|
أية مقاومة وأي شرف؟ علي الشلاه كاتب واكاديمي عراقي * لسنا مع امريكا ولا مع الارهاب الطائفي الذي أساء الى كل مقاومة في التاريخ . * هل قتلة قاسم عبد الأمير وأحمد آدم ووووووو مقاومون أشراف؟ * لقد انشغل العراقيون بالبحث عن ابنائهم المفقودين في سجون صدام عن القتال معه . * هل مر في التاريخ ان مومساً مستمتعة بمهنتها عيرت شريفةً مغتصبة؟
كتب الزميل الشاعر العراقي فاروق يوسف مقالاً تحت عنوان ( الا يليق شرف المقاومة بالعراقيين ) ولانه المقال ارتدى لباس الخطاب العقلاني ظاهراً فقد اردت ان ارد عليه ومن خلاله اجيب على اسئلة زملاء اخرين من غير العراقيين تساءلوا عن راهن العراق اليوم وموقف مثقفيه من الاحتلال الامريكي . لم يكن سقوط صدام بيد موجديه الأمريكان احتلالاً عادياً لبلد ما من قبل قوة غاشمة فقط، بل كان احتلال قوة غاشمة لبلد انتهكه حكامه البدائيون المتخلفون وحولوه الى حفلة زار كبيرة يرقص فيها الجميع على أشلاء العراقيين، ولا اعتقد ان شريفاً في هذه الأرض يرضى بما آل اليه حال العراق والعراقيين على يد النظام الطائفي العنصري التكريتي، لقد تحول شعب أبيٌ كريمٌ الى شعوب متناثرة في بلاد الله الواسعة وافترشت عجائزه في اواخر ايامهن ارصفة العواصم بائعات للسجائر بحثاً عن لقمة خبز، وتلاشت خيرة شبابه في حروب غير مبررة وغير شريفة ووصلت مقابر العراقيين الجماعية الى قاع المحيط غرقاً في عملية هروب لاسابق لها من مقابر جماعية تتوزع العراق كله وفق ديمغرافيا طائفية عنصرية لاحاجة لتكرارها،وقد كان أغلب العراقيين بانتظار سقوط صدام حتى ولو بكارثة سماوية ليوقفوا كوارثه المستمرة، هل حصل ان سأل غريق في رمقه الاخير اليد التي تمتد لانقاذه عن هويتها وجنسها ودينها؟ ان أسئلة الهوية والعنصر والدين هي أسئلة الضفة، يطرحها الغريق السابق بعد ان يتمدد على الشاطئ ساحباً انفاسه بملئ رئتيه، هو مالم يتح للعراقيين فعله حتى الآن لانهم اولاً لم يسألوا رأيهم في تولية صدام ولا في الاحتلال الأمريكي ولا في مقاومة ابي تبارك الباسلة التي حولت المساجد الى مباغ ومعسكرات والشعار- اقتل رافضياً وتغد مع النبي - كما يردد الهمام ابو مصعب الزرقاوي ( الذي يريد الأشقاء العرب ان ندعوا له بالسلامة ليواصل قتلنا ومحق سلالتنا ) . لقد عجزت دول كبرى عن ايقاف الامريكيين عن مخططاتهم فهل نصدق مايردده بعض الأشقاء عن ضرورة مقاومتهم فوراً من قبل شعب أكلته الحروب والجوع والقتل اليومي ثلاثين عاماً، في حين يتربع السادة الأمريكيون في دول هؤلاء الأشقاء منذ امد بعيد حتى ليتبادر الى الذهن سؤال خبيث يقول .. هل عدد سكان البلد الذي يقيم فيه المزايدون على العراقيين من العرب أكثر ام أن عدد الجنود الأمريكيين في قواعده يكاد يصل الى ضعف عدد الاعراب فيه؟ وهل نصدق زعمهم بأن هذه القوات موجودة برضاهم؟ فليجربوا ويطلبوا منها الرحيل دون ان تريد هي ذلك ولنر؟ هل مر على العقلاء ان مومساً مستمتعة بمهنتها عيرت شريفة ً مغتصبةً؟ ماهو العراق؟ هل هو الارض والأحجار والرمال والمباني أم انه العراقيون، البشر الذين ولدوا على تلك الأرض ومنحوها خصوصيتها وسموها وثقافتها وتاريخها ومعتقداتها وسماتها كلها، فكيف يكون العراق عزيزاً ذا سيادة وقد انتُهك العراقيون والعراقيات عبر المقاومة الشريفة جداً التي ساقتنا الى حافة الحرب الطائفية بقيادة الأشوس حارث ضاري حفظه الله ورعاه ومعه موظفو اوقاف صدام من كتبة التقارير في هيئة العلماء التي وشت بكل عالم شريف حتى صاروا يعدون على الأصابع في عراق ما بعد الدكتاتورية. واخيراً فهل قتلة قاسم عبد الأمير عجام وأحمد آدم وصادق القزويني وعقيل الجنابي ونجم عبد خضير وعشرات من المبدعين والاعلاميين العراقيين اضافة الى الاف المواطنين الأبرياء هي مقاومة شريفة؟ أذا كان الأمر كذلك، فأية مقاومة هذه وأي شرف؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |