سنّة الصحابة وسنّة اهل البيت

(تصحيح لمصطلح الشيعة والسنة)

 

محمد الموسوي

almosawy1967@yahoo.com

 

السنة بمعنى ما جرى عليه العمل سابقا بالقول او الفعل او التقرير فاذا كان صاحب هذا العمل او القول او التقرير هو الرسول الاعظم سميت السنة  بالسنة النبوية واذا كان العمل او القول اوالتقرير للصحابة سميت سنة السلف من الصحابة وان كان ذلك صادرا عن اهل بيت الرسول سميت بسنة اهل البيت وهم سلف ايضا. وهكذا فكل ماسبق وثبت فهو سنة.

وعلى ذلك يطرح التساؤل نفسه أي من هذه التسميات تصلح للتفريق بين السنة والشيعة ؟او بمعنى اخر ما المقصود بالسنة والشيعة؟

وللاجابة على ذلك نقول ان كلا الفريقين متفقين على الاخذ بكل ما جاء او ثبت عن السنة النبوية وهي لديهم من اصول الدين منكرها ليس بمسلم وكلاهما يتحرى بطريقته للتثبت من صحة ما ورد عن النبي خاصة وان كليهما يعلمان ان الرسول الكريم قال ستكثر عليّ الكذابة فاذا جائكم عني حديث فارجعوه الى كتاب الله فما طابق كتاب الله لي وما خالفه اضربوا به عرض الحائط وقد كانت هذه القاعدة العظيمة التي ارساها النبي الاكرم اساس القوة العظيمة للسنة النبوية واذا كان الامر كذلك فلا مجال للقول ان السنة بهذا المعنى تصلح ان تكون محلا للخلاف الواقعي بين الفريقين فاذن مالمقصود بالسنة التي اختلفوا عليها؟

ولكي يتضح الامر لابد من الاشارة الى ان المسلمين بعد وفاة الرسول(ص) اختلفوا سواء في تفسير المراد من النصوص او من الاحاديث من جهة او في الاستناد الى النصوص او الاحاديث لتقرير حكم للمسائل التي استجدت بعد الوفاة وهو امر لاشك منطقي لاختلاف الافهام ومساحة العقول على رجاحتها عند الصحابة جميعا وظهرت مدرستان للتصدي هما مدرسة الامام علي بن ابي طالب ومدرسة الصحابة ودار الخلاف حولهما على كثير من الامور حيث شهد الجميع اسلوبا متميزا من حرية الراي والاحترام والمعارضة البناءة فكثيرا ماياخذ الصحابة براي علي(ع) وكثيرا ما يترك على الراي لهم ولم يسجل التاريخ بين هولاء مشادة كلامية او عراكا اوصفعة وكان كل منهم يرى ان ما يتاوله يصيب السنة النبوية او يحقق مراد الشارع في النص ومن هنا نشات لكل من المدرستين مظاهر الاتباع فظهر انصار مدرسة علي وانصار مدرسة الصحابة  وقد اكمل ابناء علي طريق المدرسة العلوية وكانوا جزءا منها دون ان يعترض الصحابة او انصارهم على أي منهم او يتهمه بباطل وبهذا استقرت سنة للصحابة وسنة لاهل البيت  وتابعها الناس على فريقين لم يحدث بينهما أي خصام سوى الاعتقاد بالافضلية عند انصار المدرسة العلوية لاراء اهل البيت والمساواة بين الجميع عند انصار المدرسة الاخرى ولكل منهم ما يستند عليه من نصوص او احاديث اضافة الى ما استفادت منه مدرسة الصحابة بظهور الفقهاء الاربعة (ابو حنيفة ومالك واحمد والشافعي) فاصبح فقههم معبرا عن منهج مدرسة الصحابة وقد اكتفى انصار مدرسة اهل البيت باراء الامام الباقر والامام الصادق اللذان عاصرا هولاء الفقهاء الاربعة واستقرت المدرستان باعتماد اصولهما من السلف فمدرسة اهل البيت بدات من علي وانتهت بالمهدي وهم اثنا عشر اماما من ابناء علي ومدرسة الصحابة تفرعت الى مذاهب فقهية اربعة الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية وظل الاجتهاد لما ياتي من مسائل مستجدة مطروحا امام المتصدين للفقه ـوان عانى هذا الامر اشكالات عند البعض ـ الا انه استمر جريان النهر الى يومنا هذا.

