|
إنتفاضة 91 هي البذره الحقيقيه للشعب العراقي
شوقي العيسى شجن يقرح القلوب ومراره يقتبسها العراقي من طفح الكيل والحقد الذي واجهه طيلة أحقاب من الزمن المر الزمن المفعم بالاضطهاد والتعذيب زمن القائد الدموي أضحوكة العالم على هذه الشخصيه التي طالما فتكت بالعراقيين طالما تعذبت ضحايا وأبرياء العراق فمنذ تولي الطغمة الفاسده في العراق عام 1968 بقيادة حزب البعث المنحل فقد عمدوا الى فتح أبواق كبيره للناس لاضطهادهم وسوقهم حيثما يشاؤون أستخدموا عمليات القهر والاستبداد ضد هذا الشعب الذي لا يعلم أين كان مصيره وحيث كان...... فممارسات الارعن أبن العوجه معروفه وعلى الاقل لدى العراقيين أنفسهم من بطش واعتقالات وأعدامات ومن تغييب في السجون وكنا سابقا نسترق السمع من أقراننا ومن أصدقاءنا ومن أهلنا فنسمع بان هناك محاولة أنقلاب وقد فشلت وهناك عمليه ضد صدام وقد انكشفت ومن هنا وهناك أصبحت لدى البعض منا شبه اليأس من كل تلك العمليات للاطاحه بهذا الجبروت الذي أصبح آفت الحياة (( ولا يأس من روح الله)) ونستمع الى الثورات والمضاهرات التي تقمع ولا تكاد تسمع لها حتى أنين ومنها ثورة السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف الذي لم يسلم حتى على أخته العلويه بنت الهدى ونالهما من صدام ما نال الكثيرين من العراقيين هو القتل والفتك ......... وأستمرت الممارسات الظالمه ضد العراقيين والسنين تتوالى حتى أتحفنا ابن العوجه في حرب مع إيران سرقت منا كل أحلام الصبا والطفوله والشباب وأخذت منا فطاحل شبابنا في زينة الحياة الدنيا ناهيك عن الممارسات الداخليه التي تستمر في الحاق القتل بابناء الشعب العراقي من قبل جلاوزة صدام حتى السنوات الثمان التي قضاها العراقيين في حرب ضاله القتل أصبح فيها شيئاً عادياً والموت كذلك وعنجهية صدام طوال هذه الفتره تزداد شموخا وقوه وجبروت والتفنن في قتل وتعذيب العراقيين الذين لا يكادون يتنفسوا الصعداء وقفت الحرب وكانت فرحه كبيره يختص بها العراقيين لما تلوعوه من مرارة الحرب ولم يكد الشعب العراقي ينتعش بهذه الفرحه حتى... أتخمنا المجرم صدام في حرب اخرى بغزوه للكويت وما آلت اليه أحداث حرب الخليج التي سحقت كل شيء وحطمت كل ماهو له عنوان هذا كله والعراقيون يتذوقون السم الزئام وهم في اضطهاد مستمر وقاس حتى تأججت القلوب والمشاعر وأنتفخت الصدور ودار المحذور وتقمص المستور وظهر ما في الحفور وانطلقت الحناجر مدويه صارخه تهتف وتستنكر وترفض صدار المقبور واندفعت الجماهير بصوتها وحقيقتها بالانتفاضه الشعبانيه عام 1991 وبدون مخطط وبدون ممول وبدون قائد يدور في الذهون انطلقت صرخة الحق رفض العراقيون ما يجري ويدور من صدام المقبور وياله من مشهد يزكي النفس الطهور وواجه العراقيون أعنف طاغوت وجبروت وتحدوه حتى الموت ولا يخيفهم بعد ذلك الصوت فهذا هو يومهم الذي كانوا ينتظرونه وها هو الصوت الذي كانوا يناشدونه صوت ارادتهم صوت قوتهم الدفينه لسنين واعوام لاقت ما لاقت من ظلم صدام فكيف يكون......... فقد كانت للانتفاضه ضد صدام الشعار المحتم لاسقاطه والنبض الحقيقي لكل الطاقات التي شاركت بهذه الانتفاضه الحيه والمفعمه بحيويه الشباب المؤمن بقضية العراق ومؤمن بالتغيير الذي يجب ان يتم في العراق وسقطت الشهداء واصبحوا المنار والحقيقه لهذه الانتفاضه فلم يبقى بيت الا وشارك بهذه العمليه الكبرى التي اندفعت من مشاعر العراقيين وللعلم انه لم يكن هناك اي مخطط او معنون لهذا الاصرار ولهذا حدثت هناك بعض الاخطاء وكما تحدث في كل الثورات العالميه فقد اتخذت الجماهير الثائره منهج واحد لا يختلف عليه اثنان هو اسقاط صدام وهذا هو بحد ذاته عنوان كبير لمثل هذه الجماهير التي لايقودها قائد ولا يوجد من يحرك العمل ولا الديمومه التي يمكن بها ان تستمر وتقود الاستمرار بنجاحها مما أدى ذلك الى بعثره تلك الجهود وتكاتف صدام والقوه المعاديه من امريكا وغيرها آنذاك للقضاء المبرم على هذه الانتفاضه ..... انتهت الانتفاضه وانتصر صدام عسكريا كما انتصر يزيد لعنه الله على الامام الحسين عليه السلام عسكريا ولكن البذره زرعت وترعرعت واينعت وحان قطافها تفرقت الانتفاضه بانتصارها على النفس اولاً وزرع البذره ضد صدام ثانياً فتلاطمت الامواج بشباب الانتفاضه وسعت بهم الى اماكن متعدده ومختلفه هربا من بطش صدام حتى أستقر قسم منهم في السعوديه العربيه التي بهذا فعلها امتصت الانتفاضه خوفاً من نشوء دوله اسلاميه ثانيه كايران فتحت حدودها وبالتعامل مع التحالف والمتعددة الجنسيات من الامريكان وغيرهم ادخل اهالي الانتفاضه الى المملكه بصوره لاجئين هاربين وفتحت مخيمات آنذاك واتحف هذا الجمع في تلك الصحراء القاحله القاتله ..... وفي مخيمات السعوديه وفي رفحاء والارطاويه دخل شباب انتفاضة 91 في مرحله دوار بعد ان عرفت القوه المعارضه لصدام لسنين بهذه الجموع متواجده في هكذا صحراء واعداد هائله اخذت تلك القوه والاحزاب التي لم يسمع بها ذلك الجمع الغفير من المشردين اضحت تهل على المخيمات وتعرض سيرة نضالها وقيمها وتقدم عروضها على الانتماء اليها كجهه مواجهه الى نظام صدام ولها تاريخها واصبحت المخيمات مسرح للتنافس بين الاحزاب والتكتلات من الاسلاميه والعلمانيه والشيوعيه والمتطرفه والمستقله ومن كل الاجناس والاطياف تتسابق بينها لتضم هذا العدد الهائل اليها لتكون به قاعده جماهيريه ضد صدام وبما أن اكثر الشباب والناس الفقراء لا يعرفون مدى تخطيط واحتدام فكرة الاحزاب أخذ كل على منواه وكل على ليلاه وكان الهدف الحقيقي من المجاميع الموجوده هو خلاصهم من تلك الصحراء القاحله وبأي ثمن وبأي حجه ولكن دون جدوى ودون أيما فائده تذكر أخذت الاحزاب تكتظ بمنتسبيها من هؤولاء المساكين ليتسلقوا على رقابهم وتبينت الكتل التي كانت لها نضالات ضد صدام واستعراض تلك البطولات الوهميه التي لم يسمع بها العراقيون الا عندما انتفضوا ضد الطاغيه وراحت الولاءات والانقسامات تتباين من دواخل تلك المجاميع التي هي بالحقيقه البذره الاولى للثوره ضد صدام وانتعشت الاحزاب والتكتلات حينئذن وانهالت الوعود والصفقات التي لم تجنى تمارها في سبيل تحقيق أهداف ومآرب كبرى حتى تلاشت وانتهت وتناست ولحد الان الذين زرعوا البذره الحقيقيه ضد صدام وانتفضوا ضده هم ممن يسوقهم هواجس الدنيا وابتلاءات المعيشه وصخب الحياة وانظر الى تلك الاحزاب التي نشأت بهؤولاء ماهو مصيرهم . فالفخر كل الفخر لمحركي الانتفاضه ومبدعي البذره والنشأه الاولى حتى وصل ما وصل وابتدع من ابتدع ولاح افقهم باكتاف غيرهم......
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |