ياقادة العراق تمهلوا في توزيع عطاياكم

(الجزء الاول)

رساله مفتوحه للرئيس الطالباني والسيد الجعفري

 

احمد عبد العال الصكبان

هل يمكن تخيل عراقيا يملك منطقة بأكملها على شاطيء الخليج بالكويت؟ أو حتى بضعة أمتار مربعة في جزيرتي وربة و بوبيان – كمجرد مثال ؟؟ بالطبع لا ، من هذا الافتراض ننطلق في هذه الرساله المفتوحه التي نتوقع أن يتقبلها الأخوة في حكومتنا بصدر رحب كما عهدناهم إنطلاقاً من الحرص على حقوق مواطنينا و كرامة بلادنا و ليس الإفراط الشديد في منح دول الجوار حقوقاً و امتيازات و تعويضات بينما لم نجن من نظمهم سوى التدخل المسيء و الذكريات المريرة، أكرر عانينا من سياسات نظمهم وليس شعوبهم حتى لا نتهم بالعنصرية والكراهيه ، لأنني مدرك أن في كل العالم الثالث المواطن آخر من يختار.. لكنه أول من يدفع ثمن هذا الاختيار...

سادتي الافاضل إذا نظرنا إلى ما سُرب لنا مؤخراً من معلومات عن بيع مجلس محافظه البصرة مساحات شاسعة من كورنيش البصرة لمستثمرين كويتيين و بأسعار هزيلة، نعم سادتي بيعا و شراءً و ليس إيجارا أو انتفاعا لفترة ما أو بيعا بنسب معينة باشتراط دخول مستثمر وطني بنسبة 51%، مثلما الحال حتى في الدول الأكثر تخلفا أو الأعلى رأسمالية!، إذا صحت هذه الأنباء فإن قرار بيع قطعة من أرضنا لمواطنين غير عراقيين يرفضون حتى دخول العراقيين لبلادهم إلا بشق الأنفس و بإجراءات متعسفة ناهيك عن حق التملك الممنوع تماما للعراقيين في بلادهم، فلماذا لا نطبق هنا مبدأ المعاملة بالمثل، هذا مجرد سؤال بسيط ينتظر الرد، فإذا قبلت الحكومه في الكويت فأهلا و سهلا، و ظني و يقيني أنها لن تقبل – و أرجو أن أكون مخطئاً - فلما نهدر كرامتنا بهذا الشكل ؟؟؟

 سؤال آخر في قمة المباشرة،وهو من الذي أعطى الحق لشركات الأمن و الحماية الأجنبية – و بالأخص القادمة من جنوب أفريقيا – أن تسرح و تمرح في شوارع المحافظات الجنوبية و أن يكون لها حق توقيف المواطنين العراقيين أحيانا واهانتهم بل واطلاق النار على وزير عراقي بلا حسيب او رقيب، ما الحكمة في التنازل بكل هذه الأريحية عن حقوق مواطنينا بل و كرامتهم؟؟

 سؤال بريء آخر ياسادتي الافاضل، لماذا كل هذا الاهتمام بإعطاء تركيا ما تدعي به من تعويضات لفترة الحصار ؟؟؟  أو لم تكن تركيا أول المستفيدين من تهريب النفط من العراق و بكميات وافرة و نشطت مناطق كاملة في جنوب شرق تركيا و خدمات و مهن النقل على أساس هذا التهريب الذي كانت تحرسه حكومة أنقرة بجيشها خوفا من هجمات حزب العمال الكردستاني على الصهاريج المهربه من البترول القادم من العراق ؟؟ أنقرة إذن هي التي يجب أن تدفع ما أخذته بدون وجه حق من نصيب كل مواطن في فترة الحصار و بأرخص الأسعار بل و بطرق غير رسميةو بالطبع لا أحد ينسى الدور التركي في دعم صدام و اتفاقية التتبع الأمني التي وقعتها معه في منتصف الثمانينات ، و كانت تجول و تصول في أراضيننا و بالمقابل لم يطبق الجزء الخاص بالعراق في التحرك بحرية على مسافة كيلومترات عبر حدود تركيا معه لأن النظام كان مشغولا بحرب في الشرق ، و لكنه ترك لجيش أنقرة فرض غزواته العسكرية باسم محاربة الإرهاب  وقتل المواطنيين الكورد ونشطاء حزب العمال الكردستاني الذي لم يكن له وجود كبير وقتها بالعراق يستدعي مثل هذه الاتفاقية المهينة،و لم يظهر تواجده إلا في التسعينات بمناطق كردستان العراق و لم تكن منطلقا لعمليات إرهابية ضد مصالح تركية بالدرجة التي تستدعي عشرات العمليات العسكرية و اجتياح أراضي العراق من قبل تركيا و بعمق يزيد عما حدد في الاتفاقية المهينة الموقعة مع صدام، و نسأل ألم يكن هناك خسائر للعراق على مستوى المدنين من كورد العراق والقاطنيين في كردستان و البنية الأساسية أثناء هذه الغزوات العثمانية يستدعي أن نقول لتركيا نحن من نطلب منك تعويضا ؟؟ بدلا من وصفها بأنها الدولة الجارة الوحيدة التي لم تستغل ظروف العراق، و كأن ما تطالب به أنقرة و تحصل عليه من تعويضات مبالغ فيها تُقتطع مباشرة و دون موافقتنا من أرصدة العراق و أمواله بالخارج و بغطاء من المنظمة الدولية، كأن كل هذا لا يكفي والان يطالبون بالمزيد...

