اوركسترا الليالي في اوسلو

 

بقلم: هادي الحسيني

 تتخذ دائرة الثقافة النرويجية في العاصمة اوسلو مسرحا عائما على ساحل البحر، وهو عبارة عن سفينة متوسطة الحجم حُور داخلها الى مسرح جميل، تقام فيه العديد من الامسيات الفنية وبخاصة الموسيقية والغنائية منها، وحيث تتلاطم امواج بحر الشمال مع انغام الموسيقى النرويجية والاسبانية والعربية والانكليزية والالمانية، الامر الذي يجعل من تلك الامواج اكثر تلاطماً واشتعالا على الرغم من برد اوسلو الشديد..

وفي يوم السابع عشر من هذا الشهر اقيم حفلا فنيا ساهرا لاوركسترا الليالي، وهذه الاوركسترا مكونة من مجموعة من الفنانيين الموسيقيين الاوربيين ومعهم موسيقي عراقي وحده يمثل العرب بموسيقاهم وهو الفنان مازن المنصور ..وفيما تعالى تحليق هذه النخبة من الموسيقيين في ادائهم الجميل والممتع الامر الذي اطرب الجمهور النرويجي والعربي الذي كان حاضرا لهذا الحفل، وقد تألق الفنان الجزائري (الشاب حسين) والمطربة النرويجية (انكي كيرد) والتي ابدعت بحق في العديد من الاغنيات التي غنتها وبخاصة ما غنته من الاغنيات العربية وبطريقة جميلة جدا على الرغم من لكنة اللغة، الا انها جعلت من الجمهور ان يتفاعل مع اغنياتها ويصفق لها كثيرا، كذلك فقد ابدع المطرب الجزائري (حسين) باغنياته العربية وهو يتمتع بطبقات صوتية عالية وجعل تزاوج الموسيقى العربية والاوربية منطلقا له في اغلب اغنياته، وقد اندهش الجمهور العربي الحاضر لهذه الامسية الفنية لهذا النوع من الغناء الجميل الذي سرعان ما يناغم القلوب بطريقة مشوقة وسلسة ..

فيما تألق عازفوا اوركسترا الليالي عبر آلاتهم الموسيقية المتنوعة ما بين البيانو والكيتار والاورك والايقاع، وقد اكد هؤلاء العازفون بمقطوعاتهم الموسيقية التي انسجم الجمهور الحاضر مع انغامها بطريقة مفرحة، وكانت تعبر عن الصدق المرهف بالاحساس الممتع وقد زاد الانسجام اكثر ذلك التحاور الموسيقي الذي ادهش الجمهور بين آلة الكيتار للفنان العراقي مازن المنصور والفنانة النرويجية عازفة البيانو (بيريت) حيث قدم الثنائي حوارا موسيقيا شيقاً ليشكلوا لوحة ذات ابعاد موسيقية تكاد تكون قريبة من النوع الكلاسيكي، وبانت معزوفاتهم شبيهة لاسراب الطيور في تناغمها وانسيابيتها في الحركة

فكلما اسرعت حركة اوتار كيتار الفنان المنصور دلالة ورقة، ازدادت بالمقابل ضربات آلة البيانو حنانا ورقة من قبل الفنانة النرويجية بيريت، الامر الذي وجد المستمع نفسة في حلم رومانسي قل ما يراوده في المنام ..

والغريب في تجربة هذه الفرقة الموسيقية انها تجمع عازفين من دول مختلفة جمعتهم الموسيقى والحب والحرية، فهذه الفرقة مكونة من دول النرويج وبلقانيا والعراق والجزائر والمغرب ودول اخرى، وقد قدموا انماطا موسيقية متنوعة وتحتفي بابداعات الشعوب، ومن موسيقاهم نجدهم قد قدموا خلال حفلاتهم السابقة موسيقى الراي وبلقانية ونرويجية وعربية ولاتينية وسمفونيات عالمية لموزارت وموسيقى الجاز ..

وكان الفنان العراقي مازن المنصور احد اطياف هذا التنوع الموسيقي ضمن تشكيلة هذه الفرقة الموسيقية قد شارك في العديد من المهرجانات العربية والعالمية قبل وصوله النرويج والاقامة فيها منذ سنوات طويلة، ومن المؤكد ان هذه التجربة لهذا الفنان المواظب على فنه وعشقه لآلة الكيتار سيجعل منه اكثرا اصرارا على الغور في اعماق الموسيقى الغربية بعد ان ابدع بشكل ملفت للنظر في موسيقاه العربية ..