤسسة العسكرية والانقلاب وقيام دولة الحزب الواحد .

اما منظمة بدر فهي منظمة عقائدية يتبعون مبدا الايمان بالعمل كافراد ولايمكن ان تتبع اوامر من غير الاشخاص غير الموثوق بهم وبولائهم الديني يجعلهم يتفانون في العمل والجهاد في سبيل اهدافهم والتنزه عن المكاسب الدنيوية والنقطة الاخرى انه يمكنها الاستمرار مع الانقطاع التمويل المالي وثالثا الدعم الجماهيري اللامحدود لها  وهذا ممايثير القلق والمخاوف عند الانقلابيين والاطراف الاخرى فعمدت هذه الاطراف بعد ان عجزت عن مواجها هذه القوة الى اسقاطها عبر اثارة الاتهامات والافتراءات وتنسيب اعمال ارهابية لها  وهي تعلم علم اليقين ان بدر بريئة منها براءة (الذئب من دم يوسف ) ولأنها هي اصلا تقوم بتلك الاعمال الارهابية بشكل مباشر او عبر الدعم الروحي او الوعظ الديني ولان بدر تتبع اوامر المرجعية ولاتخرج عن الخط المرجعي الذي يحرم التصفيات الجسدية ولو ارادت بدر النيل من احدهم لفعلت اول ايام السقوط ولم تنتظر كل هذه المدة وهي قادرة على ذلك !!!!!!!

اذن هيئة علماء المسلمين تحاول النيل من منظمة بدر عبر العصا الامريكية والدولية واستنهاض الراي العام على هذه المنظمة خصوصا تلك التي في الدول العربية التي تتحين الفرص لذلك وتمول أي عمل من شانه النيل من هذه المنظمة  ولعلي اتذكرعلى  سبيل المثال وفي زيارة لي الى مدينة تكريت بعد سقوط النظام بأشهر رأيت ان الناس في خوف وهلع وكانت الشوارع فارغة فاستفسرت فقال لي احدهم اذهب الى البيت واختبئ  لقد سمعنا ان قوات بدر نزلت الى المدينة وقالها لي بخوف وهلع وغادر مسرعا .

لقد صور لهم الاخرين ان منظمة بدر منظمة إجرامية و هم كأتباع ألزرقاوي بل اكثر وانها منظمة طائفية على عكس توجهات بدر الحقيقية او انهم يعرفون ان بدر لو ثارت لضحاياها وللمقابر الجماعية فسيكون حسابهم عسيرا فهم يعلمون حجم جرائمهم بحق عوائل وأخوة بدر فارادو إسقاطها بأيديهم او بأيدي الذين كفروا ويأبى الله لهم ذلك انه نعم المولى ونعم النصير.

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                  

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com