وعلى ذلك يتضح لنا ان تسمية السنة والشيعة تسمية عائمة قد تحوي الفريقين مرة عندما تكون السنة النبوية او الاقرار بفضل اهل البيت هي المعيار او الاقرار بفضل الصحابة مع اقرار افضلية اهل البيت مره اخرى  وعليه اذا كانت الشيعة نصرة لعلي بن ابي طالب فالفريقين شيعة وان كانت السنة  هي سنة المصطفى فالكل سنة.

وبناء على ماتقدم يتسنى لنا القول ان التسمية الحقيقية للفريقين هي سنة الصحابة وسنة اهل البيت وليس السنة والشيعة والاختلاف بهذا المعنى اختلاف في منازل الرقي في الايمان امام الله وليس ابتعادا او اقصاءا منه مطلقا.

واذا كان الامر كذلك لماذا شهد الفريقان قتلا وفرقة فما السبب في ذلك؟

ان السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذا الابتعاد والتنافر هو ما احدثه الحكام الامويين من زيف ولغط وانحراف سواء على مستوى تحريف المراد او وضع الاحكام المزورة بعد ان اشتروا ذمم البعض وقتلوا العلماء واولهم ذرية علي بن ابي طالب فقد باعوا الدين بثمن بخس لتستقر لهم السلطة والثروة وكانوا من المكر والدهاء ما استطاعوا به ان يحققوا مايريدون فقد استطاع معاوية اخراج الناس لقتال علي واستطاع ابنه يزيد من تعبئة الناس لقتل الحسين وحرق الكعبة واستباحة مدينة رسول الله وتمكن ابناءه وابناء مروان بن الحكم من امور اخرى كثيرة فاستأثروا بالسلطة والثروة ونشروا القتل والاستبداد واوغلوا بقتل العباد وهو الامر ذاته الذي سار علية خلفهم العباسيون.

ولقد كان الامويون والمروانيون والعباسيون من الذكاء والفطنة اذ انهم ـ  وبعد ان علموا توغل الاسلام في نفوس الناس ـ لم يتصدوا لمحاربته علنا بل وظفوا عموم النصوص لمصلحتهم ووضعوا الاحاديث التي نسبوها للرسول بما يحقق مصالحهم فقد فسّر معاوية حديث رسول الله عن عمار بن ياسر حين قال عمار تقتله الفئة الباغية بان الفئة التي اخرجته للحرب هي السبب في قتله وهذا يعني ان علي وفئته هم الفئة الباغية وغير ذلك كثير وكثير وهو الامر الذي دعا من هو منهم بالدم لكنه تنور بالاسلام ان يعلن بطلان سيرة اهله كمعاوية بن يزيد وعمر بن عبد العزيز لكنهما مع الاسف لم يستطيعا ان يغيرا بما فيه الكفاية بسبب تخلي ابن يزيد عن الحكم واعتزاله الناس وبسبب قتل الخليفة عمر بن عبد العزيز من قبل الامويين ، وبمرور الزمن احدث الامويون والمروانيون والعباسيون افعالا واقوالا وتقريرا يخالف سنة الصحابة او سنة اهل البيت فضلا عن سنة المصطفى طبعا وصارت سنة اقل ما يقال عنها سنة الطغيان او سنة سارقي الاسلام ومفرغي محتواه ومع الاسف لازالت هذه السنة المقيتة لها من يروجها من الحكام المستبدين ورجال العمام من وعاظ السلاطين وقد احدثت هذه السنة اللعينة فرقة ما بعدها فرقة بين كل المسلمين واثارت ضغائن بينهم وحروب سال بها الدم ونهبت جراؤها الثروات فوهن المسلمون واصبحوا لقمة سائغة لكل طامع وتفرق الاهل وحلت الكراهية وانتشرت الجريمة واستشرى الاستبداد حتى صار الاسلام ارهابا والمسلمون قوم لايفقهون فجاء الغرب كله للتخلص من هذا الشر المستطير.

متى ينتبه المسلمون ويتبرئوا من سنة الطغيان التي لازال البعض يروج لها ويستغلها ويلصقها بالاسلام وما يشهده العراق اليوم من استهتار بحرمات المسلمين وضياع  للنفوس والثروات ما هو الا حلقة من حلقات التدمير الناتجة عن هذه السنة.... فياسنة الصحابة ويا سنة اهل البيت ثوروا على سنة الطغيان ومن يستعين بها واحموا انفسكم وبلادكم ودينكم والا فالموت اكيد والدمار قادم  يوم لاينفع لامال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم واعلموا ان من علامات العمل بسنة الطغيان نشر الفرقة واباحة قتل الشيعة او السنة او منع العراق من ان يكون دولة حرة مستقلة يعيش اهلها بكرامة وسؤدد وهو ما يحاول التحالف الارهابي العمل عليه..اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com