أما إيران ، مهلا اخوتي فمن اين ابدء ، فقد استوقفنني الزيارات المكوكية و المرحب بها دوماً التي يقوم بها عشرات المسئولين في أجهزة الأمن الإيرانية المتنوعة للبلاد، و لكنها لم تحل مشكلة التدخل الخارق لعناصر إيرانية تدعم الإرهاب بالعراق و تساند المخربين بطرق عدة، بل و نكافأ ايران بأن يفتتح لها معرضا يضم 500 شركة إيرانية دفعة واحدة ، و كأن أسواقنا ليست مغرقة بما يكفي من السلع الإيرانية فرز ثاني و بعضها غير مطابق لمواصفات الجودة و بعضها غير صالح للاستخدام الآدمي والمطالب الخياليه للتعويضات وتناسى اخوه العقيده كيف انهم سمحوا بعقدهم مع صدام اتفاقيه الجزائر في اوائل السبعينيات ان يذبح ابناء العراق من الكرد واللذين كانوا احيانا يسلمون لمخابرات صدام لذبحهم وكذلك ماكانوا يقومون به من معامله سيئه لابناء العراق اللاجئين من الكورد الفيليه والعرب وحرمانهم حتى من حق الزواج وهل نسينا ابناء العراق اللذين ضاقت بهم السبل بعد ان هددوا بالترحيل من ايران للعراق في فتره الصلح مع صدام وغرقوا في مياه المحيط الهندي الا يستحقوا هؤلاء من يطالب بتعويض لهم ام انهم مواطنون من الدرجه الثانيه؟ الاخوه في ايران يطالبون بتعويضات عن سنوات الحرب مع صدام اين كانت مطاليبهم عندما استقبل في طهران وزير خارجيه صدام ناجي الحديثي والقاعده القانونيه واضحه ان الشريك في الجريمه كفاعل الجريمه فهل طالبت ايران الدول التي دعمت صدام بالمال لقتل ابناء العراق وهل طالبت ايران فرنسا بتعويضات عن امداد صدام بطائرات الميراج للوصول للعمق الايراني لنذهب لمحكمه العدل الدوليه ولتحكم ان كان لايران حق بتعويضات  ..

اما الاشقاء في الكويت نقول هنا و بصراحة و دون مواربة إننا من يجب أن نطلب منكم تعويضا، و اذكر الدكتور إبراهيم الجعفري و استحلفه بكوكبة الشهداء الذين قدمهم فصيله حزب  الدعوة ، أليس فيهم من كانوا يسلموا من قبل  المخابرات الكويتية  للعراق و يصطادون من دوارات الكويت ليقدموا للإعدام مباشرة فور وصولهم للعراق الم تكن السفاره العراقيه تسرح وتمرح بارض الكويت تلتقط الشرفاء من المعارضين لنظام صدام وتسفرهم لمشانق برزان التكريتي اين المطالبه بحقوق هؤلاء يابا احمد فهل يعقل ان تعوض خادمه فلبينيه من اموال العراق بما يعادل نصف مليون دولار ودماء المناظلين تذهب هدر ثم اين حكومتنا من المطالبه بحقوق العراققين اللذين كانوا يعملون في الكويت ابان الغزو الصدامي لارض الكويت اوليس من حق العراق اليوم ان يطالب بتعويضات عن الدعم المالي لصدام في حربه مع ايران وهل نسينا كلمات السيده سعاد الصباح لصدام في مهرجانات الرياء الشعري ..

يا أيها القائمون على امر حكومتنا ، نقدر تاريخكم ونضالكم لكننا لن نقبل ان تنسوا التاريخ الأسود الذي طبع علاقات هؤلاء بنا، و عوائل شهداء ألعراق وشهداء احزابكم سواء الدعوة و غيره من الأحزاب او الاتحاد الوطني الكردستاني و غيره من الأحزاب الكردية لن نرضى بهذه المحاباة لجيران الهنا، و قديما قالوا ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع و لكن يبدو ان هناك من يفضل الجامع على وطنه و لو كان الوطن في وضع بائس كالذي عليه حال وطننا جراء تدخلات سابقة و حالية من هؤلاء الذين يسكنون الجامع !!

 



 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com