ملا عمر  و حارث ضاري  و جنون البقر

  سلمان الشامي

salman_alshamy@hotmail.com

                           

 

ـ  حارث ضاري: قادر على ايقاق الارهاب

ـ  حارث  ضاري: ارحموا صدام عزيزنا

ـ  احمد خلايلة زرقاوي: الشيعة كفرة، وقتل المدنيين حلال

ـ  مثنى حارث ضاري: لا نشك  باخلاص الزرقاوي

 

ربما لا يختلف العقلاء على ان عصابتي صدام التكريتي وملا عمر البائدتين، كانتا من أبشع وأقذر العصابات التي حكمت في  دنيا العرب والعجم، فقد تفننتا بتميز في إذلال  وتشريد وتقتيل شعبيهما، وكما هو معروف ان صدام و ملا عمر وصلا الى الحكم بمساعدة امريكية واضحة وكونا إمبراطوريات طائفية عنصرية مقيتة، كان هدفها الاول تدمير الانسان.

امريكا وتغير المصالح والسياسة

بعد ثلاثاء امريكا الدامي في نيويورك, وواشنطن , صباح, 11/9/2001م  سارع قادة امريكا ومفكريها الى تغيير سياستهم , ولم يترددوا في الانقضاض على طالبان وازالتها , وقد حاول بعض الساسة اقناع  الملا عمر بأن عليه ان يفهم  ويستوعب هول  ما جرى في ذلك اليوم الدامي في امريكا ، وان عليه تسليم اسامة بن لادن الذي تبنى هذه الجريمة وباركها، رغم سقوط العديد من العرب والمسلمين ضمن الابرياء الذين قتلوا في البرجين، لكنه اخذ يكابر ويعاند , واخيرا اقترح محاكمة بن لادن في امارته، وفعل هذا بتشجيع من اغبياء العرب والعجم، مع هالة اعلامية فارغة تزعمتها محطة الجزيرة ومراسلها الملا تيسير علوني الذي نجح في ايهام وخداع طالبان وبسطاء هذه الامة بان كابل بخير، وان اطفالها يلعبون الكرة  وان الغزاة سيندحرون على ابواب كابول، وما ان بدأ الهجوم الامريكي حتى تبخرت طالبان، واختفى الملالي علوني وعمر وبن لادن . وبعد انتهاء العمليات العسكرية الامريكية  رسميا في افغانستان، التف الامريكان لصاحبهم الاخر وليس الاخير صدام، ومنحوه فرصة ان يترك السلطة بسلام، لكنه رفض ليس لانه اذكى، ولااقل استبداداً من عمر......

وسارع  بعض العرب والعجم، بإقناعه؛ ان امريكا جادة هذه المرة وان عليه الرحيل بكرامة، لكنه اصر على عنجهيته واستبداده واستعد لجيوش امريكا والعالم بقصيدة شعر،وفجأة ظهر علوني في بغداد، معداً على عجل تقرير يصور حالة التلاحم المزعومة بين الشعب العراقي وقيادته لدحر الغزاة، شخصيا تفاءلت بمقال نشرته وقتها، بظهوره الى جانب الملا ماهر عبد الله، وسرعان ما نقلا للعالم، وهما يجهشان بالبكاء النبأ الأسعد ؛ سقوط تمثال صدام  في 9 / 4 / 2003 م،  في عاصمة الخلافة، بدبابة امريكية واحدة، عبرت جسر السنك، عبر شاشة محطة الجزيرة التي كان مديرها محمد جاسم العلي، قبل فضيحة ارتباطه واخرين بالجزيرة بمخابرات صدام، الامر الذي ادى لطرده من المحطة التي طالما تغنت بالتزامها  بشرف المهنة!

 

تحرر الانسان العراقي والافغاني

 اخيرا انتهى الى غير رجعة عهد طالبان وصدام الاسود، وتحرر الانسان  منهما وظهرت لمن لم يكن يعلم حجم الجرائم التي ارتكبها صدام وملا عمر.

 

افغانستان

الغريب في الامر ان الشعب الافغاني المسلم الذي ينظر له العنصريون بازدراء، قد استوعب في وقت قياسي دروس الماضي الحزين ، ووقف الى جانب  رئيس الوزراء الجديد البشتوني الدكتور حامد قرضاي ، بما فيهم الرئيس الشرعي السابق لافغانستان الطاجيكي برهان الدين رباني , والملك السابق ضاهر شاه، وغيرهما للاخذ بالبلاد لبر الامان ، وتدافع الجميع نحو مجلس "اللويا جيركا" (مجلس الشورى) التقليدي لسد الفراغ  وعدم اعطاء فرصة للمرضى والارهابيين , وتقديم المصلحة العليا للوطن فوق كل شيء ،  لتعيين حكومة أفغانية انتقالية استعدادا للانتخابات و كتابة الدستور وبناء مؤسسات الدولة المختلفة خصوصا الامنية، دون التوقف لمناقشة موضوعة عنوان الجيش الامريكي في افغانستان (اهو جيش احتلال ام جيش تحرير؟ ).

