|
قبل ان نصدر حكماً على ما يجري بهذا البلد الذي نتبادل معه التأثير والتأثر يجب ان نستعرض ما يكونه عقلنا من صور وما نلمسه في واقع التطبيق من مفارقات صارخة . ويجب ان نتدارس أمر ما يمر بة البلد استناد إلى اقرب التجارب المشابهة او المتطابقة ان وجدت. وليكن العراق مقياسا مرجعيا لرؤيتنا لهذا البلد. مع احترام الفوارق السياسية ومراعاة الخصوصية . لكن ان نظرنا بشمولية إلى واقع السياسة الإيرانية وبتجرد مع الأخذ بنظر الاعتبار التغيرات التي أوجدها سقوط صديم الفأر. نجد ان الطريق الذي تسير بة إيران ألان مشابه لما مر بالعراق قبل دخوله الكويت. فالوضع السياسي يتجاذبه أطراف عدة أبرزها قادة يحاولون تطبيق نظريات قديمة على واقع متغير وغير مثالي . والخط الثاني هو خط النظام السابق او ألشاهنهشاهي ان صح التعبير . الذي بدأ يثبت وجودة بمرور الوقت ويعيد تنظيم صفوفه بأسماء متعددة وهدفها واحدة هو الانقلاب على النظام من الداخل وإفشال كل مخططاته. وخطوط أخرى غير واضحة المعالم او محددة الأهداف إلا ان لها تأثيرات وقتية عن طريق تولي احد منها منصب او خروجه بتصريح يناقض ما يمكن تسميته الخط العام للدولة ان وجد. فمن متابعتنا لقضايا عده نجد ان ليس هنالك ما يمكن ان نسميه وضوح او ثبات في التعامل مع القضايا التي تواجه المجتمع الإيراني ألا أذا استثنينا ما يصنف تحت بند الحلال والحرام الظاهر. لنأخذ مثلا التعامل مع أمريكا او التعامل مع الوضع النووي الإيراني حيث ببساطة يتبادر الى ذهنك ان (ناس تجر بالطول وناس تجر بالعرض) كما ان غياب ثقافة المصارحة مع الذات تعطل الأطروحات المنطقية. خذ مثلا قبل يومين او ثلاث احد ابرز قادة الثورة المتبقين يعترف ان عملية اجتياح السفارة الأمريكية خطأ... صح النوم. أين كنت مولانا وأي دين كان يبيح لكم اختطاف من يعتبر رسول دولة لديك مهما تكن جريمته او جريرته . هذا أمر مرفوض إسلاميا قبل ان ترفضه كل التعاليم الوضعية. او ثاني يعتبر ان أيجاد علاقات مع أمريكا أمر ضروري بعد ان حكم وكانت فترة حكمه مليئة بالأخطاء. وكارثة ثالث صحا من النوم متضايق ويريد تعويضات من العراق. بعد ان كان وزيرهم بأقل من 12 ساعة في العراق يعلن انه يريد إغلاق المواضيع العالقة عجيب غريب. اين كنتم عن صديم لماذا لم تطالبوه طوال 17 سنة. لماذا تريدون تكبيل العراق عن محاولة النهوض. الظاهر ان الساسة الإيرانيين يداومون بالتناوب ويذهب البقية للنوم بالتناوب. لكن رفع الصوت بما يشكل الحقيقة أمر يتجنبه هؤلاء حتى لايزعجون نصفهم النائم كما توجد هناك عقدة مزمنة نظرا لوجود العديد من المقاييس المرجعية التي يجب ان يراعوها بعضها يمثل قدسية عجيبة غريبة تستند الى الدين ولكنها تكون أسسها الخاصة الغير مراعية له ان صارت المصلحة بخلافه. بعدها تأتي الحرب التي تخوضها إيران ألان بهدف جعل بناء المشروع النووي من الأهداف الإستراتيجية. وهو أمر فاقد لمسببات وجودة فإذا كانت إيران تمتلك بحسب تصريحات قادتها ثاني احتياطي نفطي فماذا تفعل بالطاقة النووية السلمية التي بدأت الدول المتقدمة تحاول التخلص منها.اذا هي منطلقات عسكريه. هذا اذا أعمينا عيوننا على ان مشروعهم معلق بالروس. فأنت اذا استعرضت كل من راهن على الروس المتخلفين تجد انه دفع الثمن مضاعفا وهم هنا يطابقون عقلية صديم وللأسف الشديد. فالروس ليس من يبيعوك السلاح الفاشل فقط لا بل وعند الضرورة يبتزون أمريكا لتزويدها بنقاط ضعف أسلحتهم . كما صار بالعراق في خلال حرب الكويت .حيث ضربت منظومات كاملة عن طريق تحييد مركز قيادتها السري الذي لا يعرف موقعه إلا الروس الشرفاء الذين كانوا مسؤوليين عن بناء مراكز القيادة للدفاعات الجوية العراقية . ومن أين لإيران ديمومة هذا المشروع ان تخلت عنها روسيا كما هو متوقع. أما كان أجدى بإيران ان تحاول تحسين أوضاع شعبها ليؤمنوا ببلدهم أكثر بدلا من أقامة مشاريع بالهواء غير محكومه بالنجاح. إلا إنني أتوقع ان الوضع الداخلي يحتم في بعض الأحيان أيجاد شئ يمكن ان يجعل الشعوب تتطلع بخوف إلى ما وراء الحدود من دون ان تنظر الى ما تحت أقدامها. وهذا ما فعلة صديم الفأر عند كل أزمة خانقة فكانت حرب الكويت ....... وغيرها من الكوارث التي يطالبوننا ألان بدفع تعويضاتها. نحن الضحايا.
وبس ربك يستر
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |