انتخبوا ابو ميسرة البعثاوي

 

 

بقلم : د. لميس كاظم

اسدل الستار عن فصل من مسلسل ابو مصعب الزرقاوي بعد حلقات من العروض اللأنسانية استمرت اكثر من سنتين ونيف من القتل الدمار شملت الألأف من العراقيين الأبرياء وعشرات الألأف من الجرحى. لقد اتسم هذا المسلسل الطويل بجانبه السادي المتطرف الذي استباح شرف العراق بكامله من اعراض بشرية الى خيرات مادية.

 انتهى فصل هذا المسلسل، بعد ان انهى  المخرج الهوليودي عقوده مع ابطاله  لعدم جهاديتهم واعلان تمردهم الشكلي على بعض فقرات المسلسل. لذلك اصدر المخرج قراره الديمقراطي باعتقال وملاحقة وقتل اغلب ابطاله ابتداءا من عمر الكردي وأبو عثمان أبو أسامة وأبو ماجد غسان وأبو فاتح الأمين وأبو ريان وأبو العباس وكان مسك الختام أبو داود. تم على اثرها مصادرة الكمبيوتر الشخصي لبطل المسلسل وحارسه  وسكرتيره وسائقة وخادمة وحتى ملابسة الخاصة. لقد سلم ابو مصعب البعثاوي، كل ما يملك وغادر العراق بعد اجاد دوره بعناية فائقة، قبض ثمنه ملايين الدولارات. هرب بطل التحرير من بين ايادي القوات المتعددة الجنسية و الوطنية التي تغلق حدود البلد من جهة دولة الجوار.

 انها خطوة تستحق التقدير  والثناء، فهناك اكثر من الف جندي يطارده في محافظة الرمادي وهناك مراقبة مكثفة للحدود لكنه ادخل مستشفى الرمادي المركزية لمدة ساعات واجريت له عمليات صغرى وكبرى وامام انظار الجميع ثم نقل على اثر ذلك لمصح للعلاج عبر دول الجوار، بعد ان تعذر ابقائه لفترة طويلة في المستشفى خوفا من اثارة الشكوك. هكذا  سيختفى اسمه لاحقا من كل وسائل الأعلام  وسيبث افيشات واعلانات عن ابطال جدد في مسلسل  الديمقراطية.

 ظهرت في الأونة الأخيرة امتعاضات كثيرة اثارت، حفيضة القريب والبعيد، بكون هؤلاء القادة ليسوا  عراقيين مما يستبعد ولاءهم الوطني  ويسبب احراج عربي، إذ ان اغلب الذباحون ومغتصبي الحور هم من العرب لذلك اقرت قيادة الأرهاب الجديدة ان يكون قائد عملياتهم التحريرية من اصل عراقي وتنسيب خيرة مناضليهم أمراء استوفوا شروط الأمارة. فهم لهم من الخبرة الكافية لتبوء هذا المنصب. فالتأريخ يحدثنا عن انجازاتهم الوطنية في تغيب وقتل الألأف من المعارضين الابطال من ابناء العراق في سجون الصنم، كما ان اياديهم لاتزال تنبعث منها رائحة الموت لذلك بات لزاما عليهم الخروج الى معتركهم الوطني ضد ابناء شعبهم.

 ان من اهم مستلزمات نجاح مسيرتهم التحريرية الجديدة هو ان تكون القيادة الجديدة وطنية الأصل وذو شرعية منتخبة وعلية قرر ان يخوض احد مرشحي قائمتهم الأنتخابات لرئاسة بلاد الرافدين ضد مرشح عربي قادم من الخارج. هؤلاء المرشحون ادخلوا المعترك الأنتخابي بزمن قياسي لما اضهروا من رغبة جياشة للقتل.

 المرشح الأول هو ابو حفص القرني  سعودي الجنسية، رغم كل مايمتلك من تاريخ اجرامي قومي، لكنه  مجهول الصورة والهوية الرسمية وهو لاينسجم مع النهج الوطني الذي يرسم  له.  

 لذلك ستكون الكفة اكثر ترجحا للمرشح الثاني  وهو ابو ميسرة العراقي. وهو مناظل سادي تاريخة مشهود في سفك الدماء سابقا وله من الجنح والجرائم مايكفي للفوز بالتزكية ومحقق ارقام قاسية في العبث بجثث الأبرياء، والأهم انه ملتزم بقواعد المسلسل وله سليقة وطنية في النضال الدموي.

لقد ساهم المناظل ابوميسرة البعثاوي ،منذ سنين، في مسيرة الأغتصاب الصامتة لعفة العراق، كما انه قاد معارك وطنية شرسة ضد ابناء شعبه من قتل وتغييب المعارصين ولعب دورا متميز في النضال ضد المحتل ابرزها تفجير ابناء الحلة والموصل وبغداد وكربلاء واربيل وغيرها من مدن العراق. له سجل نضالي في مسيرة العراق التحريرية بقتل الألأف من العراقين الأبرياء اثناء فترة الأنتخابات. سيرته الذاتية مكتوبة بدماء الشهداء الأبرار من الاغتصاب الى الذبح والقتل لخيرة شباب وشابات العراق.

 ان المشاهد القادمة لمسلسل الديمقراطية في العراق ترتكز على ايجاد تغيير اشكال العمليات الأنتحارية وحمامات الدم. انهم امام تحديات وطنية هامة يتطلب منهم مشاهد اكثر درامية لترويع المواطن وزحق ارواح الأف العراقيين الجدد لاطالة عمر المسلسل الجديد.

 ضمن واقع العراق الجديد، استغنى مخرجي هوليود العمل بالأفلام، الذي ينتهي محدوديته بسرعة. فبعد ان اخرجوا اضخم ثلاث افلام في تاريخ المشهد العراقي، الأيام الطويلة عام 1963 ...والأنقلاب الابيض عام 1968 ...وسقوط الصنم عام  2003 ،توجهوا الى العروض الطويلة المدى. كان اسباب توجههم الى  اخراج مسلسلات من  هذا النوع هو انها قد تستمر سنوات طويلة من البحث عن الديمقراطية بلغة الموت والعلنية بلغة الصمت متضمنة منولوجيا جديدة ومعالجات للواقع برؤية العولمة الجديدة وقانون السوق الحر. كما ان ثمنها مدفوع وتوفر لهم ارباح طائلة.

 ان استكمال هذه المسلسلات يتطلب منهم التعاقد مع ابطال وطنيين جدد وطاقم جديد من الكومبراس ممن يفجروا انفسهم فداء للحوريات. فلازالت  مسيرة البحث عن الأبطال والكمبارس مستمرة، و لكل مجموعة من حلقات المسلسل،  هناك سيناريوهات محددة وابطال وكمبارس جدد يتم استحداثهم وفق ضرورات الواقع. لذلك وظف المخرج  عشرات من الأبطال الجدد  الذين لم يسبق لهم ان تعاملوا مع مخرجين محترفين من هوليود او حتى لم يدخلوا الوسط الفني واحيانا لايمتلكون اي خبرة فنية في المشهد السياسي. لكنهم يمتلكون صمت درامي مؤثر يستنبط المخرج من شخصياتهم مشاهد يوظفها بشكل مؤثر.

 ان الاستغناء عن الابطال القدامى لافلامهم  ضمن اجراءات تعسفية لأنسانية مورست  بحقهم ابتداءا من اعتقال الصنم في سجن خمس نجوم  في غرفة، مساحتها 4 * 3 متر  مربع، مكيفة بالتبريد، بالوقت الذي لايجد العراقيون سقفا يحتمون به ولا تدفئة  يسّخنون اجسادهم بها، كما موفر له خيرة كتب التسلية واحدث صبغات الشَعَر . اما الغالبية العظمى من قادتهم فقد تم تشريدهم خارج الوطن محملين بمليارات الدولارات.

 هذا التغيير اثار حفيظتهم وسخطهم على أصدقاء الأمس،  مما دعاهم للبحث عن مخرجي جدد يمتلكون مستقبل جديد ليس في العراق فحسب وانما في عموم المنطقة العربية. لذلك قرر  الجناح السياسي لقادتهم ان يجدوا ضمانات جديدة لمستقبلهم السياسي. تكللت مشاوراتهم لعقد صفقات مع مخرجي يهود تم اللقاء بهم في منتجعات المنتديات العالمية،  بعد ان ادركوا تماما انه استحالة العمل بشروط المخرج الهوليودي، فهم سيتعهدوا الألتزام بشروط هؤلاء الجدد، القادمون الى المنطقة باسرها بحمائم من السلام الطائفي والتعايش التناحري.

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com