تاريخ السيمفونية (SYMPHONY)

 

الفنان مازن المنصور

Oslo.Norway

mazen_flaminco@yahoo.com

’’ الشعر جسم الوردة      والموسيقى رائحتها ‘‘

                                                   (فاجنر)

 

 هي مقطوعة موسيقية تعزفها الأوركسترا وليست آ لة منفردة كما هو الحال في الكونشرتو، كما ويراعي في تأليفها قالب (الصوناتة) الذي  يخضع بدوره إ لى أ صول وقواعد، كي تساعد المجموعة الأوركسترالية على  تصوير الفكرة الموسيقية في أ شكال عديدة،  والافصاح  عنها بشتى  المشاعر والعواطف.  ويمكننا  أ ن نشبه السيمفونية  ببناء عظيم، أو كاتدرال شامخ،  مشيد على فن المعمار الحديث،  ومزين بأ فخم  النقوش البديعة والأحجار  الثمينة. فالأ لحان في السيمفونية  تتشكل  وتتقلب بين

آلات الأوركسترا، وكأ نها  مناظرة موسيقية فنية  تجمع بين الحسن والجمال.

 كانت السيمفونيات الأ ولى  قبل هايدن تؤلف على اساس حركات الثلاث، ولكن الفكرة تطورت  عام 1740  فوضع موسيقار  نمساوي يدعى (مون)

سيمفونية  من أ ربع حركات.  وليس  من الصواب  الاعتقاد بأ ن هايدن وموتسارت  المؤسسان الأولان للسيمفونية، فالواقع أ ن  هايدن تأ ثر  كثيرا بالمؤلفات الأولى   لأ مانويل باخ،  كذلك  نهج  موتسارت خطوات يوهان  كريستيان باخ من ناحية الأسلوب الانشائي. ولا ننسى أ وركسترا  مدينة (منهايم)  التي  كان لها النفوذ العظيم على  تأسيس  السيمفونية الكلاسيكية  والاعتناء بها.

   ومن مآ ثر  الفرقة أ يضا  إ دخال عناصر جديدة  في الأ داء  الموسيقي منها  العزف باللين،  والعزف بالشدة، والارتفاع باللحن  تدريجيا،  والعكس. وكذلك بعض النظريات الأخرى التي كان لها  أ صل ثابت  في تثبيت  السيمفونية.

 وفي عصر بيتهوفن  أخذت  السيمفونية تخطو خطوات واسعة نحو  الكمال.  ويرجع  ذلك الى تأ ثر  الطبقة  الأ جتماعية بالحروب الفرنسية،

فبدأ ت القواعد الموسيقية والنغمات الزخرفية تتلاشى رويدا رويدا،  وتحل محلها أ لحان  تعبر عن مشاعر الشعب  ا لأ لماني،  وثوراته النفسية. وبذلك  أ نتاب السيمفونية  تطور  جديد،  نتيجة للأ فكار  الحديثة.

فكانت الحركة  الثالثة تأ خذ  سابقا شكل  المينويت،  تلك الرقصة  التي بلغت  أ وجها في عهد لويس الرابع عشر،  فبعد  أ ن  ادرجها هايدن  وموتسارت  في أ عمالها، أ دخل  بيتهوفن مكانها حركة خفيفة مرحة تسمى (اسكرزو)  أ ي (مداعبة). 

وبعد وفاة بيتهوفن  أ صبحت  السيمفونية  غير مقيدة بشكل معين من ناحية  التصميم،  والقواعد الموسيقية، فتحولت  من دورها الكلاسيكي إ لى مرحلة رومانتيكية جديدة،  تصاغ في قالب  يعبر عن الأ فكار الخاصة، والمشاعر  الإ نسانية.  ومن فطاحل الفن الذ ي بزغ  نجمهم  في هذا المضمار (فيبير، شومان، شوبان، وبرليوز).  ويعتبر  بيتهوفن رومانتيكيا في موسيقاه،  مع أ نه  عاش  في العصر الكلاسيكي. ويعزى ذلك  إلى أ ن الحانة  كانت خير  أ داة  افصاح عما كان  يجيش في خاطر الشعب الأ لماني  وقتئذ من الأ فكار  السياسية والآ جتماعية.

 وفي القرن التاسع  عشر وجد  الرومانتيكيون  أ ن  التقيد بالقواعد  التي  تشكل عليها  السمفونية  الكلاسيكية  قد  تعطل  من  أ فكارهم الموسيقية، وبذلك بدأ ت  بوادر  اضمحلال  هذا البناء  الشامخ،  حتى  أن  ’’ فاجنر‘‘

كان يعتبر السيمفونية بمثابة  قبعة قديمة. ولاكن  براهمز وبروكنر وتشيكوفسكي كانوا من ا لأ بطال  الأ فذاذ،  الذين  دافعوا عن السيمفونية  دفاعآ  مجيدآ،  ووضعوا  منها مؤ لفات  خا لدة  تشهد لهم بالعظمة والقوة.

 وفي القرن  العشرين  أ درج  سيزار فرانك  تعديلات  هامة في السيمفونية،  وأ همها  الوحدة بين الأ لحان  الأ ساسية.  وكانت موسيقاه  كثيرة  التحول  بطريقة  الانتقال الكروماتيكي. ومن  المشاهير ذوى  التطور  في هذا النوع (جوستاف ماهلر، وجان سبيليوس)  ومن المزايا  التي  تتصف بها السمفونية  الحالية  طريقة  التنمية  بصورة أ وسع،  والزيادة  في آ لات  الأ وركسترا،  وا دخال آ لات  ايقاعية  جديدة،  والاكثار من حركات  السمفونية،  وادراج الناحية الغنائية في  بعض الأ حيان، والحرية المطلقة في أ ختيار  الأ لحان،  والتفنن في الايقاع، وكذا  إبتداع العناصر الهارمونية  المتنافرة التي تتفق مع  الأسلوب الموسيقى الحديث.

 

القصيدة السيمفونية (Symphonic Poem )

 مقطوعة تصف شيئا معينا إ ما قصة واقعية،أ و منظرا طبيعيا. وقد بدأ ازدهار هذا النوع في القرن التاسع عشر على يد بريلوز، إ ذ وصف حبه الفاشل في سمفونيته  الملقبه (بالفنتاستيك). ثم أ عقبه (ليست)  فوضع قصائد رائعة منها  (المقدمات، ودانتى، وفاوست) مع التحرر من التزامات الصيغ المحدودة.

 ثم جاء ريشارد اشتراوس فاقتبس الكثير من طابع  ليست وبرليوز  وزاد عليه عناصر جديدة منها استعمال الأوركسترا  لتصوير  الأشخاص، وادراج نواح هامة في الموسيقى الإ يقاعية. ولا ننسى سبيليوس في قصائده السيمفونية  التي تصور مياه البحيرات، والغابات الفسيحة، وعواصف الشمال.                                                                   

 

      

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com