ولم  نسمع عن تصفيات جسدية بين البشتوني عبد الرسول سياف، والشيعي عبد الكريم خليلي، والطاجيكي قاسم فهيم , او بين يونس قانوني والاوزبكي رشيد دوستم ، ولم نشاهد السيارات المفخخة وهي تحصد ارواح المصلين في دور العبادة و في الاسواق الشعبية والمستشفيات ,  وخطف المدنيين والاغتصاب والمتاجرة والتمثيل بمن لا يدفع، كذلك مقرات  مراكز الشرطة والجيش الجديدين، رغم تعدد المذاهب الاسلامية والاديان فيها

وكان اول المتخلين عن لغة السلاح والانخراط في الحياة السياسية الجديدة هم الاكثرية البشتونية التي ينتمي اليها الملاعمر  ,  يتقدمهم الطلباني البشتوني الملا عبد الله فياض الذي اعلن دعمه المطلق للرئيس قرضاي.

الــعـراق

ان المشهد في العراق مختلف تماما، فبعد ان هرب البعثييون الى الجحور، وامنوا الثأر والعقاب السريع ، عادوا من جديد بعد ان استبدلوا البدلة الزيتوني بالدشداشة القصيرة  ، واطلقوا اللحى بدل الشارب الطويل، واصبحوا بين ليلة وضحاها وعاظا وائمة مساجد وقادة للمقاومة الشريفة (عبد الله الجنابي البعثي سابقا والشيخ حاليا عضو هيئة علماء السنة نموذجا)

وقد كانت اولى جرائمهم في النجف، حيث فجيعة الجمعة الدامية في مسجد ومرقد الوصي  التي سقط  فيها شهيد المحراب الزعيم الوطني اية الله محمد باقر الحكيم  واكثر من مئة وخمسين مصلي ومئات الجرحى، وتوالت بعدها جرائم السيارات المفخخة التي يقودها التكفيريون، ايديهم مربوطة بمقود السيارات، وبالعبوات الناسفة ومختلف الاسلحة،  فتوالت جرائمهم باستهداف البنى التحتية والثروة الوطنية والمدنيين  في  بغداد وكربلاء  والنجف واربيل والحلة والموصل والبصرة واللطيفية والمدائن وطوزخرماتو وغيرها .

واستمر الارهاب يضرب العراقيين في دور العبادة والاسواق الشعبية ومدارس الاطفال والجامعات والمطاعم والمستشفيات  والساحات العامة وغيرها.

ورغم جنون الارهاب المؤيد بفتاوى شيوخ التكفير والظلام ثم تركيزهم على العراق دون افغانستان وغيرها من البلدان التي فيها قواعد وجيوش امريكية، لم نسمع من ساسة العراق الشيعة ومراجع الدين في النجف الاشرف اي تصريح او تلميح لهوية المنفذين!

ولكن ما ان وصل القتل الى العرب السنة وبعد سنتين من سقوط تمثال صدام ، حتى خرج علينا شيخ حارث ضاري متهما منظمة بدر بتصفية ثلاثة من أعضاء هيئته، في خطوة طائفية لاثارة المزيد من التوتر والفتنة الطائفية ، وحشد الشارع السني  في العراق وتأليبه ضد اخوانهم الشيعة ، تمهيدا للحرب الطائفية الكاملة.

"على مسؤوليتي انا اقولها بصراحة ان المسؤول عن توتير هذه الاوضاع هي قوات بدر ومن يقف وراء قوات بدر". 

 لاشك ان التاريخ سيسجل ان اول رصاصة اطلقت في الحرب الاهلية في العراق ان حصلت من جانبين كانت  بيد شيخ حارث ضاري الذي صرح لصحيفة الحياة اللندنية بانه قادر على ايقاف الارهاب في العراق , وهو نفسه صاحب فضيحة بيان ارحموا صدام عزيز قوم ذل.

لنفترض وفرض المحال ليس محال، ماذا كان سيحصل لو ان الامام السيستاني هو من قال ان من يقتل الشيعة هم السنة؟

 في اخر خطبة للشيخ الاردني زرقاوي، كفر فيها الشيعة مجددا ،وحلل قتل المسلمين وغيرهم (المتمترسين) مع القوات الاجنبية، وحتى كتابة هذه السطور يغط ضاري وهيئته وعدنان سلمان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني في  صمت  مريب!

 والانكى من ذلك يقول الناطق الرسمي باسم هيئة علماء السنة شيخ مثنى حارث ضاري لصحيفة المستقبل اللبنانية العدد 1824 عن زرقاوي الذي اوغل في دماء: 

" نحن لا نشك باخلاص الزرقاوي"

هذه نظرة سريعة لما يجري في افغانستان والعراق بعد تحريرهما من قبل الامريكان

السؤال البديهي الذي يطرح نفسه:

لماذا الوضع في افغانستان مع وجود الملا عمر وبقايا قادة  تنظيم القاعدة و شيوخ التكفير ومعاقلهم في باكستان وافغانستان ، هادئ ، في  حين يختلف الوضع في العراق تماما,  خصوصا بعد ان تمكن جنون البقر من المقاومة الشريفة ؟

الجواب ببساطة:

اصـالة فــكر الشيعي ولسـانه العربـــي وكـــثرة نــفطه.

 

 

                                                             

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com