شجرة صدام حسين الملعونة، هل اقتلعت من أرض العراق..؟

احمد الخفاف

ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM

 

في حدث نادر يقع مرة واحدة كل مائة عام.. وفي أغوار الكون السحيق المظلم انحرف أحد أقمار الكوكب عطارد من مداره فارتطم بكويكب آخر فرّ من قسورة نجم ضامر فحدث انفجار كوني هائل داخل فلك المجموعة الشمسية محطما بذلك سكون كوكب الأرض وهدوءه الرزين وهزّ مستقبل سكانه وصار الناس يتخافتون فيما بينهم ويقولون.. لا ندري أشَرّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رَشَدا؟؟..

 في تلك الليلة المشئومة التي رُجمت الأرض بشهب نارية ثاقبة مرت من فوق سماء العراق وتحديدا سماء قرية العوجة تسرب خيال لكائن شرير مجهول إلى بيت الكاولية صبحة فأنطف نطافه الخبيث الحرام في رحم بنت العوجة في ليلة حمراء سوداء في كوخ كئيب، كان نزيله الثالث الشيطان الغريب، وهو شاهد على الحدث الرهيب..

 نتج عن هذا اللقاح الحرام وَلد سفاح مشوّه ولد بعد عسرة وضيق وتقيأ دما على ثدي أمه مع صديد، فصدمت الزانية وبُهتت الغانية عندما انسل من رحمها روح شيطانية ممسوسة فسموه صدّام ليكون اسما على مسمى..

 شبّ ابن السفاح صدام في أحضان رجال العوجة وهو ابن الأربعة عشر ربيعا يتناوشونه الواحد تلو الآخر فكان كلما عاد إلى كوخه ليهدأ يتناوشه بعل أمه وهو  في غمرة السكر، تارة يمارس الفعل الحرام مع الأم صبحة وتارة أخرى مع الولد صدام..

 فر الصبي المهتوك شرفه من البيت وكيانه مليء بالحقد والسخط على الإنسانية والبشرية فهو لم ير قط في حياته بشر بل ضباع تكريتية عوجية همها التهام الأعراض وقتل الناس وسرقة المال.. فهم والجاهلية سواء وما زالوا حتى قيام القيامة وانبلاج الساعة..

 دخل الشاب المنحرف المغمور صدام إلى عالم الإجرام من أوسع أبوابه ومن أعرض أنفاقه.. فبعد أن كان يختلون به صار هو يختلي بغيره.. وهكذا أراد أن ينتقم لنفسه فأفرغ كل ما في داخله من حقد دفين تجاه البشر والإنسان مرة واحدة فقاد عصابات اللواط والزنا والسرقة والقتل فأصبح مجرما يمارس أعتى أنواع الإجرام دون واعز من ضمير أو مانع من وجدان أو رادع من إنسان..

 من نافذة الغدر والإجرام دخل إلى عالم السياسة والحكم فصار طموحه الاستيلاء على الدولة ولو كان ذلك يكلف قتل الآلاف وإزاحة الأهل والأصدقاء فباشر بتصفية الأقرباء قبل الأصدقاء وقتل القريبيين قبل البعيدين تنفيسا لعقده المعقدة من أيام الصبا التليد..

 صار ولد سفاح الأمس طاغية العراق.. يصول ويجول على أعراض الناس ويقضي على أبناءهم ومقدراتهم ويسلب أموالهم وينهب ممتلكاتهم.. قرّب كل مثيل له ووضعه على رأس السلطة ومنحه القوة والصولة.. فأصبح في غفلة من الزمن أخطبوط هيمن على أرض العراق وشعب العراق فاستعبده بعد أن كان رهط العوجة استعبدوه هو وأمه في القرية المنحطة الخاوية على عروشها حين نزل بها الطاعون..

 وكما كان هو ابن سفاح، ولد له أولاد سفاح أيضا من زانية قذرة كانت إحدى راقصات الكاولية في قرية العوجة تدعى ساجدة بنت طلفاح.. وكانت ليلة حمراء صفراء بين السكير العربيد صدام والكاولية ساجدة طلفاح الذي وقع عليها دون عقد نكاح على سنة الله ورسوله بل اغتصبها وفتك بها على سنة إبليس وطريقة الشيطان في التغليس.. فحملت له صبيان داعران المقبوران عدي وقصي وأنثيات أخريات راقصات كاوليات على سيرة أمهن وجدّاتهن وقعن في أحضان المجون في تكريت قبل مجيئهن إلى قصور أبيهن المهتوك عرضه ليتزوجن داعران من نفس فصيلة الشيطان!!..

 هكذا جاء صدام حسين سليل الشيطان ورضيع إبليس إلى الأرض وهذه كانت قصته الحقيقة مع الزمن ومع العراقيين.. إنه فلتة من فلتات الأفلاك صدم الإنسانية وهز البشرية إنه الشجرة الملعونة حيث انسل منه الأشرار في قرننا هذا.. ولكن لكل أجل كتاب.. وكان لابد من أجل للكائن الممسوخ صدام حسين.. فلم يستقدم أجله ولم يستأخر فجاء أجله في التاسع من نيسان 2003 بضربة قاضية من رعاة بقر كانوا منه أدهى وأمر.. فانهارت أعمدة حكمة البغيض وسقط حزبه الجبان وتشتت قواته وكأنها كانت سراب في الآفاق وماء غائر في الأعماق.. فماذا بقي من أسطورة الطغيان بعد أن هوى الصنم في واد سحيق جارّا وراءه كل اللعنات عليه وعلى أولاد السفاح اللقطاء من آل من يسميهم هو زورا آل المجيد..!!

 الصنم صدام حسين سقط في ساحة الفردوس بقلب بغداد ولكن شجرته الملعونة المغروسة في أرض الجريمة والتي تغذى عليها الأشرار سنين وسنين استمرت في الحياة بعد أن روتها مياه ضارّية بعثية سوداء من داخل العراق ومياه زرقاوية صفراء من خارجه.. أن شجرة الإجرام ما زالت قائمة على الرغم من بتر أغصانها الرئيسية وقطع الكثير من تفرعاتها وفسائلها إلا أن جذعها ما زال صامدا وإن كان صدام طاعون العرب قابع في السجن الآن إلا أنه خلّف وراءه قطيعين دمويين رباهما في بيئة كما تربى هو في بيئته ورعاهما.. هذان القطيعان تفرعا منهما سائر فئات الإجرام والتخريب الناشطة في عراقنا اليوم وهما:

 - تشكيلات النظام البائد

- بقايا حزب البعث الساقط

 أما تشكيلات النظام البائد فقد تغلغل الكثير منها في أجهزة الحكم في العراق الجديد تحت سمع وبصر العراقيين والأمريكيين ووصل الأمر إلى افتضاح أمر مشاركتهم في إلحاق الأذى بالعراق والعراقيين عبر تعاونهم مع الإرهابيين البعثيين والتكفيريين فغادر البعض بعد أن أوغل في دماء العراقيين ومازال البعض الآخر باق في خندقه يسخر.!!

 أما  بقايا حزب البعث الساقط  فقد تحولوا إلى الأشكال التالية:

- "هيئة علماء المسلمين" وخطه المتمثل بأمينه العام حارث بن ضاري وابنه مثنى قائد فرقة في حزب البعث.

- فلول حزب البعث والحرس الجمهوري

- بنات صدام وزوجته (رغد وساجدة وآخرين)

 أما هيئة علماء المسلمين فتضم بين دفتيها الواسعتين وحاضناتها الرحبة منظمات إرهابية هي:

- جماعة الزرقاوي التكفيرية

- عصابات الملثمين ومافيا الإجرام السلفي

- أئمة الجوامع الوهابيين

- تنظيمات مسلحة إرهابية كجيش أنصار السنة وجيش محمد  والجيش الإسلامي وغيرها من الأسماء الوهمية.

- قطاع الطرق والمجرمين الجنائيين

 أما فلول حزب البعث والحرس الجمهوري فقد توزعوا على تنظيمات هدفها القتل والتخريب والاغتيالات وتنقسم إلى الفئات التالية:

- عصابات للقتل والتخريب والخطف ثم الذبح

- عصابات تأتمر بأوامر عزت الدوري شخصيا

- خلايا الاغتيالات مهمتها تصفية شخصيات العراق الدينية والسياسية ورجال الحكم من الطائفة الشيعية تحديدا.

 أما بنات صدام وزوجته فانقسم بهم الأمر إلى:

- عصابات تابعة لرغد تمولها شخصيا وهي أحزاب سياسية ودينية متطرفة.

- عصابات برزان وهي مافيا تمول العمليات المسلحة وعمليات التخريب وتجنيد وإرسال الانتحاريين إلى العراق.

- عصابات كاولية العوجة والتي بقت على ولائها للمال الصدامي وتنشط في عمليات حرق آبار النفط والتخريب.

 هذه الشجرة الخبيثة الملعونة والتي ثمرتها علقم الإجرام تريد حرق العراق بمن فيه انتقاما لزوال الحكم والسلطة من أيديها.. فالمال المسروق من خزينة الشعب العراقي متوفر والبهائم التي تريد الانتحار ترعى في مراعي المثلث إلى حين قطاف أرواحها وبأبخس الأثمان.. فالزرقاوي خير سمسار للبهائم الانتحارية ومال الشعب العراقي المنهوب بحوزة أعوان برزان ووطبان ورغد والدوري وما أكثر المنفذين المغفلين.. فالعراق بات يباع ويشترى ألف مرة في اليوم وحياة العراقيين أصبحت محط مساومة من قبل البعثيين وألعوبة بيد التكفيريين ودمائهم مهدورة لقاء وريقات من دولارات العم سام.. وقد علّمنا الزمن أن مدرسة البعث لا تنتج إلا أولاد سفاح وأبناء السفاح لا ينجذبوا إلا لأولاد سفاح مثلهم.. وهاهم البعثيين والتكفيريين يستميتون لإرجاع ابن كاولية العوجة إلى مجده العتيد.. ولكن يظل السؤال هل ستنهمر الشهب والأجرام السماوية والنيازك على الأرض مرة أخرى لنشهد ميلاد مأساة جديدة للعراق والعراقيين؟ أم أن السماء هذه المرة مُلئت حرسا شديدا وشهبا، ومن يجرم الآن يجد له شهابا رَصَدا..؟

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com